جنيف تحتضن مؤتمرا لتنسيق وصول المساعدات الإنسانية تزامنا مع هدنة جديدة

تترأس السعودية مؤتمرا دوليا تحتضنه مدينة جنيف السويسرية لمحاولة التنسيق لإرسال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في السودان، التي تعيش منذ أكثر من شهرين حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع. ودخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل التزم خلالها الطرفان المتنازعان بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية. وكان مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان ويليام كارتر قد أعلن الأحد على تويتر أن أغلب المنظمات غير الحكومية لا تزال تنتظر تأشيرات الدخول لتقديم الغوث إلى السكان.
نشرت في:
تستضيف جنيف الاثنين مؤتمرا برعاية السعودية لمحاولة تنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان السودان حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من شهرين.
والأحد، دخلت حيز التنفيذ هدنة جديدة أبرمها الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
والتزم الطرفان بوقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، وهي إحدى أفقر دول العالم. وعلى الرغم من توقف إطلاق النار الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل، لا تزال الأدوية والمواد الغذائية شحيحة.
أمل في استمرار الهدنة ووقف القتال
وأبدى سكان في العاصمة رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار أطول. وقالت هناء حسين التي تقطن وسط الخرطوم “مشكلتنا أن الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جدا كأنما المقاتلون يريدون تعويض أيام الهدنة”.
من جهته، قال سامي عمر الذي يقطن في أم درمان في شمال العاصمة “نريد وقفا شاملا لإطلاق النار”.
وأضاف “الهدنة لا تكفى لكي نواصل حياتنا. قد يتوقفون عن القتال، لكن قوات الدعم السريع لن تغادر المنازل (التي سيطر عناصرها عليها)، كما أن المرور عبر نقاط التفتيش صعب أيام القتال”.
أكثر من ألفي قتيل
والأحد، كتب مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان ويليام كارتر عبر حسابه على موقع تويتر أنه “لم تُصدر تأشيرات دخول إلى السودان لغالبية المنظمات غير الحكومية الإنسانية في الشهرين الماضيين”.
وتابع “منذ بدء الصراع لا يزال هناك حوالي 100 طلب تأشيرة معلقة قُدمت من أكثر من 30 منظمة”.
وأضاف كارتر “لدينا فريق مكون من 20 شخصا في وضع الاستعداد لأكثر من شهر.. كنا نستطيع مساعدة 200 ألف نازح حتى الآن”.
وتسبب النزاع منذ اندلاعه في 15 نيسان/أبريل، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان وعددهم نحو 45 مليونا، للمساعدة في بلد كان يُعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع.
وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها جمعت 16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.
السعودية تترأس المؤتمر
أعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى أن المؤتمر هدفه “إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.
وإلى جانب السعودية، تشارك في المؤتمر كل من قطر ومصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفق الرياض.
ومنذ أسابيع، تقود واشنطن والرياض وساطة في مفاوضات تجري في جدّة لحل النزاع الدائر في السودان.
وفي بيان الاثنين، أكدت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة التنمية غير الحكومية بشرق أفريقيا (إيغاد)، على “الحاجة الماسة إلى هدنة إنسانية دائمة للسماح بوصول المساعدات إلى ملايين السودانيين المحتاجين”.
وأشارت الآلية إلى “استمرار تدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد .. مع دخول الصراع في السودان شهره الثالث”.
“كارثة إنسانية” في دارفور وفرار الآلاف
وسبق أن أُعلنت هدن عدة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم، معظمها برعاية سعودية وأمريكية، لكن لم يتم الالتزام بها كليا على الأرض. بالتالي تصل المساعدات الإنسانية بصعوبة وبكميات قليلة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص الحدود نحو تشاد المتاخمة لإقليم دارفور حيث تثير الأوضاع قلقا متزايدا خصوصا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وكان موقع الرئاسة التشادية قد أفاد في بيان الأحد بقيام الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي بتفقد مدينة أدري الحدودية مع السودان في شرق البلاد من أجل “ضمان الإغلاق الفعلي للحدود”.
وأشارت منظمة أطباء بلا حدود بفرنسا عبر حسابها على موقع تويتر إلى أنه الأسبوع الماضي “فر نحو 6000 شخص من الجنينة للاحتماء في تشاد بالقرب من أدري”.
وأوضحت في بيان السبت أن “ما لا يقل عن 622 جريحا” أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان “على مدى الأيام الثلاثة الماضية”.
وقال منسق المنظمة في أدري سيبو درايا “الوضع صراحة يفوق طاقتنا لكن الجميع يقوم بأقصى ما يمكن للتأقلم”.
فرانس24/ أ ف ب