Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

“نعتقد أن 22 بالمئة من الأراضي الزراعية” في القطاع دمرت منذ بداية الحرب



تسبب الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة في تدمير عدد كبير من الأراضي الزراعية. وبالنظر إلى قوة المعارك على الأرض، باتت صور الأقمار الاصطناعية الطريقة الوحيدة لمعاينة الأضرار. ووفق أحد المحللين، فإن 22 بالمئة من الأراضي الزراعية في القطاع دمرت بسبب المعارك، ما سيترك أثرا بالغا وطويل المدى على الجيب الفلسطيني.

نشرت في:

6 دقائق

منذ نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تسببت العمليات البرية للقوات الإسرائيلية في أضرار كبيرة في المناطق الحضرية في قطاع غزة. وإضافة إلى ذلك، فإن قطاع غزة يحتوي أيضا على مساحات زراعية. وفي المجمل، فإن الأراضي الصالحة للزراعة في القطاع تمثل ربع مساحة غزة حيث تتداخل المباني والزراعات.

وتمثل عملية تخريب هذه الأراضي الزراعية خسارة حيوية بالنسبة إلى سكان المنطقة. وبالاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية، تمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من تحديد عدة أراض زراعية دمرت بسبب مرور المدرعات وجرافات القوات الإسرائيلية فوقها.


صور من الأقمار الاصطناعية لما قبل العملية البرية الإسرائيلية في أراضي غزة في 11 أيلول/ سبتمبر 2023 وما بعدها في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023 وقد دمرت عدة أراض (مساحات خضراء). صور من شركة سنتينال هوب Sentinel Hub/ مراقبون

“من بين الخسائر، أحصينا بيوتا زراعية مكيفة وزياتين وحقول”

وحسب الباحث ويم زوينونبرغ، المتخصص في المسائل البيئية في مناطق الصراع والباحث في المنظمة غير الحكومة “باكس فور بيس” من الممكن من الآن تحديد أثر الحرب على الأراضي الزراعية في القطاع:

نقدر أن 22 بالمئة من المساحات الزراعية في قطاع غزة دمرت بعد العملية البرية الإسرائيلية. من بين هذه الخسائر، أحصينا بيوتا زراعية مكيفة وزياتين وحقول. وبدءا من اليوم، من الممكن متابعة والتأكد من دمار المناطق الزراعية من خلال مقارنة مختلف صور الأراضي والزراعات.

وبدأ تحرك القوات المسلحة الإسرائيلية على الأرض في بيت حانون في 29 تشرين الأول/ أكتوبر.


Les premières traces de véhicules blindés datent du 30 octobre. ©Geoconfirmed

ومع بداية العملية البرية الإسرائيلية في هذه المنطقة، تم تدمير بعض الحقول بمرور عربات الجيش الإسرائيلي عليها. وذلك بين ومؤكد من خلال مقارنة هاتين الصورتين من الأقمار الاصطناعية، الأولى التقطت في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قبل وصول القوات الإسرائيلية والثانية في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري.


على هذه الصور التي التقطت تواليا في 27 أيلول/ سبتمبر و1 كانون الأول/ ديسمبر 2023، من الممكن ملاحظة تدمير عدة مناطق زراعية بعدة تحرك القوات الإسرائيلية برا. صور من شركة سنتينال هوب/ مراقبون.


على هذه الصور التي التقطها القمر الاصطناعي سنتينال تواليا في 27 أيلول/ سبتمبر و1 كانون الأول/ ديسمبر 2023، من الممكن ملاحظة تدمير مناطق صالحة للزراعة في شمال وجنوب معبر إيريز في منطقة بيت حانون. صور القمر الاصطناعي سنتينال هوب/ مراقبون

بدورها، تمكنت منظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية من تحديد آثار عبور الجرافات الإسرائيلية على مناطق زراعية تقع في شمال مدينة بيت حانون. وكان الهدف من استخدام هذه العربات هو فتح مسالك ترابية لحماية تقدم القوات البرية.

بفضل صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقية التي تقدمها شركة بلانيت، تمكنت منظمة هيومن رايتس ووتش من تحديد الخسائر في الأراضي الزراعية التي تسببت بها الجرافات الإسرائيلية. صور منظمة هيومان رايتس ووتش/ بلانيت.


Grâce aux images satellites de haute définition fournies par l’entreprise Planet, Human Rights Watch a pu identifier des destructions de parcelles agricoles par des bulldozers israéliens. ©Human Right Wtach/Planet.

قصف جوي يمكن أن يتسبب في تسميم الأراضي

وبالإضافة إلى عملية تدمير الأراضي الصالحة للزراعة، تهدد الغارات الجوية بتسميم طويل المدى لأرض قطاع غزة. وحسب الباحث ويم زوينونبرغ، فإن الضربات الإسرائيلية ستؤدي إلى زعزعة النظام البيئي في الجيب الفلسطيني على المدى الطويل. حيث يقول:

بعد نهاية الحرب، يجب إيجاد حل لملايين من الأنقاض والتي تتكون في كثير منها من مواد خطيرة كالأمونيوت والتي من المحتمل أن تتسبب في تسيم الأرض في حال عدم معالجتها بالشكل المطلوب.

وبهدف تحديد المناطق التي من الممكن أن تتعرض للتسمم، يعتمد ويم زوينونبرغ على منهجية دقيقة جدا يقول عنها:

“بالنسبة إلى الأضرار في البنية التحتية الصناعية، نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم نحاول تحديد الإحداثيات الجغرافية للصور. وبعد ذلك، نستخدم صور الأقمار الاصطناعية من شركة بلانيت لفهم ما إذا كانت المباني قد تعرضت لأضرار أمام لا. إضافة إلى ذلك، نستخدم قاعدة بيانات تعود للأمم المتحدة بشأن أبراج المياه، معامل التطهير، وباقي البنى التحتية الحيوية.

تدمير أراض زراعية في منطقة دير البلح

من جانبه، تمكن فريق تحرير مراقبون أيضا من تحديد المواقع الجغرافية لعدة حقول مسحت تماما في منطقة دير البلح. وتعرضت هذه الأراضي للتخريب في شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري أي بعد استئناف الحرب إثر انقضاء الهدنة المؤقتة. هنا، من الممكن رؤية أضرار كبيرة في منطقة تبعد 3 كيلومترات في شمال مدينة خان يونس.


على هذه الصورة التي التقطتها أقمار اصطناعية، من الممكن رؤية أضرار في أراض صالحة للزراعة حدثت في شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري. صورة من شركة سنتينال هوب/ مراقبون.

وبالرغم من أنه يصعب تحديد أسباب هذه الأضرار في الأراضي الزراعية بدقة، من الممكن ملاحظة وجود عربات مدرعة. وتمكن صحافيون في جريدة نيو يورك تايمز الأمريكية من رصد عربات مدرعة للجيش الإسرائيلي في هذه الصور التي التقطت في منطقة دير البلح (الصور الموجودة أعلاه).


على منصة تويتر، نجح هذا المحلل في تحديد الإحداثيات الجغرافية لموقع وجود عدد كبير من الدبابات فوق أراض صالحة للزراعة في قطاع غزة. صورة جيو كونفيرمد Geoconfirmed

حسب نفس الصحفية الأمريكية، فإن تلك القوات كانت موجودة في ذلك المكان بهدف التحضير لهجوم محتمل على مدينة خان يونس.

قطاع زراعي في قطاع غزة يعاني من الاعتداءات حتى قبل العملية البرية الإسرائيلية

حتى قبل هجوم حماس المباغت على إسرائيل، فإن الأراضي الزراعية في قطاع غزة كانت تعاني أصلا من الغارات الإسرائيلية خصوصا عبر استخدام مبيدات من قبل الجيش الإسرائيلي بهدف جعل هذه الأراضي بورا. وجعل هذا التهديد المزارعين الغزاويين ينشؤون بيوتا مكيفة زراعية لحماية محاصيلهم.

لكن هذه البيوت الزراعية المكيفة كانت أيضا هدفا للضربات الإسرائيلية. وتمكن مكتب “أونوسات ’UNOSAT” وهي إدارة تابعة للأمم المتحدة ومكلفة بصور الأقمار الاصطناعية، من الحصول على إثباتات بحصول عمليات تخريب لهذه الزراعات.


تمكن مكتب “أونوسات ’UNOSAT” من تحديد مواقع تخريب بيوت مكيفة زراعية في منطقة دير البلح. صورة مكتب “أونوسات ’UNOSAT”

زد على ذلك أن أولى عمليات تخريب الأراضي الزراعية في قطاع غزة لم تبدأ مع حرب تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وإضافة إلى القطاع، فإن المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة رأوا أراض تتعرض للتخريب على يد مستوطنين إسرائيليين.

وفي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قدر المكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء بأن قطاع غزة تكبد خسائر يومية تصل لـ 1.6 مليون دولار (أي ما يعادل نحو 1.49 مليون يورو).



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى