هل يكون وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الخاسر الأكبر من تمرد فاغنر؟
بالرغم من علاقته الوثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين، بات مستقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على المحك بسبب تداعيات تمرد مجموعة فاغنر الذي تم إحباطه. ولا يعد شويغو فقط حليفا سياسيا للرئيس فلاديمير بوتين، بل كذلك أحد أصدقائه القلائل داخل النخبة الروسية، إلا أن تعثر العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا جعل علاقة الرجلين في “فتور” حتى قبل تمرد يفغيني بريغوجين.
نشرت في:
هل يكون وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أول “ضحايا” تمرد مجموعة فاغنر شبه العسكرية؟ هذا السؤال يشغل الرأي العام في روسيا والمراقبين الدوليين في خضم العلاقة “الباهتة” التي باتت تربطه بصديقه الرئيس فلاديمير بوتين.
سبح الرجلان معا في سيبيريا النائية، وتشاركا رحلات صيد ولعبا في نفس فريق هوكي الجليد.
أما الآن، تواجه صداقتهما ومسيرتهما السياسية الممتدة لعقود، أكبر اختبار بعد التمرد المسلح لقائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي انتقد طريقة تعامل وزير الدفاع مع غزو أوكرانيا.
اقرأ أيضاعودة لحظة بلحظة على التمرد المسلح لبريغوجين ومجموعته الشبه العسكرية ضد الجيش الروسي
يبدو أن بوتين نجا من التمرد بعد وساطة مفاجئة للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو. لكن وضع شويغو لا يزال هشا بسبب الشدة غير المسبوقة لانتقادات بريغوجين له ولوزارته.
ونجح بريغوجين في الاستيلاء على مقر القيادة الجنوبية للجيش الروسي في “روستوف-نا-دونو”، مدينة روستوف الواقعة على نهر الدون والتي تعتبر المركز العصبي للعمليات العسكرية في أوكرانيا. واتهم قائد فاغنر شويغو بالفرار “مثل الجبان” وتعهد بأنه “سيتم إيقافه”.
ومذاك اختفى وزير الدفاع، ولا يزال متواريا عن الأنظار.
اقرأ أيضاما هي بنود الاتفاق الذي أنهى تمرد فاغنر على القيادة العسكرية الروسية؟
وكان قائد فاغنر اتهم في وقت سابق شويغو وخصمه الآخر رئيس الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف، بالمسؤولية عن مقتل “عشرات الآلاف من الروس” في الحرب و”تسليم الأراضي للعدو”.
“الخاسر الأكبر”
ويرى مدير المرصد الفرنسي الروسي أرنو دوبيان أن “المنتصز الأكبر في هذه الليلة هو لوكاشنكو” أما “الخاسر الأكبر فهو شويغو”.
لكن حتى قبل اندلاع التمرد ليل الجمعة، كان شويغو تحت ضغط هائل بسبب انتقادات بريغوجين وفشل القوات المسلحة الروسية في إحراز تقدم.
وفي 12 حزيران/يونيو، انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع لحضور بوتين وشويغو فعالية توزيع ميداليات في مستشفى عسكري، وظهر في الفيديو الرئيس الروسي وهو يدير ظهره لوزير الدفاع في ازدراء واضح.
ولشويغو مسيرة سياسية طويلة الأمد لا مثيل لها في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، ووجوده في مركز السلطة في موسكو يسبق وجود بوتين نفسه.
وينحدر شويغو من منطقة توفا في جنوب سيبيريا، وهو من بين عدد قليل من المنتمين لأقليات إتنية شغلوا منصبا رفيعا في الحكومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
بدأ صعوده عام 1994 عندما عُين وزيرا لحالات الطوارئ في السنوات الأولى لرئاسة بوريس يلتسين.
وصار حضوره مألوفا للروس، فضلا عن كونه أحد أكثر السياسيين شعبية في البلد، إذ تنقل في كل الأنحاء للتعامل مع الكوارث التي تراوحت من حوادث الطائرات إلى الزلازل.
وخدم شويغو في الحكومة مع نحو عشرة رؤساء للوزراء، ويشغل حقيبة الدفاع منذ عام 2012، عندما عُين حاكما لمنطقة موسكو قبل أن يعينه بوتين وزيرا للدفاع في نفس العام بعد فضيحة فساد أسقطت سلفه أناتولي سيرديوكوف.
“على وشك الانهيار”
ومُنح شويغو رتبة جنرال فور تعيينه وزيرا للدفاع، رغم افتقاره لأي خبرة عسكرية رفيعة المستوى، لكنه أشرف بنجاح على العمليات بما في ذلك التدخل في سوريا عام 2015 والذي أبقى حليف موسكو بشار الأسد في السلطة.
في عيد ميلاده الخامس والستين، قدم له بوتين هدية خاصة هي واحد من أرفع الأوسمة الروسية، وسام “الاستحقاق للوطن” الذي أضافه إلى صندوق مليء بالأوسمة.
لكن غزو أوكرانيا الأقل نجاحا – والذي كان الكرملين يأمل في البداية أن يشهد دخول الدبابات الروسية إلى كييف – يثير باستمرار تساؤلات بشأن مستقبله.
في هذا الصدد، يقول بيار رازو الباحث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية المتوسطية ومقرها فرنسا، “أراد بريغوجين توجيه رسالة مفادها أنه يجب طرد شويغو وغيراسيموف لأنهما غير كفوءين وهناك حاجة إلى تغيير الاستراتيجية”.
في الأثناء، غابت علامات الصداقة والصور المشتركة لرحلات الصيد كما في عام 2017.
شويغو في مرمى انتقادات بريغوجين
ذ بدلا من ذلك، صار شويغو يظهر في لقاءات باهتة وهو يقدم تقاريره إلى بوتين أو يظهر وجهه في طرف شاشة بينما يشرف الرئيس على مؤتمر عبر الفيديو.
كما استهدف بريغوجين عائلة شويغو، ولا سيما زوج ابنته كسينيا، أليكسي ستولياروف الذي يعمل مدونا في مجال اللياقة البدنية واتخذ مسافة من الحرب وقالت وسائل إعلام معارضة إنه وضع علامة إعجاب على منشور يعارض الغزو.
وتغص قنوات ناطقة بالروسية في تطبيق تلغرام بتكهنات حول من يمكن أن يخلف شويغو، ويعد البديل الأوفر حظا حاكم منطقة تولا أليكسي ديومين الذي سبق أن تولى مناصب عليا في الجيش والأمن الرئاسي.
وفي هذا الصدد، قالت قناة بريمنك على تلغرام إن “مجموعة شويغو على وشك الانهيار وسيرغي كوزوجيتوفيتش (شويغو) نفسه وصمة عار وسيستقيل على الأرجح”.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.