رئيس مجلس النواب الأمريكي يواجه احتمال فقدان منصبه بعد اتفاق مع الديمقراطيين
بعد اتفاق مع الديمقراطيين لتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية، أعلن نائب جمهوري محافظ الأحد أنه سيقدم مقترحا لإقالة رئيس مجلس النواب، الجمهوري كيفن مكارثي، من منصبه. ويشعر المحافظون المتشددون بالغضب من عدم تضمين مطالبهم، بخصوص تخفيض النفقات، في الاتفاق الذي توصل إليه مكارثي مع الديمراطيين. وتم تمرير الاتفاق المرحلي ليل السبت من قبل الكونغرس، ثم وقعه سريعا رئيس البلاد جو بايدن.
نشرت في:
5 دقائق
بات رئيس مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري كيف مكارثي، يواجه بقوة احتمال فقدانه لرئاسة المجلس. وأثار مكارثي بشدة غضب مجموعة قليلة من النواب المتشددين في حزبه بعد توصله لاتفاق مرحلي مع الديمقراطيين لتجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية. وصرح نائب متشدد الأحد بانه سيقدم مقترحا لإقالة مكارثي من رئاسة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة للغاية.
وإلى جانب رئاسته لمجلس النواب، يعد مكارثي ثالث شخصية في التسلسل الهرمي للسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة بعد الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، إذ يتولى رئيس المجلس إدارة شؤون البلاد في حال عجز الرئيس ونائبته عن ذلك.
وقال النائب الجمهوري المتشدد مات غايتس في تصريح لشبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية “أعتزم التقدم باقتراح لإطاحة رئيس المجلس ماكارثي هذا الأسبوع”، مضيفا “أعتقد أنه يتعين عليه نزع الضمادة” في إشارة إلى وقف احتواء التأزم.
وتابع النائب المتشدد “أعتقد أن علينا أن نمضي قدما مع قيادة جديدة يمكن أن تكون محل ثقة”، لكنه أوضح أن تمكن “تكتل الحرية” من إطاحة رئيس المجلس أمر غير محسوم، خصوصا بعد انفتاح ماكارثي على الديموقراطيين للمصادقة على مشروع قانون يحظى بدعم الحزبين.
وشدد على أن “السبيل الوحيد لبقاء كيفن ماكارثي رئيسا لمجلس النواب في نهاية الأسبوع المقبل يكمن في أن ينقذه الديموقراطيون”، مشيرا إلى أنهم “الآن سيفعلون ذلك على الأرجح”.
وأصبح مكارثي يواجه بالفعل احتمال فقدانه لرئاسة المجلس، إذ يمكن لأي نائب التقدم بلتمس لعزل الرئيس، وهو سيناريو يلوح به المحافظون من حين لآخر عندما تندلع خلافات بينهم وبين مكارثي.
وكان ماكارثي قد أبرم ليل السبت، في ربع الساعة الأخير، اتفاقا يضمن تمويلا طارئا للحكومة لمدة 45 يوما، ما أثار غضب الجناح اليميني في الحزب الجمهوري لكونه لم يلحظ اقتطاعات في الإنفاق يطالب بها ذلك الجناح.
انتقادات من الديمقراطيين
في المعسكر المقابل، ندد ديموقراطيون بتراجع رئيس مجلس النواب عن تعهدات كان قد قطعها بتجنب أزمة على صعيد الميزانية.
ووجه بايدن الأحد انتقادات لكل من ماكارثي والمتشددين الجمهوريين لعدم تقيدهم باتفاق تم التوصل إليه قبل أشهر وكان يرمي إلى تجنّب أزمة “إغلاق حكومي”، ولاستبعادهم دعم أوكرانيا.
وفي مداخلة من البيت الأبيض دعا بايدن الجمهوريين إلى “وقف الألاعيب”، مضيفا “لقد سئمت وتعبت من سياسة حافة الهاوية، والوضع كذلك أيضا بالنسبة للشعب الأميركي”.
ولو لم يتمكن الكونغرس من التوصل للاتفاق الذي جنب البلاد الإغلاق الحكومي، كانت مؤسسات فدرالية ستتوقف عن العمل اعتبارا من منتصف ليل السبتى- الأحد (04,00 ت غ) مع ما يرافق ذلك من تأخير لرواتب ملايين الموظفين الفدراليين والعسكريين.
ويمنح التدبير المؤقت المشرعين وقتا للتفاوض على مشاريع قوانين الإنفاق السنوي لما تبقى من السنة المالية 2024.
مكارثي يتعهد بالصمود
وتطلب انتخاب ماكارثي رئيسا لمجلس النواب عددا قياسيا من دورات التصويت بلغ 15 دورة.
ولكي يتمكن من الفوز بالمنصب اضطر ماكارثي إلى تقديم تنازلات إلى تكتل اليمين المتطرف في حزبه، بما في ذلك تعديل النظام الداخلي بما يتيح لعضو واحد طلب التصويت على انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.
وأفرزت انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الماضي غالبية ضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب وهو ما يجعل ماكارثي في وضعية ضعيفة في مواجهة تكتلات حزبه.
لكن رئيس المجلس بدا واثقا الأحد من أن اقتراح إطاحته لن يتكلل بالنجاح، وفي تصريح لشبكة “سي بي أس” قال “سأصمد”.
وشدد ماكارثي على أنه إذا كان غايتس “مستاء لأنه حاول دفعنا إلى إغلاق حكومي حرصت على عدم حصوله، فدعونا نخض تلك المعركة”.
وبدأ مؤيدو ماكارثي في الحزب الجمهوري يؤكدون دعمهم له.
ودافع النائب الجمهوري مايك لولر في تصريح لشبكة “أي بي سي” الأحد عن التصويت لتجنب “الإغلاق الحكومي” قائلا إن تجنب هذا الأمر كان “العمل الوحيد الذي ينم عن حس بالمسؤولية” يمكن القيام به.
لكن في مؤشر يدل على رفض محتمل ليساريين ديموقراطيين لبقاء ماكارثي في منصبه، قالت النائبة التقدمية ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز في تصريح لـ”سي أن أن” إنها ستصوت “بالتأكيد” لصالح إطاحة رئيس المجلس، مشيرة إلى أنه “ليس على الديموقراطيين إنقاذ الجمهوريين من أنفسهم”.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.