اشتباكات جديدة بمخيم عين الحلوة تخلف أربعة قتلى
لقي أربعة أشخاص مصرعهم بينهم مدني السبت خلال اشتباكات مسلحة اندلعت الخميس الماضي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان. وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس تشاورا خلاله حول التطورات في المخيم. بينما دعا الجيش اللبناني جميع الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار.
نشرت في:
4 دقائق
بعد ليلة هادئة نسبيا، عادت الاشتباكات المسلحة مجددا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان. وبلغت حصيلة القتلى أربعة أشخاص بينهم مدني لقي مصرعه برصاص “طائش”. وتدور الاشتباكات منذ مساء الخميس بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة. وقد دعا الجيش اللبناني جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار، فيما انتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي القيادة الفلسطينية بسبب تجدد أعمال العنف.
وقتل 13 شخصا خلال اشتباكات مماثلة بدأت في 29 تموز/يوليو واستمرت خمسة أيام.
وليل السبت، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن “حصيلة جولة الاقتتال حتى الساعة أربعة قتلى، اثنان منهم لحركة فتح”.
وكانت الوكالة ذكرت أن “الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والمجموعات المسلحة متواصلة، حيث تسمع أصوات الرصاص والقذائف الصاروخية في أرجاء مدينة صيدا”.
وأوضحت أن بين القتلى عنصرا من تنظيم “الشباب المسلم”، ومدنيا قتل “نتيجة رصاص طائش في منطقة الغازية المجاورة لمخيم عين الحلوة ويدعى حسين مقشر”، مشيرة إلى إصابة “العشرات بجروح داخل المخيم وخارجه نتيجة الرصاص الطائش وانفجار القذائف الصاروخية”.
ونقل مستشفى حكومي مجاور للمخيم جميع مرضاه إلى مؤسسات أخرى بسبب الخطر، حسب ما قاله مديره أحمد الصمدي لوكالة الأنباء الفرنسية.
من جهته، شدد ميقاتي “على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة” وفق ما كتب على منصة “إكس” (تويتر سابقا).
وأضاف “ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية، ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة إلى مدينة صيدا، التي تحتضن الإخوة الفلسطينيين. والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها”.
وعبر منصة اكس، دعا الجيش اللبناني “جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونا لأرواح السكان في المناطق المجاورة”.
ولا يدخل الجيش اللبناني المخيمات، بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، فيما تتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي عبر قوة أمنية مشتركة.
“تدابير مناسبة”
وأضاف الجيش “تشير قيادة الجيش إلى أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر”.
وفرت عشرات العائلات من المخيم منذ مساء الخميس حاملة أكياسا مليئة بالضروريات مثل الخبز والماء والدواء.
وقال الفلسطيني محمد بدران (32 عاما)، الذي نزح مع زوجته وولديه من المخيم، “خرجت مع عائلتي لأننا عشنا ما يشبه الجحيم، وشعر أطفالي بالخوف الشديد بسبب كثافة القذائف والرصاص التي كانت تسقط على الحي، ولن أعود إلى المخيم إلا حين أضمن أنه لن تكون هناك جولة جديدة من الموت. أن ننام في الشارع أرحم وأكثر أمنا على طفلي”.
وقال مسؤول وحدة الكوارث في بلدية صيدا مصطفى حجازي إنه بالتنسيق بين البلدية والصليب الأحمر يجري العمل على نصب العديد من الخيم لاستيعاب نحو 250 شخصا نزحوا من المخيم.
ويتركز القتال على مجمع مدرسي تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) وفق ما أفاد مصدر في إدارة المخيم لوكالة الأنباء الفرنسية.
أكبر المخيمات
ومخيّم عين الحلوة هو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويعرف بإيوائه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون. ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وغالبا ما يشهد عمليات اغتيال، وأحيانا اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.
وفي 29 تموز/يوليو، اندلعت في المخيم اشتباكات عنيفة استمرت خمسة أيام بين حركة فتح ومجموعات إسلامية. وأودى التصعيد بـ13 شخصا، غالبيتهم مقاتلون، وبينهم قيادي في فتح قتل في كمين.
بعد ذلك، عاد الهدوء إلى المخيم إثر سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، وتم الاتفاق على ضرورة تسليم مشتبه بهم.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.