حكومة الشرق تعلن تنظيم مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار مدينة درنة المنكوبة
بعد مرور أسبوعين تقريبا على الفيضانات المذهلة التي دمرت مدينة درنة بشكل كبير، أعلن رئيس حكومة شرق ليبيا أسامة سعد حماد عزم حكومته تنظيم خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل مؤتمرا دوليا لجمع الأموال الضرورية لإعادة أعمار ما دمرته عاصفة “دانيال”. وأضاف أن هذه المبادرة جاءت “نزولا” عند رغبة سكان درنة. وكان سكان المدينة قد انتقدوا طريقة تعامل سلطات الشرق الليبي مع الفيضانات. لكن حماد تساءل هل ستستجيب الأسرة الدولية لندائه أم ستنتظر مؤتمرا من الدبيبة، رئيس حكومة غرب ليبيا المعترف بها دوليا.
نشرت في:
6 دقائق
هل دقت ساعة إعادة إعمار ما دمرته عاصفة “دانيال” في مدينة درنة بشرق ليبيا؟ وهل ستستجيب الأسرة الدولية لدعوات سلطات حكومة الشرق لحضور هذا الموعد الذي سينظم في 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل بالمدينة المنكوبة التي دمرتها فيضانات فتاكة .
سؤال تصعب الإجابة عليه بعد أيام قليلة فقط من العاصفة دانيال القوية التي ضربت شرق ليبيا ليل الأحد الاثنين 11 أيلول/سبتمبر. فيما أدت الأمطار المتساقطة بكميات هائلة إلى انهيار سدين في هذه المدينة الساحلية. فتدفقت المياه بقوة وبارتفاع أمتار عدة في مجرى نهر يكون عادة جافا، وجرفت معها أجزاء من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية وآلاف الأشخاص.
وأعلن رئيس حكومة الشرق الليبي أسامة سعد حماد في بيان “تدعو الحكومة المجتمع الدولي الى المشاركة في اعمال المؤتمر الدولي الذي تسعى لتنظيمه الثلاثاء الموافق 10 أكتوبر (تشرين الأول) في مدينة درنة وذلك لتقديم الرؤى الحديثة والسريعة لإعادة إعمار المدينة”. وجاء في البيان أن الحكومة دعت لهذا المؤتمر “نزولا عند رغبة سكان المدينة المنكوبة والمدن والمناطق المتضررة من الاعصار دانيال”.
“هل ستأتي الدول المانحة أو ستنتظر مؤتمر من الدبيبة؟”
وليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنافس على السلطة فيها حكومتان. الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة. وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حماد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.
وقال المتحدث باسم حفتر اللواء أحمد المسماري “هذا المؤتمر مهم جدا. هل ستأتي الدول المانحة أو ستنتظر مؤتمر من الدبيبة؟” وأضاف المسماري “هذا التجاذب للسياسي هو الذي أضر بالليبيين”.
في 2018 سيطرت قوات حفتر على درنة التي كانت معقلا لإسلاميين متشددين وكانت المدينة الوحيدة خارج سيطرتها في شرق ليبيا. لكن سلطات الشرق تعتبر درنة معقلا للمعارضة منذ حقبة القذافي.
200 شخص دُفنوا في يوم واحد
أودت الفيضانات بـ3753 شخصا بحسب آخر حصيلة رسمية مؤقتة، لكن يُتوقع أن يكون العدد أعلى بكثير. وتخشى منظمات إغاثة دولية أن يكون نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.
وحتى الآن يتم العثور على الجثث بأعداد كبيرة سواء تحت الأنقاض أو على الشواطئ إذ جرفت الفيضانات العديد من الأشخاص إلى البحر. وأظهرت لقطات نشرت على منصات التواصل الاجتماعي الجمعة عشرات الجثث تم تسليمها في شاحنة وسيارتين (بيك أب) إلى مقبرة قرية مرتوبة، التي تقع على بعد 27 كيلومترا جنوب شرق درنة، لدفنها. وقالت وسائل إعلام ليبية إن 200 شخص دُفنوا في المقبرة في يوم واحد. أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الخميس أن المأساة تسببت بنزوح 43059 شخصا.
قيود غير مبررة على وسائل الإعلام
وقالت إن “نقص إمدادات المياه ربما يكون قد دفع الكثير من” النازحين داخل درنة إلى مغادرتها للتوجه إلى مدن أخرى في شرق وغرب البلاد.
وفي سوسة على بعد 60 كلم غربا، اشتكى الأهالي من استمرار انقطاع المياه بعد أن ألحقت الفيضانات أضرارا بمحطة تحلية. وقال أحد الأهالي ويدعى أحمد صالح إن متطوعين “يقومون بتأمين المياه لنا في صهاريج من مدن مجاورة”.
وأضاف “المياه مشكلة حقيقية”. وعادت خدمة الهواتف النقالة والإنترنت إلى درنة الخميس بعد انقطاع استمر يومين وجاء عقب تحركات احتجاجية لسكانها الاثنين.
وتجمع مئات الأشخاص أمام المسجد الكبير في المدينة وأطلقوا هتافات منددة بسلطات الشرق التي يجسدها البرلمان ورئيسه. وطالبوا بمحاسبة السلطات التي يحملونها مسؤولية الخسائر البشرية الكبيرة.
وأفادت منظمة العفو الدولية الخميس عن “توقيف معارضين ومتظاهرين” في درنة منددة بـ”جهود لضبط الاطلاع على وسائل الإعلام وتقييده”. ودعت سلطات شرق ليبيا إلى أن “ترفع فورا القيود غير المبررة المفروضة على وسائل الإعلام وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية إلى كل المجتمعات المتضررة”.
فتح تحقيق لكشف أسباب انهيار السدين
السدان اللذان انهارا كانت تظهر عليهما تشققات منذ العام 1998، وفق ما أعلن المدعي العام الليبي الذي فتح تحقيقا لكشف الملابسات. وقال خبراء من مجموعة الإسناد الجوي العالمي البحثية في تقرير الثلاثاء إن فيضانات بالقوة التي شوهدت خلال العاصفة دانيال في شمال شرق ليبيا حدث يحصل مرة كل 300 إلى 600 عام.
ورأوا أن الأمطار تصبح أكثر شدة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، مع زيادة تساقط الأمطار بنسبة 50 بالمئة خلال هذه الفترة.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.