Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ما يهم المسلم

وأفوض أمري إلى الله – إسلام أون لاين


قال الله تعالى إخباراً عن العبد الصالح: { وأفوض أمري إلى الله إنَّ اللهَ بَصِيرٌ بالعِبَادِ فَوَقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} [غافر 44، 45 ] .

يُخبر تعالى عن مؤمن آل فرعون حين دعاهم إلى التوحيد، وتصديق موسى، ونهاهم عن الشرك، فتوعَّدوه أنَّه قال: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [غافر : 44] . أي: وأتوكل عليه، وأستعين، فيعصمني عن كل سوء، {إن اله بصير بالعباد} ، فيهدي من يستحق الهداية ويضل من يستحق الإضلال، وله الحجة البالغة، والحكمة التامة، {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} ، ما أرادوا به من الشر.

قال قتادة: نجا مع موسى وكان قبطيًّا.


عموم الإنفاق لعموم البيان ومقتضى المقام

ثم تاب من بعده وأصلح

وعن أَبي هريرة – رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: “قَالَ الله عز وجل : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنا معه حَيْثُ يَذْكُرنِي، وَاللهِ، للهُ أفْرَحُ بِتَوبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بالفَلَاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْراً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً، وَإِذَا أقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ” متفقٌ عليه، وهذا لفظ إحدى روايات مسلم. وتقدم شرحه في الباب قبله.

ورُوِيَ في الصحيحين: ” وأنا معه حين يذكرني”  بالنون، وفي هذه الرواية «حيث» بالثاء وكلاهما صحيح.

قوله عزَّ وجل: ” أنا عند ظن عبدي بي” ، أي في الرجاء، وأمل العفو، «وأنا معه» ، أي: بالرحمة، والتوفيق، والإِعانة، والنصر، … «حيث ذكرني في نفسه أو في الملأ”

وفي الحديث: لطف الله بعباده، وفرحه بتوبتهم، وأن من تقرب إليه بطاعته، تقرب إليه بإحسانه، وفضله، وجزائه المضاعف.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلَ مَوْتِه بثَلاثَةِ أيّام، يقولُ: “لا يَمُوتَنّ أحَدُكُمْ إلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله – عز وجل . رواه مسلم.

في هذا الحديث: الحث على حسن الظن بالله تعالى، والتحذير من القنوط خصوصًا عند الخاتمة، قال الله تعالى: { وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران :102 ] ، وقال الشافعي رحمه الله تعالى في مرض موته:

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي 
جعلت الرجَاء مني لعفوك سُلَّما 
تعاظمني ذنبي فلما قرنته 
بعفوك ربي كان عفوك أعظما

وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” قَالَ الله تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ ما دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغت ذُنُوبُك عَنَانَ السماءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايا، ثُمَّ لَقَيْتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئاً، لأَتَيْتُكَ بقُرَابِها مَغْفِرَةً” . رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

“عَنَانُ السَّماءِ” بفتح العين، قيل: هو مَا عَنَّ لَكَ مِنْهَا، أيْ: ظَهَرَ إِذَا رَفَعْتَ رَأسَكَ، وقيل: هو السَّحَابُ. وَ «قُرابُ الأَرض» بضم القاف، وقيل: بكسرها، والضم أصح وأشهر، وَهُوَ: مَا يقارب مِلأَهَا، والله أعلم.

في هذا الحديث: بشارة عظيمة، وحلم، وكرم عظيم.

قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وأسواقكم، ومجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

وقال قتادة: إن هذا القرآن يدّلكم على دائكم ودوائكم، فأمَّا داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار.

قال بعضهم:

أستغفر الله مما يعلمُ اللهُ
إِنَّ الشقيَّ لَمن لا يرحمُ اللهُ
مَا أحلمَ الله عمن لا يراقبه
كلٌّ مسيء ولكن يحلم اللهُ
فاستغفر الله مما كان من زلل
طوبى لِمَنْ كف عما يكره اللهُ
طوبى لِمَن حسنت منه سريرته
طوبى لِمَنْ ينتهي عما نهى الله


اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading