Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

مقتل 10 فلسطينيين وإضراب عام في الضفة الغربية احتجاجا على العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين


تستمر الثلاثاء العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الثاني، وهي الأوسع منذ نحو عقدين، في جنين بالضفة الغربية المحتلة. وتسببت العملية الإثنين بمقتل 9 فلسطينيين على الأقل في مخيم المدينة ثلاثة منهم قصر والبقية ما بين 18 و23 عاما، وإصابة 100 آخرين بينهم 20 في حالة خطيرة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وعم إضراب شامل مدن الضفة احتجاجا على العملية بعد أن “غادر حوالي 3000 شخص منازلهم في مخيم جنين”، حسب نائب محافظ جنين كمال أبو الرب. من جانبها، تقول إسرائيل إنها تقوم بعملية “لمكافحة الإرهاب”.

تسببت العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في جنين بالضفة الغربية المحتلة بمقتل عشرة فلسطينيين الإثنين، 9 منهم في مخيم المدينة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وهذه العملية هي الأوسع منذ 2002 ويتخللها قصف جوي بطائرات مسيرة ولا تزال مستمرة لليوم الثاني الثلاثاء. واحتجاجا على العملية، عم إضراب شامل مدن الضفة الثلاثاء.

وتعطلت الحركة في مختلف المدن الفلسطينية. ولزم الموظفون العموميون منازلهم استجابة للدعوة إلى الإضراب التي وجهتها حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي ساعات الثلاثاء الأولى، بدت شوارع مدينة جنين مقفرة باستثناء عدد قليل من الناس في الشوارع فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها وانتشرت إطارات سيارات مشتعلة في أماكن متفرقة. ولا تزال مسيّرات إسرائيلية تحلق في سماء المدينة، حسب ما أفادت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب للوكالة إنه منذ بدء العملية فجر الاثنين “غادر حوالي 3000 شخص منازلهم في مخيم جنين” موضحا أن “الترتيبات جارية لإيوائهم في المدارس وغيرها في مدينة جنين القريبة”. وقال أبو الرب إن “سكان المخيم غادروه بسبب خوفهم من تفجير منازلهم وهم بداخلها”. ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه “حرب مفتوحة على أهالي جنين”. 

العملية بدأت فجر الإثنين

   وتشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين وتخلّلها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات. 

   وبيّنت هويات القتلى التسعة في مخيّم جنين أن ثلاثة منهم لا تتعدى أعمارهم 17 عاما، والبقية ما بين 18 و23 عاما، من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال مظاهرة تضامنا مع جنين.

 


 

   وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان: “قواتنا دخلت عش الإرهابيين في جنين… وهي تدمر مراكز القيادة وتصادر كمية كبيرة من الأسلحة”. بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن القوات الإسرائيلية تضرب “بقوة  كبيرة” منطقة جنين.

   وصارت مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها والذي يقيم فيه نحو 18 ألف فلسطيني مسرحا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كثفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

   وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل ثمانية أشخاص في جنين إضافة إلى شخص في البيرة، وإصابة 100 آخرين بينهم 20 في حالة خطيرة. وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة الأنباء الفرنسية إن الهجوم الإسرائيلي يتم من الجو والبر. وأضاف “قُصفت منازل ومواقع عدة… الدخان يتصاعد من كل مكان”.

   ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات، وفق ما أفاد مصور لوكالة الأنباء الفرنسية.

   وقال إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مخيم جنين وما زالت الاشتباكات المسلحة جارية، ويُسمع صوت الانفجارات في المخيم، كما انتشر الجيش في شوارع مدينة جنين وفي محيطها. من داخل المخيم، قال بدر الغول لوكالة الأنباء الفرنسية: “شاهدتُ جرافات تدخل وتدمر منازل وبداخلها سكانها”.

  “(العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أياما”

 وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين: “نعمل ضدّ أهداف محددة”، معتبرا أن “الضربات الجوية في قلب المخيّم فاجأت” المسلحين الفلسطينيين. وأضاف الناطق العسكري: “نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أيامًا. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك”.

   وذكر الجيش في وقت سابق أن قواته قصفت “مركز عمليات مشتركة” يشكل مركز قيادة “كتيبة جنين” التي كان شبان من انتماءات مختلفة أعلنوا تشكيلها في 2021 بهدف “مقاومة الاحتلال”. وقال إن العمليّة استهدفت موقعا “للمراقبة والاستطلاع”، فضلا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمَن زعم أنهم مُسلحون نفذوا هجمات على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة. وذكر بيان للجيش أن “جنديا أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين وتم نقله إلى المستشفى”.

   وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في مخيم جنين في بيان: “مجاهدونا من كافة الفصائل الفلسطينية يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة”. من جهتها أكدت سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي “ردا على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين نفذ مجاهدونا منذ الصباح عددًا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال”. وأعلنت مجموعة “عرين الأسود” من نابلس القريبة أن مجموعة من مقاتليها تشارك في القتال داخل مخيم جنين.

   “معركة غير متكافئة”

   ووصف عضو إقليم حركة فتح في محافظة جنين محمود حواشين الأوضاع في مخيم جنين بأنها “كارثية”. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية وهو يتفقد الجرحى في مستشفى ابن سينا “هذه معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية هائلة وبين شعب أعزل لا يملك سوى إرادته”.

   وتابع حواشين وهو من مخيم جنين: “باغت الجيش سكان جنين بمسيِّراته واستهدف البنية التحتية من ماء وكهرباء وسيارات. معظم الذين استشهدوا مدنيون وليسوا من المقاومة”. وقال: “لسنا عشاق دم، نحن عشاق الحرية”.

   وفي 19 حزيران/يونيو قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في جنين التي قصفتها مروحياته لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).

   وحمّلت أطراف فلسطينية الإثنين إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد.

   وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن “كل الخيارات مفتوحة لضرب العدو ردا على عدوانه في جنين”. وأضافت: “جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات”.

   وأعلنت السلطة الفلسطينية في بيان عقب اجتماع طارئ ترأسه الرئيس محمود عباس “وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي”. وأضاف البيان أنّ مخرجات اجتماعات العقبة وشرم الشيخ “لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة” وذلك “في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي” بها.

   وأكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن “ما تقوم به حكومة الاحتلال في جنين ومخيّمها جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل”.

   وطالبت الخارجية الفلسطينية “بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا”، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى “الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين”.

   ردود الفعل 

   وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان إنه “قلق للغاية” بشأن العنف ودعا إلى احترام القانون الإنساني الدولي.

   وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن “إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد”.

   ودعت “مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.

   وبالمثل، “دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي … وآخره العدوان على مدينة جنين. ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

   كما دانت الإمارات العربية المتحدة “بشدة الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية”، وشددت خارجيتها في بيان على “ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني”.

   من جهتها، أعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ الثلاثاء.

   أما الولايات المتحدة، فقالت على لسان متحدث باسم خارجيتها “نحن ندعم أمن إسرائيل وحقّها في الدفاع عن شعبها ضدّ حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والجماعات الإرهابية الأخرى”.

   وشدد المتحدث على “ضرورة اتّخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للحيلولة دون مقتل مدنيين”.

   وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير إلى ما لا يقلّ عن 186 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.

   وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.

   يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

   وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.

فرانس24/أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى