بعد إعادة انتخابه رئيسا… بوتين يسعى لـ “حسم” الحرب في أوكرانيا وترسيخ “القيم التقليدية” بروسيا
كما كان متوقعا، فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية جديدة بحصوله على أكثر من 87 بالمائة من أصوات الناخبين. فما هي الأهداف التي سيسعى إلى تحقيقها خلال السنوات الست المقبلة من عهدته؟
نشرت في:
5 دقائق
كما كان متوقعا، فاز فلاديمير بوتين بعهدة رئاسية جديدة ستسمح له بتحقيق بعض الأهداف التي يراها استراتيجية بالنسبة لبلاده خلال السنوات الست المقبلة. ويتزامن إعادة انتخابه مع اشتداد حدة الحرب التي شنها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، مع تحرك بعض الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا لأجل تعزيز الدعم العسكري والمالي لكييف كي تقلب المعادلة الحربية على الأرض.
ولمواجهة هذه التحديات، يسعى بوتين إلى تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية التي تطرق إليها في خطابه السنوي في 29 فبراير/شباط. وكان زعيم الكرملين وعد بتخصيص الملايين لتحديث البنية التحتية لروسيا ومحاربة الفقر، فضلا عن وقف التراجع الديمغرافي إضافة إلى إطلاق مشروع الرقمية.
وتسلط فرانس 24 الضوء على أبرز أهداف الرئيس الروسي على المدى القريب.
اقرأ أيضاما رسائل بوتين من خلال خطابه السنوي للأمة
مواصلة الحرب في أوكرانيا
في خطاب الأمة الذي ألقاه في 27 فبراير/شباط، وعد بوتين بالنصر المبين في أوكرانيا، وقال: “جنودنا لن يتراجعوا إلى الوراء وسينتصرون”. وأضاف: “القوات المسلحة لن تتراجع إلى الوراء ولن تفشل ولن تخون”.
لكنه في نفس الوقت، لم يقدم أي نظرة مستقبلية بخصوص هذه الحرب، سواء تعلق الأمر بفتح مفاوضات مع الجانب الأوكراني أو حسم الأمر نهائيا على الأرض أو حتى بشأن عودة الجنود الروس إلى بلدهم من جبهات القتال. واكتفى بالقول إنه جاهز لإيجاد حل تفاوضي للحرب.
ووفق المحللة السياسية تاتيانا كاستووفا-جان المختصة في الشؤون الروسية، فإن فوز بوتين سيعطيه المزيد من الحرية في التصرف كما يشاء فيما يتعلق بالملف الأوكراني. وقالت في تصريح لجريدة “لوموند” الفرنسية: “الغموض الكبير الذي يواجه بوتين هو مدى حاجته أم لا إلى تجنيد شبان جدد لإرسالهم إلى القتال في أوكرانيا لأن هذا مصدر قلق كبير للحكومة الروسية التي تخشى وقوع مظاهرات شعبية رافضة بإرسال مقاتلين جدد إلى الحرب”.
وأضافت: “هناك مخاوف من ارتفاع حدة وتيرة الحرب في أوكرانيا أو نقلها إلى دول مجاورة لها كمولدافيا ومنطقة “ترنيستري” وحتى إلى بولندا التي تعد عضوا في حلف الناتو.
التأكيد على “القيم التقليدية” في صفوف العائلة الروسية
أشاد بوتين خطابه السنوي “بالقيم التقليدية” للعائلة الروسية ودعا العائلات إلى إنجاب عدد أكبر من الأطفال من أجل حل مشكل التراجع الديمغرافي الذي تشكو منه روسيا، والذي طرح بشكل كبير على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي: “في روسيا يجب أن تكون العائلة المتكونة من عدة أطفال المعيار الحقيقي وفلسفة حياة وركيزة أساسية في الاستراتيجية الشاملة التي تتبعها الدولة”. فيما دعا إلى احترام تقاليد المجتمع الروسي لمنعه من الاندثار.
وواصل في هذا الشأن: “لاحظنا ما يجري في دول أخرى حيث تم هدم كل قواعد الأخلاق، ما أدى إلى انقراض وانطفاء بعض الشعوب”. لكن بوتين لم يقدم شروحات أكثر عن هذه الشعوب التي اندثرت بسبب تراجع قيمها الأخلاقية.
استثمارات اقتصادية في مجالات عدة
قدم بوتين وعودا عديدة، لا سيما في مجال تقديم المساعدات الاجتماعية للعائلات الفقيرة والمتوسطة والتي عانت كثيرا من ارتفاع أسعار المواد الأساسية بسبب جائحة كوفيد-19 ومن تداعيات الحرب في أوكرانيا التي نسفت كل الإمكانيات المالية التي كانت تمتلكها موسكو.
اقرأ أيضاربع قرن على رأس السلطة في روسيا… خمس محطات أساسية في حكم بوتين
وقد وعد بوتين بتقدم دعم مالي لقدامى المحاربين الروس ولكل الذين انخرطوا في الحرب على أوكرانيا والجرحى. كما وعد بتحسين مستوى التعليم والتربية في المدارس والجامعات عبر ضخ أموال كبيرة في هذين القطاعين. إضافة إلى قطاعات أخرى كالصحة والرقمنة والثقافة والحفاظ على البيئة.
وأكد أيضا أنه سيركز كثيرا خلال عهدته الجديدة على محاربة الفقر وتحسين ظروف معيشة الروس، معبرا عن ارتياحه بـ “تراجع نسبة تناول المشروبات الكحولية” في البلاد.
لكن وفق بعض المختصين في الشؤون الروسية، هذه الوعود يكررها بوتين كل سنة دون أن تتحقق ميدانيا. وما يزيد من رداءة الوضع، هو نقص الأموال في خزينة الدولة التي يمكن بوتين تسخيرها لتحقيق الأهداف الاجتماعية التي سطرها.
فتراجع اقتصاد روسيا بسبب العقوبات المفروضة عليه من قبل الدول الغربية تضع الرئيس الروسي على المحك وتجعله قد يواجه اضطرابات داخلية وضغوطات أكثر من الخارج. فهل يحقق زعيم الكرملين أهدافه؟
طاهر هاني
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.