“لا يمكنهم ملاحقة الملايين من النساء”
قبل عام من اليوم، اعتقلت شرطة الأخلاق في إيران شابة اسمها مهسا أميني، تبلغ من العمر 22 عامًا. بعد ثلاثة أيام، توفيت الشابة في المستشفى جراء الضرب الشديد الذي تعرضت له أثناء اعتقالها. هذه الحادثة أدت إلى اندلاع احتجاجات عارمة في إيران، اشتهرت عبر العالم خصوصا بشعار “امرأة، حياة، حرية”. منذ اندلاع الاحتجاجات، كان فريق تحرير “مراقبون” على اتصال منتظم مع عشرات النساء من مختلف أنحاء إيران. وقد أخبرنا العديد منهن أن خروجهن إلى الشوارع بدون حجاب أصبح “أمرا طبيعيا” رغم الضغوط التي يتعرضن لها.
نشرت في:
3 دقائق
منذ اندلاع المظاهرات، تم تداول الآلاف من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، تظهر النساء في الأماكن العامة وهن لا يرتدين الحجاب.
لكن القانون الذي يلزم الحجاب مازال ساري المفعول، والأسوأ من ذلك أن البرلمان ينظر في قانون جديد يجعل العقوبات على عدم ارتداء الحجاب أكثر صرامة. ووفقًا لهذه المسودة، ستزيد الغرامات مما يعادل 1 يورو إلى 3,000 يورو، وستصل أقصى عقوبات السجن إلى 10 سنوات.
سيتا، طالبة جامعية إيرانية:
بعد بدء الاحتجاجات، أصبح هذا السؤال يتردد في ذهني أكثر فأكثر: لماذا يتوجب عليّ طلب الإذن من الدولة بخصوص أيديولوجية لا أؤمن بها؟ لأعيش بالطريقة التي أريدها؟
لقد وجدت الشجاعة اللازمة للدفاع عن خياراتي، رغم المخاطر.
منذ وفاة مهسا أميني، لم أعد أرتدي الحجاب في الأماكن العامة.
المجتمع بشكل عام يدعم هذا. قبل الاحتجاجات، إذا خرجت إلى الأماكن العامة بدون حجاب، ينظر إليك الناس كما لو كنت وحشا .. حتى النساء ينظرن إليك هكذا.
الآن ردة الفعل الأكثر شيوعا هي ابتسامة بسيطة. وأحيانا يقول لك الناس كلمات مشجعة.
رأينا أن الإيرانيين على استعداد لدفع ثمن مساندة النساء. صاحب المقهى يوافق على إغلاق محله لعدة أيام، لكنه لا يطلب من النساء ارتداء الحجاب. عندما يناضل الرجال من أجل حقوق المرأة بهذه الطريقة، فهذا يدل على وجود ثورة في المجتمع الذكوري.
في الأشهر الأخيرة، ألقت الشرطة القبض على العديد من الشخصيات المؤثرة الإيرانية، من بينها: سائقة دراجة نارية، وشابة مؤثرة في مجال أسلوب الحياة والأزياء، ومدونة سفر، وسار، وهي مراهقة انتشر مقطع فيديو لها مع أصدقائها في مركز تسوق على نطاق واسع.
“فاريا” (اسم مستعار) هي مؤثرة في مجال أسلوب الحياة، تعيش في شيراز:
“هذا مخيف. فكل يوم أسمع عن اعتقال صديق أو زميل أو تجميد حسابه المصرفي أو مصادرة سيارته.
لكني سعيدة بوجود الكثير من النساء يقاومن رغم التهديدات والضغوط التي يمارسها النظام.
وحتى لو قاموا بإسكات من يسمونهم “بالمشاهير”، فلن يتمكنوا من ملاحقة ملايين النساء في الشوارع.
منذ أشهر، كنت أشعر بالقلق إزاء الثمن الذي ندفعه مقابل هذا التغيير: الأشخاص والمراهقين وحتى الأطفال الذين فقدوا حياتهم. أتمنى أن تحدث هذه الدماء التي سالت تغييرا كبيرا. لكنني أعتقد أن كل هذا الألم أوصل مجتمعنا إلى ما هو إليه اليوم.
أعتقد أن هذه الدماء جعلت المعادلة واضحة للجميع في إيران: إما أن ننهي هذا النظام أو أن ينهينا هذا النظام. ليس هناك حل وسط.
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.