الصين تدعو القوى الكبرى إلى منع اندلاع حرب باردة جديدة
دعا رئيس الوزراء الصيني الأربعاء بمناسبة انعقاد قمة آسيان+3 التي تستضيفها إندونيسيا، القوى الكبرى إلى “منع اندلاع حرب باردة جديدة”، معتبرا بأن الاختلافات مردها “سوء فهم ومصالح متضاربة أو تدخلات أجنبية”. وتناقش القمة خصوصا مطالبة بكين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي وخلافها مع اليابان حول تصريف مياه فوكوشيما ومسألتي كوريا الشمالية وبورما، وسيتخللها انعقاد أول اجتماع عالي المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا.
نشرت في:
5 دقائق
اعتبر رئيس وزراء الصين لي تشيانغ الأربعاء خلال لقاء مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية ودول آسيان في القمة المنعقدة بإندونيسيا، بأنه على القوى العظمى معارضة مفهوم المواجهة والحيلولة دون اندلاع حرب باردة جديدة.
وقال المسؤول الصيني خلال قمة آسيان+3، إن “الاختلافات قد تنشأ بين الدول بسبب سوء فهم ومصالح متضاربة أو تدخلات أجنبية”. مضيفا: “من أجل إبقاء هذه الخلافات تحت السيطرة من المهم راهنا الامتناع عن اختيار معسكر ما، ومعارضة المواجهة بين الكتل ومنع حرب باردة جديدة”.
جاءت هذه التصريحات فيما يجتمع قادة الدول ومسؤولون كبار بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، للبحث في مجموعة قضايا ألقت بظلالها على اجتماعات رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) الأسبوع الحالي.
وسيحضر رئيس الوزراء الصيني الخميس قمة الرابطة التي تضم 18 دولة بمشاركة هاريس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان قال لصحافيين الثلاثاء إن هاريس ستشدد على “التزام الولايات المتحدة المتواصل لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ عموما”.
وتحضر هاريس عوضا عن بايدن، فيما يشارك تشيانغ عوضا عن الرئيس شي جينبينغ.
“بحر الصين الجنوبي.. ردم وأنشطة وحوادث خطيرة”
وتشمل النقاشات خارطة أصدرتها بكين قبل فترة قصيرة، تظهر مطالبتها بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي، والخلاف بينها وبين اليابان حول تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية في البحر، وأيضا إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية.
وأثارت الصين حفيظة عدة بلدان في آسيان الأسبوع الماضي عندما نشرت خريطة رسمية تعلن فيها سيادتها على بحر الصين الجنوبي بمعظمه. قوبلت الخطوة بتنديدات حادّة من أنحاء المنطقة، بما في ذلك من ماليزيا وفيتنام والفلبين.
وقالت اليابان في وقت متأخر الثلاثاء إنها قدمت “احتجاجا قويا” ضدّ بكين بشأن الخريطة ودعت إلى سحبها، حسبما أفاد المتحدث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو في مؤتمر صحافي. وأكد الدبلوماسي من جنوب شرق آسيا أن البيانات المشتركة الصادرة عن الاجتماعات “ستتضمن إشارات إلى بحر الصين الجنوبي وبورما”.
ومن المقرر أن يعرب الزعماء عن قلقهم بشأن “ردم البحر والأنشطة والحوادث الخطيرة” في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وفقا لمسودة بيان رئاسة آسيان والذي سيصدر هذا الأسبوع. إلا أن خبراء استبعدوا أن يواجه قادة آسيان، وزير الخارجية الصيني خشية إثارة حفيظة بكين.
وقال خبير الشؤون الخارجية لدى جامعة “بيليتا هارابان” الإندونيسية أليكسيوس جيمادو: “أتوقع.. أن يتجنب القادة مناقشة مسائل خلافية مثل الخريطة الصينية الجديدة”. مضيفا: “لن يخاطروا بالعلاقة مع القوى الكبرى”.
“أول لقاء عالي المستوى بين واشنطن وموسكو”
وستكون اجتماعات الأربعاء ذات طابع إقليمي أكثر قبل حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قمة لشرق آسيا يشارك فيها 18 بلدا الخميس، ويتوقع أن تتصدر قضايا جيوسياسية أوسع جدول أعمالها. ونشرت السفارة الروسية في إندونيسيا صورة للافروف لدى وصوله إلى جاكرتا الأربعاء.
وأكدت إندونيسيا لقمة قادة آسيان الثلاثاء أن التكتل لن يتحول إلى ساحة تتنافس فيها القوى الكبرى، في ظل تفاقم التوتر بين الولايات والمتحدة والصين بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي والغزو الروسي لأوكرانيا.
وسيكون الاجتماع الذي يضم لافروف وهاريس أول لقاء عالي المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد في جاكرتا في يوليو/تموز، عندما واجه وزير الخارجية الروسي الانتقادات الأمريكية والأوروبية لبلاده على خلفية حرب أوكرانيا.
كوريا الشمالية وبورما
ويستضيف زعماء آسيان اجتماعات قمة الخميس مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وقال ألبانيز أمام منتدى إقليمي في جاكرتا الأربعاء، إن كانبيرا تسعى إلى مشاركة أوثق وعلاقات اقتصادية مع دول جنوب شرق آسيا.
كذلك، يحضر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول. وذكرت تقارير أن يون أبلغ زعماء آسيان بأنه لا ينبغي التعاون مع كوريا الشمالية، التي قالت واشنطن هذا الأسبوع إنها تُجري محادثات مع روسيا بشأن الأسلحة.
ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن يون قوله خلال اجتماع لرابطة آسيان، إن “أي محاولات لإقامة تعاون عسكري مع كوريا الشمالية، التي تعمل على تقويض السلام في المجتمع الدولي، يجب أن تتوقف على الفور”.
كما التقى كيشيدا ويون مع لي، وسط خلاف بين الصين واليابان بشأن تفريغ المياه الملوثة من محطة فوكوشيما النووية المعطلة.
من جهة أخرى، ستكون بورما قضية رئيسية في القمم المنعقدة مع الصين التي تعد من أبرز حلفاء المجلس العسكري في هذا البلد. فقد دان قادة دول جنوب شرق آسيا الثلاثاء بشدة العنف والهجمات ضد المدنيين في بورما، محمّلين المجلس العسكري المسؤولية المباشرة عنها. وأكدت إندونيسيا عدم حصول أي تقدّم يذكر في خطة السلام المتفق عليها.
هذا، وأكد مسؤول من جنوب شرق آسيا حضر اجتماعات الأربعاء بأنها ستُختتم ببيانات مشتركة بشأن توثيق التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والمرتبط بالأمن الغذائي بين القوى وآسيان.
فرانس24/ أ ف ب