اليمين الإسرائيلي المتطرف يضايق السكان الأرمن لبيع جزء من حيهم التاريخي
اشترى رجل أعمال أسترالي خلال سنة 2021 “حديقة البقر” وهو مكان السكن التاريخي للجالية الأرمنية في القدس وذلك لبناء فندق مكانه. ومنذ عشرات السنين، يشتكي الأرمن الرافضون لهذا المشروع من تعرضهم للمضايقات من الملاك الجدد للمكان.
نشرت في:
7 دقائق
حرر هذا المقال: غيوم موريس
في غضون بضعة أشهر، تحول مرآب سيارات في القدس إلى محور جدل سياسي. ويقع المرآب في جنوب شرق الحي الأرمني ويعد أحد مداخل المدينة القديمة التي تقع أعلى منه. ويحاط هذا المكان بجدار بني خلال حقبة الإمبراطورية العثمانية ويمثل نحو 25 بالمئة من مساحة الحي الأرمني. ولكن في سنة 2021، أعلنت بطريركية القدس التي تمثل السلطة الدينية للجالية الأرمنية في القدس بيعه مع عدة مبان أخرى لرجل أعمال يحق له استغلاله لـ99 عاما.
وحسب بيان لتنسيقية التواصل في الحي الأرمني “سايف ذي أرك SaveTheArQ”، فإن عقد تجديد مرآب السيارات الذي يحتوي على بند بأن المكان تم التفريط فيه بالكامل لشركة “كسانا كابيتا” Xana Capital، ما جعل تنسيقية الحي الأرمني تحتج على قانونية عملية البيع.
ويريد رجل الأعمال الأسترالي داني روبنشتاين (الذي يطلق علي اسم داني روثمان) وهو مالك شركة كسانا غاردن Xana Garden، شراء الأرض لبناء فندق فخم فوقها. ومباشرة بعد إعلان إتمام عملية البيع للعلن في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، واجه المشروع معارضة واسعة بين الجالية الأرمنية المقيمة في القدس.
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نشرت البطريركية الأرمنية في الأخير بيانا أكدت فيه أنها تعتبر في الوقت الراهن عملية البيع غير قانونية في تراجع عن الاتفاق الذي أمضته بنفسها.
“نتحدث عن أشغال، ولكن لم نر بالخصوص إلى محاولات مضايقتنا”
منذ إلغاء قرار البيع، يستمر الغموض بشأن المالك الحالي لقطعة الأرض. وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، لم ترد بلدية القدس الحديث عن الوضع القانوني لقطعة الأرض مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ”قضية خاصة”. كما لم ترد البطريركية الأرمنية أو رجل الأعمال داني روبنشتاين التحدث عن طبيعة العقد على الرغم من تواصل فريق تحرير مراقبون معهما.
بعد بضعة أيام من فسخ العقد، بدأت أولى عمليات هدم مرآب السيارات وفق تأكيد ستراغ بليان عضو المنظمة غير الحكومة الأرمينية “سايف ذي أرك” التي تنشط ضد بيع قطعة الأرض:
نتحدث عن أشغال، لكننا لم نر سوى محاولات تضييق. لقد جاؤوا بآليات مقاولات مع مستوطنين مسلحين. قمنا بتشكيل درع بشري وأوقفنا الجرافات بطريقة سلمية. على مستوى شخصي، تم تعرضت للتهديد من قبل مدير الشركة. ومنذ نيسان/ أبريل الماضي، تعرض عدد من أفراد جاليتنا لمنع وفق سياراتهم في المرآب على يد مستوطنين”
BREAKING: Another Unlawful Construction Incident in the Armenian Quarter of Jerusalem.
Following XANA Capital’s illegal encroachment activity just three days ago, George Warwar’s [Director of XANA Capital] employees destroyed yet another section of the wall which belongs to the… pic.twitter.com/E1s72ExSIH
— Kegham Balian (@kbalian90) October 31, 2023
آليات حفر وهدم جاءت لبدء الأشغال في الحي الأرمني بالقدس. صورة مراقبون
وتصاعد العنف بشكل أكبر في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عندما جاء رجل الأعمال داني روبنتشتاين مرفوقا بمستوطنين مسلحين ببنادق نارية. وفي وقت سريع، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين الأرمن والرجال المسلحين.
Danny Rothman, majority shareholder of XANA Gardens, accompanied by his business partner George Warwar, harassing Armenian protestors on Armenian property.
We will not be intimidated! We will not surrender!🇦🇲#Armenian #Jerusalem pic.twitter.com/6ktWccTOWY
— SaveTheArQ (@SavetheArQ) November 6, 2023
وصول المستوطنين الإسرائيليين للاشتباك مع المتظاهرين الأرمن. صورة مراقبون
بعض من هؤلاء الرجال المسلحين هم من الناشطين المتشددين المقربين من اليمين المتطرف في إسرائيل. وبفضل برمجية التعرف على الوجوه المتاحة على الإنترنت بيم أيز PimEyes، من الممكن التعرف على ساعديا هيرشكوب المعرب بعلاقته بحركات المستوطنين في الضفة الغربية. وعلى حسابه في تطبيق إنستاغرام، يروج هذا الأخير لرحلات منظمة إلى مستوطنات الخليل في الضفة الغربية المحتلة وينشر صورا يحمل فيها أسلحة.
وحسب صحيفة ذي نيو عرب The New Arab القطرية، فإن ساعديا هيرشكوب معروف بعلاقته الوثيقة مع إيدن ناتان زادة. وفي 4 آب/ أغسطس 2005، قتل هذا الأخير أربعة مواطنين إسرائيليين احتجاجا على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وبعد عملية القتل هذه، تم اعتقال ساعديا هيرشكوب على أنه مشتبه به على يد قوات الأمن الإسرائيلية.
تصاعد أعمال العنف ضد الجالية الأرمنية
وبغض النظر عن قضية بيع مرآب السيارات، يقول عدد من أفراد الجالية الأرمنية في القدس بأنهم يشعرون بتراجع أمنهم الشخصي. وحسب ليانا مارغاريان، عضو الجالية الأرمنية، فإن تصاعد الاحتقان بدأ مع بدء القتال بين أرمينيا وأذربيجان في سنة 2020، وهي الحرب التي جددت خلالها يريفان علاقاتها مع إسرائيل.
هذه الهجمات هي من تدبير اليهود المتطرفين.. في كثير من الأحيان يتعلق الأمر باعتداءات لفظية وتهجيج. ولكن منذ بداية أزمة حديقة البقر، زادت حدة هذه الاعتداءات حتى أنهم هاجموا مطعما أرمنيا.
وبالنسبة إلى سيتراغ باليان، فإن الحكومة الإسرائيلية تتحمل جزءا من المسؤولية في أحداث العنف التي تتعرض لها الجالية الأرمنية في القدس، حيث يقول:
في سنة 2022، ومع عودة بنيامين نتانياهو إلى رئاسة الوزراء في حكومة تضم وزراء من اليمين المتطرف، زادت حوادث الاعتداء ضد المسيحيين. ويترجم ذلك في عمليات مضايقات وبصق واعتداءات. ومنذ تسلم الحكومة الحالية السلطة، يشعر المتطرفون بأنهم يفلتون بشكل كامل من العقاب.
سكان الحي اليهودي هم جيراننا منذ 40 عاما ولم تكن لنا معهم أي مشاكل أبدا. بطبيعة الحال، دائما ما كانت هناك عمليات بصق وشتائم من قبل بعض الناس الذين لا يريدون رؤية كنائس أو صلبان في المنطقة.. لكن الأمر لم يكن يتعلق بحوادث ذات شأن، كنا نعتقد أن الأمر يتعلق بحوادث معزولة. ولكن في الآونة الأخيرة، نشعر أننا مستهدفون بشكل مباشر.”
وعلى الرغم من حوادث التضييقات، يشدد أفراد الجالية الأرمنية في القدس على رغبتهم في مواصلة التحرك ضد مشروع بناء هذا الفندق من خلال تنظيم اعتصامات ومظاهرات.
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.