موريتانيا ومصر والمغرب… ما هي حظوظ الدول العربية في تخطي ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية؟
تأهلت ثلاثة منتخبات عربية إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية وهي المغرب ومصر وموريتانيا، فيما توقفت رحلة كل من تونس والجزائر في مرحلة دور المجموعات. وتواجه أسود الأطلس جنوب أفريقيا في 30 يناير/ كانون الثاني، بينما يقابل الفراعنة الكونغو الديمقراطية في 28 من الشهر نفسه، أما “المرابطون” فسينازلون الرأس الأخضر في 29 يناير/كانون الثاني. فما هي حظوظ المنتخبات العربية المتأهلة في تخطي دور الـ16 من هذه المنافسة القارية؟
نشرت في:
9 دقائق
استطاعت كل من منتخبات المغرب ومصر وموريتانيا أن تعبر إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية التي تجرى في ساحل العاج. فيما لم تتوفق الجزائر وتونس في ذلك، وتوقفت رحلتيهما القارية في دور المجموعات، وهذا كانت له تبعات أدت إلى الاستغناء عن مدرب ثعالب الصحراء جمال بلماضي بعد خمس سنوات في منصبه، توج خلالها في 2019 بالكأس الأفريقية مع الخضر.
أسود الأطلس…”حظوظ كبيرة والمهمة لن تكون سهلة”
ضمن أسود الأطلس التأهل إثر المقابلة الثانية مع الكونغو الديمقراطية، ولعب مقابلة الأربعاء ضد زامبيا ضمن الجولة الأخيرة من المجموعة السادسة لحسم الصدارة، وتحقق له ذلك عقب فوزه بهدف مقابل لا شيء.
وتصدر المغرب مجموعته بسبع نقاط متقدما بفارق أربعة نقاط عن الكونغو التي حلت ثانية، فيما جاءت زامبيا في المركز الثالث بنقطتين، ما سمح للمضيفة ساحل العاج بالتأهل من ضمن أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثالث، بينما جاءت تنزانيا في المركز الأخير بنقطة واحدة.
ويواجه المغرب في ثمن النهائي جنوب أفريقيا. وهي بداية جديدة تنتظر الأسود، قال بشأنها لاعب الوسط سفيان أمرابط في لقاء تلفزيوني: “في هذه البطولة كل المباريات صعبة. فزنا بالمباراة وحققنا صدارة المجموعة”. وتابع “لكن بالنسبة لنا البطولة تبدأ الآن ونعد الجمهور بالعودة بالبطولة”.
اقرأ أيضاجدول مباريات ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024
وأمرابط يعي جيدا ما يقول. “فالمهمة لن تكون سهلة” أمام جنوب أفريقيا. وهو الأمر نفسه الذي يشدد عليه محمد الحاجي الصحافي الرياضي العامل في موقع “صوت المغرب”، “بالنظر إلى اعتماد منتخب ’الأولاد‘ (ترجمة ’البافانا بافانا‘ لقب منتخب جنوب أفريقيا) على أسلوب لعب مخالف لكل خصوم المغرب في الدور الأول، إذ إن قوتهم الضاربة في التكتل في الخلف واللعب السريع والمباشر في المرتدات، بالإضافة إلى الانسجام الكبير بين لاعبي منتخب جنوب أفريقيا بحكم انتماء غالبية لاعبيه إلى نادي ماميلودي سان داونز”.
“وهي مباراة لها طابعها الخاص”، يلفت المحلل الرياضي أيمن زيزي، “فالمنتخبان يعرفان بعضهما بعضا، وجمعتهما مواجهات في السابق، تكون عادة قوية فيها صراع وندية. والمنتخب المغربي على الرغم من تعادله مع الكونغو، أظهر أنه يملك مقومات الفريق الذي بإمكانه الذهاب بعيدا في المنافسة والتتويج باللقب، فهو يملك مجموعة منسجمة داخل الملعب وخارجه ولاعبين ينشطون في كبريات الدوريات الأوروبية”.
ويضيف زيزي: “أكيد، المقابلة ستكون صعبة نظرا لتاريخ المواجهات بين المنتخبين والتعارف الكبير بينهما. المواجهة ستكون تكتيكية بالدرجة الأولى. والمغرب يتوفر على كل الإمكانات لتجاوز جنوب أفريقيا”.
فحظوظ المنتخب المغربي في المرور إلى الدور ربع النهائي “كبيرة جدا”، يقول بدوره الحاجي، “فهو المصنف في خانة المرشحين لإحراز اللقب أولا، وثانيا لأنه تصدر مجموعته في الدور الأول بحصيلة نقاط جيدة، الشيء الذي منحه امتياز البقاء في مدينة سان بيدرو، ونعلم جميعا أهمية الاستقرار في نفس مكان الإقامة في الاستعداد الجيد للمباريات، وأيضا لاحتفاظ التشكيلة المغربية بمخزونها البدني في المباريات الأولى، واسترجاع العناصر المصابة، ووجود أكبر عدد من البدلاء دخلوا في أجواء المنافسة بفعل إشراكهم في المباريات”.
وقد يعود المدرب الركراكي إلى دكة لاعبي الاحتياط في ثمن النهائي، والتي تغيب عنها في المقابلة الأخيرة بسبب عقوبة “الكاف” على خلفية أحداث مباراة الكونغو، وفق ما أوردته صحيفة المنتخب المغربية. وذكرت الصحيفة أن استئناف “الجامعة” الاتحاد المحلي لكرة القدم للقرار سيؤدي إلى انخفاض العقوبة لمباراة واحدة نظرا لرغبة الاتحادين المغربي والكونغولي في تهدئة الأوضاع.
مصر… هل تتمدد الطموحات؟
انتزعت مصر تأشيرة المرور لثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024 لكرة القدم على الرغم من تعادلها أمام الرأس الأخضر في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية. واحتلت مصر المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط وراء الرأس الأخضر بسبع نقاط، فيما أصبحت غانا خارج المنافسة.
ولم تكن مهمة صلاح المصاب وزملائه يسيرة في هذه النسخة، إذ وجد الفراعنة صعوبات في إثبات ذواتهم على أرضية الملعب والخروج بانتصارات من الميدان، تعبد لهم الطريق نحو ثمن النهائي. واكتفوا بثلاثة تعادلات أمام كل من موزمبيق وغانا ثم الرأس الأخضر، التي كان عليهم الفوز ضدها حتى يخرجوا من منطق الحسابات.
وطوى الفراعنة اليوم صفحة آلام التأهل، وامتدت عيونهم إلى ثمن النهائي بطموح جديد، خاصة وأن الحظوظ تتساوى في هذه المرحلة مهما كانت طريقة التأهل، والتي سيواجهون فيها الكونغو الديمقراطية في 28 يناير/كانون الثاني بقوة أكبر.
لن يجازف المدرب البرتغالي روي فيتوريا بإجراء تغييرات كبيرة في صفوف تشكيلته، وكانت التعديلات التي قام بها بهذا الخصوص في المقابلة الأخيرة، لم تغير الشيء الكبير في جوهر المجموعة. وأجرى فيتوريا ثلاثة تغييرات ضد غانا، فأشرك ظهير الزمالك أحمد فتوح ولاعب وسط الأهلي مروان فتحي وجناح الزمالك أحمد سيد زيزو محل الغائب الأبرز محمد صلاح المصاب.
كم مرة حصلت مصر على كأس الأمم الأفريقية؟
وبحسب المحلل الرياضي أيمن زيزي، المنتخب المصري له “شخصيته في مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية. فهو المنتخب الأكثر تتويجا باللقب، بسبع مرات، ويملك تجارب وخبرات يتم تناقلها عبر الأجيال، وبالتالي دائما يحافظ على تلك الشخصية والقوة، وهو ما يسمح له بأن يناقش مبارياته حتى في أسوأ حالاته. يملك منتخبا يمزج بين لاعبين شباب وآخرين مخضرمين لكن هؤلاء تنقصهم التنافسية لعدة أسباب كعدم لعبهم في فرقهم باستمرار. وبالتأكيد سيعاني لأنه سيفتقد لخدمات صلاح وحارسه الشناوي المصابين”.
ومنتخب الكونغو الذي سيواجه الفراعنة، “بالرغم من أنه لم يستطع الفوز في الدور الأول إلا أنه يبقى منتخبا قويا، يملك لاعبين ينشطون في الصف الأول بفرق أوروبية. وله تجربة وخبرة، ويقوده المدرب الفرنسي دوسابر الذي يعرف الكرة الأفريقية جيدا، وبالتالي ستكون المقابلة قوية. ويمكن أن التجربة والخبرة الكبيرة للمنتخب المصري في هذه المنافسات قد تعطيه الامتياز”، بحسب زيزي.
اقرأ أيضاماهي المنتخبات التي تأهلت لثمن النهائي من دون أن تلعب بعد مباريات الإثنين الجنونية؟
المرابطون…هل تتواصل المفاجآت؟
يعتبر “المرابطون” إحدى مفاجآت النسخة 34 من كأس الأمم الأفريقية خاصة وأنهم حصلوا على بطاقة التأهل لأول مرة للدور ثمن النهائي على حساب المنتخب الجزائري، الذي يصنف ضمن أكبر المنتخبات الأفريقية على الرغم من مغادرته المنافسة من دور المجموعات. وفازت موريتانيا على الخضر في الجولة الأخيرة بهدف مقابل لا شيء.
وفي هذا السياق قال أمير عبدو مدرب المنتخب الموريتاني: “لم يكن أحد يؤمن بحظوظ المنتخب الموريتاني وقدرته على تحقيق المفاجأة والفوز، ولم يكن هناك اهتمام بالحديث عنه ولا عن تشكيل الفريق، ولكننا آمنا بقدرتنا على تحقيق ذلك في واحدة من المفاجآت الجميلة لكرة القدم”.
ويعتبر المدرب عبدو، وفق المحلل الرياضي أيمن زيزي، إحدى نقاط قوة المنتخب الموريتاني، وتألقه مع “المرابطون” يرجع بالأساس إلى نجاحه في الجمع بنجاح بين تشكيلة تضم لاعبين ينشطون في الدوري المحلي، ولاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية “فرنسا، بلجيكا…” ولديهم جذور موريتانية. ومن بين هؤلاء النجوم أبو بكر كامارا، وأبو بكاري كوريتا وغيرهم.
وكان المنتخب الموريتاني ثاني منتخب يتأهل من بين أفضل أربع منتخبات احتلت المركز الثالث في المجموعات الست. ويتوجه المرابطون إلى أبيدجان لملاقاة أحد أبرز مفاجآت البطولة الرأس الأخضر في ملعب فيليكس أوفويت-بوانيي في 29 كانون الثاني/يناير.
ووفق زيزي، “الأكيد أن موريتانيا تنتظرها مقابلة صعبة أمام الرأس الأخضر إلا أن المقابلة التي خاضتها ضد الجزائر أظهرت أنها منتخب منظم، يعرف إمكاناته جيدا، ويستغل نقاط قوته. وعلى الرغم من هزيمته أمام بوركينا فاسو وأنغولا، فقد قدم مقابلتين جيدتين، فقط عانى كثيرا على مستوى الدفاع”.
وعلى الرغم من صعوبتها، فالمواجهة التي ستجمعه مع الرأس الأخضر، يشير زيزي إلى أنها ستكون “مفتوحة على كل الاحتمالات، وإن كان الرأس الأخضر قد اكتسب الكثير من التجربة والخبرة عبر مشاركاته في المنافسات القارية منذ سنوات ويمتلك دكة بدلاء قوية خاضت المقابلة ضد مصر فإن المنتخب الموريتاني سيلعب بدون مركب نقص وقادر على خلق المفاجأة مرة أخرى”.
ويلفت زيزي إلى أن النسخة 34 من كأس الأمم الأفريقية أظهرت أنه “ليست هناك منتخبات صغرى وأخرى كبرى، وإنما هناك منتخبات تجتهد وتتقدم، وهناك منتخبات لم تستطع تطوير نفسها، وتعاني اليوم أمام منتخبات كانت في الأمس القريب مغمورة. والمنتخبات العريقة لم تسطتع اليوم فرض شخصيتها في المباريات لأنها لم تتمكن من تطوير ذاتها وإمكاناتها الكروية”.
بوعلام غبشي
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.