آلاف العمال في قطاع تصنيع السيارات يبدأون إضرابا تاريخيا
قررت نقابة العاملين في أكبر ثلاث شركات لتصنيع السيارات في الولايات المتحدة الدخول في إضراب بثلاثة مصانع اعتبارا من منتصف ليل الخميس-الجمعة، في خضم عدم التوصل لاتفاق حول عقود العمل الجماعية الجديدة. ويعد هذا الإضراب التحرك العمالي الأكبر في البلاد منذ عدة عقود.
نشرت في:
4 دقائق
بعد الفشل التوصل لاتفاق حول عقود العمل الجماعية الجديدة، دخل العاملون في أكبر ثلاث شركات لتصنيع السيارات في الولايات المتحدة في إضراب بثلاثة مصانع اعتبارا من الجمعة.
وجاء الإضراب الذي تخلله إطلاق لأبواق السيارات وتصفيق خارج مصنع لشركة فورد في ديترويت لدى وصول رئيس نقابة “يونايتد أوتو وركرز” United Auto Workers شون فين، بعدما فشل تحرك في اللحظة الأخيرة من قبل جنرال موتورز وفورد وستيلانتس في التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء مدة عقد النقابة.
وقال فين في بث عبر الإنترنت قبيل انقضاء مهلة 14 أيلول/سبتمبر “اليوم، وللمرة الأولى في تاريخنا، سننفذ إضرابا في الثلاثة الكبار في وقت واحد”.
ولفت فين إلى أن أعضاء النقابة سينفذون إضرابا في معمل واحد تابع لكل شركة: مصنع لجنرال موترز في ونتزفيل في ميزوري ومنشأة لستيلانتس في توليدو بأوهايو ومصنع لفورد في واين في ميشيغان، لكن لن يشمل الإضراب إلا عمليات التجميع النهائية والطلاء.
وتوقف نحو 12700 موظف عن العمل الجمعة، وفق تقديرات “يونايتد أوتو وركرز”، وهو عدد لا يمثل غير جزء صغير من 150 ألف عامل في قطاع السيارات تمثلهم النقابة.
لكنها لفتت إلى إمكان توسيع الإضراب في حال لم يتم تحسين الاتفاق.
وقالت ريتشل جاد التي انضمت إلى التجمع في واين للتضامن مع العمال “يبدؤون التحرك بالشكل الصحيح”. وتعمل جاد في منشأة مجاورة في ليفونيا. وأضافت “ما لم تتقدّم المفاوضات، سينضم المزيد من المصانع”.
امتحان لبايدن
يشكل الإضراب تحديا جديدا للرئيس جو بايدن الذي سعى لضمان دعم العمالة المنظمة فيما يكثف حملته الرامية للفوز بولاية رئاسية ثانية. وامتنعت “يونايتد أوتو وركرز” حتى الآن عن دعمه، علما بأن نقابات مهمة أخرى قامت بالخطوة.
ومساء الخميس، تحدث بايدن هاتفيا مع فين ورؤساء مجموعات رئيسية لصناعة السيارات لمناقشة المفاوضات الدائرة.
وقال خارج المصنع في واين الجمعة “لا أريد التحدث عن السياسة.. الأمر يتعلق بأعضائنا اليوم”.
مطالب مالية
يطالب الكثير من العمال الذين يتقاضون أجرا بالساعة مجموعات صناعة السيارات الكبرى بتقديم عروض أفضل للموظفين للتعويض عن الأجور المنخفضة وتقليص المخصصات بعد أزمة 2008 المالية عندما خضعت جنرال موتورز وكرايسلر (وهما حاليا جزء من ستيلانتس) إلى إعادة هيكلة لتجنب الإفلاس.
وحققت الشركات الثلاث أرباحا كبيرة في السنوات الأخيرة.
وقال بول سيفرت الذي يعمل في مصنع فورد في واين منذ 29 عاما “تحقق هذه الشركة الأموال على أكتافنا منذ سنوات. أظن أن الوقت حان لنحصل على المقابل”.
أكد فين أنه كان يأمل بتجنب الإضراب، لكنه حمّل الشركات المسؤولية لانتظارها وقتا طويلا قبل بدء مفاوضات جدية.
وقال “سنبقى على هذا الحال إلى أن نحصل على حصتنا من العدالة الاقتصادية.. بغض النظر عن المدة التي سيستغرقها ذلك”.
تشمل مطالب النقابة زيادة في الأجور نسبتها 40 في المئة، وهو أمر شدد فين على أنه ضروري لمواكبة الزيادات التي يحصل عليها الرؤساء التنفيذيون.
وأما النقاط الأخرى العالقة فتشمل زيادة الأجور والمخصصات لصغار الموظفين لتقليص الفجوة بينهم وبين أولئك الأكثر خبرة والذين يتلقون حاليا نحو 32 دولارا في الساعة.
فشل المفاوضات
وزادت جنرال موتورز عرضها الخميس لترفع الزيادة المقترحة على الأجور إلى 20 في المئة، علما بأنه سبق للشركة أن عرضت زيادة نسبتها 18 في المئة، بحسب النقابة.
وأعربت جنرال موتورز في بيان في وقت مبكر الجمعة عن “خيبة أملها” حيال الإضراب “على الرغم من العرض الاقتصادي غير المسبوق” الذي طرحته.
وصدر موقف مماثل عن ستيلانتس. فيما اشتكت فورد من تأخر رد النقابة على عرضها الأخير الذي وصل قبل أربع ساعات على انقضاء المدة.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.