صلاة العيد .. الأحكام العامة
إن صلاة العيد مشروعة بالإجماع، وهي سنة مؤكدة على قول جماهير العلماء من السلف والخلف. يبين هذا المقال الأحكام العامة المتعلقة بها، وحكمها ووقتها وكيفية أدائها ؟
وقتها
ووقت صلاة العيد كوقت صلاة الضحى، يبتدئ بعد ارتفاع الشمس قدر رمح أي: بعد ربع أو ثلث ساعة تقريبا من شروق الشمس، وينتهي قبيل زوال الشمس أي: قبل أذان صلاة الظهر بربع أو ثلث ساعة خروجا من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها (1).
إذا زالت الشمس، فهل يجوز القضاء ؟
اختلف العلماء في هذه المسألة، فعلى الصحيح من مذهب الشافعية يستحب قضاؤها. وعند الحنفية والمالكية لا تقضى بعد زوال الشمس. ويرى الحنابلة أن من فاتته لا قضاء عليه، فإن شاء أن يقضيها، يصليها أربع ركعات بسلام واحد أو بسلامين (2). ويستحب تعجيل صلاة عيد الأضحى في أول وقتها ليتسع وقت الأضحية، وتأخير صلاة عيد الفطر ليتسع وقت إخراج زكاة الفطر (3).
والأصل أن تصلى في المصلى (العراء) لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى” (رواه البخاري ومسلم). ويستثنى من ذلك مكة، فإن صلاة العيد في المسجد الحرام أفضل (4). وإذا وجد عذر كمطر أو خوف أو غيره، فإنها تصلى في المسجد (5).
واختلف العلماء القائلون بجواز أداء صلاة العيد لمن فاتته مع الإمام، فقال قوم: يصليها أربع ركعات، وقال آخرون: يصليها ركعتين بلا تكبيرات زوائد، وقال جمهور العلماء –وهو الراجح-: يصليها على صفة صلاة الإمام ركعتين يكبر فيهما التكبيرات الزوائد (6)؛ والدليل: ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلى بهم ركعتين، يكبر فيهما (رواه ابن أبي شيبة وغيره، وذكره البخاري في صحيحه في مقدمة باب: إذا فاته العيد يصلي ركعتين).
صفة صلاة العيد
أما عن كيفية أداء صلاة العيد :
- فتصلى ركعتين بلا أذان ولا إقامة،
- يكبر الإمام في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام،
- ثم يكبر بعدها سبع تكبيرات على قول الشافعية أو ست تكبيرات على قول المالكية والحنابلة، وكله جائز بإذن الله،
- ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ ما تيسر من القرآن،
- ويسن أن يقرأ سورة ق في الركعة الأولى،
- وفي الركعة الثانية يقوم مكبرا تكبيرة القيام،
- ثم يكبر بعدها خمس تكبيرات،
- ويقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة القمر، فهاتان السورتان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاة العيدين،
- وإن شاء قرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية،
- ثم يتم صلاته.
- فإذا سلم من الصلاة؛ خطب خطبتين، يجلس بينهما؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم (7).
خطبة العيد
وخطبة العيد سنة وليست فرضا، ومن صلى العيد منفردا في بيته فلا خطبة له؛ لأن الخطبة مشروعة مع الجماعة (8). أما إذا صلاها جماعة مع أهل بيته أو غيرهم فلا خطبة لهم على مذهب المالكية (9)، وتسن لهم الخطبة على قول الشافعية.
وأقل الجماعة: اثنان، فلو كان رجلان مجتمعان في بيت يسن لأحدهما أن يخطب ندبا ولو صلى كل واحد منفردا، ولا خطبة لجماعة النساء إلا أن يخطب لهن ذكر، وخطبة العيد تكون بعد الصلاة بخلاف خطبة الجمعة (10).
(1) بداية المجتهد: 1/229
(2) بدائع الصنائع: 1/276؛ والشامل: 1/126؛ والمجموع: 5/33؛ والمغني: 2/124.
(3) المغني: 2/117.
(4) التمهيد: 6/31
(5) المجموع: 5/8.
(6) بداية المجتهد: 1/230
(7) المدونة: 1/246؛ والأم: 1/270؛ والمغني: 2/119؛ والفروع: 3/201
(8) المجموع: 5/32
(9) مواهب الجليل: 2/581
(10) حاشية الجمل على شرح المنهج: 3/508 .
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.