تلاشي آمال بولسونارو السياسية بعد منعه من تولي أي منصب لثمانية أعوام
انهارت المسيرة السياسية للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو الجمعة، وذلك بعد أن منعت محكمة اتحادية معنية بالانتخابات في البرازيل الرئيس القومي المنتمي لليمين المتطرف من تولي أي منصب عمومي حتى 2030، بسبب ما بدر منه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. وصوت خمسة قضاة من أصل سبعة بإدانة بولسونارو (68 عاما) بتهمتي إساءة استخدام السلطة وإساءة استخدام وسائل الإعلام، عندما استدعى قبل الانتخابات مجموعة من السفراء لنشر ادعاءات لا أساس لها بشأن نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل.
نشرت في:
منعت محكمة برازيلية الجمعة الرئيس السابق جايير بولسونارو من ممارسة العمل السياسي لثمانية أعوام، بعدما أدانته بـ”استغلال السلطة”، بسبب معلومات “خاطئة” نشرها عن نظام التصويت الإلكتروني قبل هزيمته في انتخابات 2022 الرئاسية.
ويحرم الحكم الذي أصدره 7 قضاة في المحكمة العليا الانتخابية في برازيليا، بعدما أيده 5 قضاة مقابل اعتراض 2، بولسونارو (68 عاما) من الترشح لانتخابات 2026 الرئاسية، ويفتح معركة خلافته داخل اليمين واليمين المتطرف.
وقال وزير العدل فلافيو دينو الجمعة بعد قرار المحكمة، إن “الديمقراطية فازت في أقسى اختبار لها منذ عقود”.
وأدان بولسونارو القرار، الذي اعتبره “طعنة في الظهر”، مؤكدا أنه سيستأنف الحكم.
وأضاف في أثناء زيارته بيلو هوريزونتي في جنوب شرق البلاد: “ما زلت هنا، سنواصل العمل… هذه ليست نهاية اليمين في البرازيل”.
أدين رئيس الدولة السابق (2019-2022) بتهمة “استغلال السلطة السياسية والاستخدام غير السليم لوسائل الاتصال”، لانتقاده من دون دليل موثوقية آلات الاقتراع الإلكترونية، وذلك قبل بضعة أشهر من هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه اليساري لويس ايناسيو لولا دا سيلفا.
وكانت المحكمة قد حذرت على لسان رئيسها ألكسندر دي مورايس، قبل الانتخابات، من أنها “لن تتسامح مع التطرف الإجرامي” أو “المعلومات الزائفة والمعلومات المضللة بهدف خداع الناخبين”.
وقال جايير بولسونارو الخميس للصحافيين: “لم أرتكب أي جريمة بالاجتماع مع سفراء. تجريدي من حقوقي السياسية بتهمة استغلال السلطة أمر غير مفهوم”.
استندت المحكمة إلى خطاب ألقاه على مسامع دبلوماسيين في تموز/يوليو 2022، ونقل على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال حينها إنه يريد “تصحيح العيوب” في آلات التصويت الإلكتروني “بمشاركة القوات المسلحة”.
“سردية متوهمة”
وربط المدعون تصريحات بولسونارو بأعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات، عندما اقتحم أنصار له القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا في الثامن من كانون الثاني/يناير 2023، أي بعد أسبوع من تنصيب لولا.
وانتقد القضاة الذين صوتوا لإدانة بولسونارو سلوك الرئيس السابق بشدة.
وقال القاضي أندري راموس تافاريس، إن خطاب بولسونارو كان أشبه بـ”سردية متوهمة مع آثار ضارة على الديمقراطية”، وإنه لم يكن عملا منعزلا، بل خيارا “تشكل بطريقة استراتيجية على مر الزمن لأغراض انتخابية”.
على العكس، اعتبر القاضي راول أراوخو أن تصرف بولسونارو “لا يوازي بأهميته تدبيرا شديدا مثل انعدام الأهلية”.
ويذكر تشكيك بولسونارو بالانتخابات من دون أدلة والهجوم على المؤسسات السياسية في العاصمة، بمساعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعتبره مثله الأعلى في السياسة، للتمسك بالسلطة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020.
أمضى بولسونارو 3 أشهر في ولاية فلوريدا بعد هزيمته الانتخابية، وشارك في لقاءات عامة قليلة منذ عودته إلى البرازيل في آذار/مارس، ليتولى منصب الرئيس الفخري لـ”الحزب الليبرالي”.
لكنه يواجه تحديات قانونية أخرى ترتبط بخمسة تحقيقات تجريها المحكمة العليا يمكن أن تفضي إلى حكم بالسجن، منها ما يتعلق بهجمات الثامن من كانون الثاني/يناير، وتحقيقات تجريها الشرطة في اتهامات تتعلق بشهادة تطعيم مزورة ضد كوفيد، وإدخال حلي ماسية إلى البرازيل من السعودية.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.