Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ما يهم المسلم

لا يمكن فهم القرآن بعيدا عن السنة


صحيح البخاري ومسلم1 لا يمكن فهم القرآن بعيدا عن السنة

لا بد لمن أراد أن يتدبر القرآن الكريم وأراد العمل به ، نقول لا بد له من العلم بـ السنة النبوية المطهرة ، والرجوع إليها ، والاطلاع عليها . ولا يمكن فهم القرآن الكريم بعيدا عن الأحاديث النبوية ، أو بمعزل عنها ، لأنها الوحي الثاني ، قال تعالى { وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى } ( النجم : 3 -4 ) .

الأدلة من القرآن الكريم

ومن ظن غير ذلك فقد أخطأ خطأ بالغا ، وخرج عن سبيل المؤمنبن . والأدلة من الكتاب العزيز على ذلك كثيرة ، منها :

  1. قول الله سبحانه وتعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (النحل :44 ). قال الإمام الطبري: ” وأنزلنا إليك يا محمد هذا القرآن تذكيراً للناس وعظة لهم ، ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ) يقول : لتعرّفهم ما أُنزل إليهم من ذلك ، ( وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) يقول : وليتذكروا فيه ويعتبروا به ، أي : بما أنزلنا إليك . فالنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي يعرف الأمة بما أنزل الله تعالى في كتابه ، وهو المبين لهم معاني الآيات الكريمة بأقواله وأفعاله والتي شاهدها الصحابة رضوان الله عليهم ونقلوها لمن بعدهم .
  2. وقال عز وجل : { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أرَاكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } (النساء :105). فقوله ( بما أراك الله ) دليل على عصمة النبي عليه الصلاة والسلام فيما يبلغ عن ربه من جميع الأحكام الشرعية .
  3. وقال سبحانه : { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ( النحل :64). قال الطبري: وما أنزلنا يا محمد كتابنا ، وبعثناك رسولاً إلى خلقنا ، إلا لتُبَيِّن لهم ما اختلفوا فيه من دين الله ، فتعرّفهم الصواب منه ، والحق من الباطل ، وتقيم عليهم بالصواب منه حجة الله الذي بعثك بها .
  4. وقال سبحانه : { والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوَحى } (النجم : 1-4). فيقسم الله تعالى بالنجم عند سقوطه وغيابه آخر الليل ، وهو من الآيات العظيمة في خلقه ، يقسم به على صحة ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من الوحي الإلهي ، وسلامة منطقه عليه الصلاة والسلام ، وتنزيهه عن الضلال والانحراف ، وعن الغي في القصد ، وأن ما يتكلم به ليس صادرا عن نفسه ، بل هو من الله تعالى . وهذا يدل على السنة النبوية وحي من الله سبحانه ، وتنزيل منه بواسطة جبريل عليه السلام ، كما قال تعالى { وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم } (النساء : 113).

الأدلة من السنة النبوية

وأما من السنة النبوية :

  1. فعن عبد الله قال : لَعنَ الله الواشِمات والمستوشمات ، والْمُتَنَمِّصَات ولمتفلّجات للحُسن ، المغيّرات خلق الله ، فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يقال لها : أم يعقوب ، فجاءت فقالت : إنه بلغني أنك لعنتَ كيتَ وكيتَ ، فقال: ومالي لا ألعنُ من لعنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأتُ ما بين اللوحين، فما وجدتُ ما تقول ! قال: لئن كنت قرأتِه لوجدتِه ، أما قرأتِ ( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) قالت : بلى ، قال: فإنه قد نهى عنه ، قالت: فإني أرى أهلكَ يفعلونه ، قال : فاذهبي فانظري ، فذهبتْ فنظرتْ فلَمْ تَرَ من حاجتها شيئاً ، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها (2).
  2. و عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يُوشك رجل منكم متكئاً على أريكته ، يُحدّث بحديثٍ عني فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه ، ألا وإنَّ ما حرَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل الذي حرَّمَ الله عز وجل» (3).
  3. عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « هلاكُ أمتي في الكِتَاب واللَّبَن » فقيل : يا رسول الله ، ما الكتاب واللبن ؟ قال : « يَتعلَّمون القرآن و يتأولونه على غير ما أنزله اللهُ عز وجل ، ويُحبون اللبَّن فيَدَعُون الجمَاعات والجُمُع ويبدون» (4).
  4. قال ابن عبد البر: أهلُ البدع أجمع ، أَضربوا عن السنة ، وتأوّلوا الكتاب على غير ما بيّنت السنة، فضلوا و أضلوا، و نعوذ بالله من الخذلان ، ونسأله التوفيق والعصمة برحمته ، وقد يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم التحذير عن ذلك في غير ما أُثر ، منها ما أخبرنا …ثم روى الحديث السابق (5).

ومن الآثار

  1. عن حبيب بن أبي فضالة قال : لما بُني هذا المسجد مسجد الجامع ، قال : وعمران بن حصين جالس ، فذكروا عنده الشفاعة ، فقال رجل من القوم : يا أبا نجيد إنكم لتحدثون بأحاديث ما نجد لها أصلاً في القرآن ! فغضب عمران بن حصين ، و قال للرجل : قرأت القرآن ؟ قال : نعم ، وجدتَ فيه صلاة المغرب ثلاثاً ، وصلاة العشاء أربعاً ، وصلاة الغداة ركعتين ، والأولى أربعاً والعصر أربعاً ؟! قال : لا ، قال : فعمَّن أخذتم هذا الشأن ؟ ألستم أخذتموه عنا ، وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أوجدتم في كل أربعين درهماً درهم – أي نصاب الزكاة – ، وفي كل كذا وكذا شاة شاة ، وفي كل كذا و كذا بعير كذا ؟ أوجدتم هذا في القرآن ؟ قال : لا ، قال : فعمن أخذتم هذا ؟ أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتموه عنا ؟ قال : فهل وجدتم في القرآن ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) وجدتم هذا طوفوا سبعاً واركعوا ركعتين خلف المقام ؟ أوجدتم هذا في القرآن ؟ عمن أخذتموه ؟ ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أوجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب ولا شِغار في الإسلام ؟ قال: لا ، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لاَ جَلَبَ وَ لاَ جَنَبَ ولاَ شِغَارَ فِي الإسْلاَمِ » أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه : ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ – حتى بلغ – ( فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ) قال حبيب : أنا سمعت يقول الشفاعة (6).
  2. وعن أيوب أن رجلاً قال لمطرّف بن عبد الله بن الشخير : لا تُحدِّثونا إلا بالقرآن !! فقال له مطرف: والله ما أريد بالقرآن بدلاً ، ولكن أريد مَن هو أعلم بالقرآن منا (7).
  3. وعن حسان بن عطية التابعي الجليل قال : كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويخبره جبريل عليه السلام بالسُّنّة التي تفسر ذلك (8).
  4. وقال الامام الشافعي رحمه الله : وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كتاب الله وجهان : أحدهما : نصُّ كتابٍ، فَاتَّبَعَه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنزل الله. والآخر : جملةٌ بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه عن الله معنى ما أراد أن يأتي به العباد ، وكلاهما اتبع فيه كتاب الله. قال: والوجه الثالث : ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس فيه نص كتاب (9).
  5. وقال الامام ابن عبد البر : قال صلى الله عليه وسلم إذ حجَّ بالناس: « خذوا عني مناسككم » لأن القرآن إنما ورد بجملة فرض الصلاة والزكاة والحج والجهاد ، دون تفصيل ذلك . وبيان آخر : وهو زيادة على حكم الكتاب ، كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها ، وكتحريم الحمر الأهلية ، وكل ذي ناب من السباع ، إلى أشياء يطول ذكرها (10) .

1 – جامع البيان .

2 – رواه البخاري في التفسير (8/630) ومواضع أخر ، ومسلم في اللباس (4/1678).

3 – حديث صحيح ، رواه أحمد (4/130،131،132) والترمذي (2664) وابن ماجة (12) وغيرهم .

4 – حديث صحيح ، رواه أحمد (4/ 146،155،156) وأبو يعلى (1746) وغيرهما. وله طرق أخرى عند أحمد (4/155) وابن عبد البر (2361،2362). ويبدون أي : يخرجوا إلى البادية .

5 – جامع البيان (2/1199).

6 – حديث حسن أو صحيح ، رواه أبو داود (1561) والطبراني في الكبير (18/547) واللفظ له والحاكم وغيرهم . وإسناده فيه ضعيف .
ورواه الطبراني من وجه آخر مختصرًا (18/369)
ورواه الآجري في الشريعة وابن عبد البر في جامع البيان (2348) وابن بطة في الإبانة (67) من طريق ثالث . فالحديث ثابت بهذا الطرق ، والله أعلم .

(7) ، (8)- المصدر السابق (2/1193) وسندهما صحيح .

9 – الرسالة (ص 91،92).

10 – جامع البيان (ص119)

هل انتفعت بهذا المحتوى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى