السلطات تضغط على العائلات لمنعها من إحياء ذكرى مقتل المتظاهرين
اعتقالات وتهديدات بالقتل واعتداءات.. قامت قوات الأمن الإيرانية بمضايقة عائلات الأشخاص الذين قتلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للسلطة التي اندلعت العام الماضي، وذلك مع اقتراب ذكرى وفاتهم. وتسعى السلطات منع أي مراسم، تخوفا من أن تؤدي إلى احتجاجات جديدة.
نشرت في:
3 دقائق
تزامنا مع ذكرى وفاة الشابة مهسا أميني، التي قتلت على يد قوات الأمن في 16 سبتمبر 2022، اندلعت بعض الاحتجاجات في مناطق متفرقة من إيران، وذلك على الرغم من انتشار مكثف لقوات الأمن في الشوارع.
يصادف كل يوم ذكرى وفاة متظاهرة أو متظاهر قتلتهم قوات الأمن في العام الماضي خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد، تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”.
وتحاول السلطات الإيرانية إسكات العائلات التي تحاول إحياء ذكرى مقتل ذويها، من خلال الإقامة الجبرية والتهديدات وتطويق المقابر وحتى مداهمة المنازل.
جواد حيدري، 40 عامًا، قُتل على يد قوات الأمن في 22 سبتمبر 2022 في قزوين، وهي مدينة تقع على بعد 150 كيلومترًا شرقي طهران.
وبينما أرادت عائلته التي تنحدر من قرية قريبة من قزوين إحياء ذكرى وفاته، هاجمت دورية عسكرية قريتهم في صباح يوم 21 أيلول/سبتمبر، وأغلقت الطرق المؤدية إلى القرية والمقبرة التي دفن فيها جواد. كما تم قطع الاتصال بالإنترنت. قوات الأمن ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث هاجمت منزل عائلة حيدري بالغاز المسيل للدموع وحتى الرصاص الحي.
3-Roads to the villages and Heidary’s grave are blocked. Men, women and children who were inside the house were injured, according to the same sources. pic.twitter.com/nKJUXWoi2Q
— The Observers (@Observers) September 21, 2023
وتظهر مقاطع فيديو صورت من داخل المنزل إصابة أفراد عائلة جواد، بينهم أطفال، بالغاز المسيل للدموع. وقال أحد أفراد العائلة في تغريدة إن عددا من أفراد العائلة، بما في ذلك والدة جواد حيدري، تم نقلهم إلى المستشفى بعد تعرضهم لإصابات. وأضاف المصدر نفسه أنه تم أيضا اعتقال شقيقي ووالد جواد حيدري.
وتسعى السلطات لإسكات العائلات ومنعها من تنظيم أي مراسم لإحياء ذكرى المتظاهرين الذين تعرضوا للقتل. وخلال الأيام الماضية، قالت العديد من العائلات على مواقع التواصل الاجتماعي إنها قررت إلغاء حفلات تأبين لمقربين لها، كانت قد أعلنت عنها سابقا.
وبحسب شهادات حصل عليها قسم تحرير “مراقبون”، فإن هذه العائلات تعرضت لضغوط شديدة وتهديدات قاسية.
تقوم قوات الأمن باستدعاء أفراد الأسرة، بما في ذلك أبناء العمومة البعيدين. يقومون بتهديدنا والضغط علينا. يقولون “إذا حدث أي سوء لابن عمنك البعيد، فسيكون ذلك بسببك، أو يقولون ” ابنك الثاني سينتهي به الأمر في القبر”.
وتقول هذه المصادر: “إن العائلات نفسها ليست خائفة من الموت، لكن قوات الأمن تهدد بقتل أفراد العائلة البعيدين أو الأشخاص الذين يحضرون مراسم التأبين، ولا يمكن للعائلات قبول ذلك وإلغاء الخدمات”.
واضطرت عائلة نيكا شكارامي، “الشهيدة” المعروفة التي توفيت في ظروف غامضة وعمرها لا يتجاوز 17 عامًا، إلى إلغاء مراسم إحياء ذكرى وفاتها في غرب إيران بسبب تعرضها للضغوط.
عائلة هادي نجفي، وهي متظاهرة معروفة أخرى فقدت حياتها في احتجاجات العام الماضي، كذلك تعرضت للتهديدات.
وقتلت قوات الأمن الإيرانية ما لا يقل عن 537 متظاهراً خلال الاحتجاجات غ المناهضة للنظام في العام الماضي. كما أصابت قوات الأمن التابعة للنظام آلاف المتظاهرين واعتقلت ما لا يقل عن 90 ألف شخص، بحسب الأرقام الرسمية.
اقرأ أيضاالحجاب الإجباري في إيران: “لا يمكنهم ملاحقة الملايين من النساء”
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.