صور تم التحقق منها وتفاصيل ما زال الغموض يخيم عليها
لا يزال الغموض سيد الموقف إلى اليوم بشأن أسباب انفجار المستشفى الأهلى العربي المعروف باسم المستشفى المعمداني في غزة يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن الانفجار يعود لصاروخ إسرائيلي فيما تقول القوات المسلحة الإسرائيلية إن الانفجار يعود إلى إطلاق فاشل لصاروخ من قبل حركة الجهاد الإسلامي حاد عن مساره. وإلى حد اليوم، لم يتم التوصل إلى أي خلاصة بعد التثبت من الصور التي تم تصويرها في لحظة الانفجار وبعده.
نشرت في:
7 دقائق
بعد مرور بضعة أيام على الانفجار الذي هز المستشفى الأهلي العربي المعروف أيضا باسم المستشفى المعمداني في غزة، تتبادل حركة حماس والسلطات الإسرائيلية المسؤولية بشأنه. وتواصل حماس اتهام إسرائيل بقصف المستشفى مؤكدة أن الضربة تم تنفيذها “باستخدام العتاد الحربي الأمريكي الذي لا يملكه سوى المحتل (إسرائيل)”. وحسب وزارة الصحة في غزة، قتل ما لا يقل عن 471 شخصا جراء الهجوم.
من جانبه، يواصل الجيش الإسرائيلي التمسك بأن الانفجار يعود لإطلاق فاشل لصاروخ يعود لحركة الجهاد الإسلامي معتمدا في روايته على صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أدى زيارة إلى المستشفى غداة الهجوم الرواية الإسرائيلية معتمدا في ذلك “على معلومات تحصلنا عليها إلى حد الآن، تفيد بأنه يبدو أن الانفجار يعود لصاروخ خرج عن السيطرة أطلقته مجموعة إرهابية في غزة” وفق تصريح الرئيس الأمريكي الذي أكد أنه توصل إلى هذا الاستنتاج وفق معلومات توصلت إليها وزارة الدفاع الأمريكي البنتاغون.
ما الذي حصل بالفعل؟ إلى حد الآن، تم تداول عدة صور على الإنترنت يمكن أن تساعد في إعادة تمثيل سير الأحداث.
صاروخ انحرف عن مساره؟
في الساعة 18:59 من مساء 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وفيما كانت قناة الجزيرة تصور مشهدا عاما لمدينة غزة انطلاقا من حي الزيتون شمال المدينة، رصدت الكاميرا ما يبدو أنه صاروخ انحرف عن مساره وانفجر أثناء سقوطه.
فيديو من قناة الجزيرة بث مباشر لانفجار المستشفى الأهلي بغزة 17 أكتوبر 2023 الساعة 6:59 مساء
وبعد خمس ثوان، رصدت الكاميرا انفجارا أول على الأرض. وبعد ثانية واحدة، هز انفجار المستشفى المعمداني الذي يمكن التعرف إليه من خلال لوحات الطاقة الشمسية الموجودة على السطح وهو ما تحققت منه منصة Geoconfirmed المتخصصة بتحديد المواقع الجغرافية في الساعات التي تلت الانفجار (انظر إلى الصورة أسفله).
وتم تصوير المشهد من زوايا أخرى في مقطع فيديو التقط على بعد بضعة أمتار من المكان، رصدته وتحققت منه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
Video of what Palestinian authorities say was an Israeli strike on al-Ahli Hospital in Gaza shows the moment an explosion hits the hospital grounds. The video, verified by The Washington Post, captures the first sounds of an explosion and then a blast. https://t.co/ApBJlxYIPF pic.twitter.com/8vtS4AwXMu
— The Washington Post (@washingtonpost) October 17, 2023
مقطع فيديو يظهر الانفجار الذي هز المستشفى الأهلي المعمداني في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تحققت منه صحيفة واشنطن بوست.
نيران في مبنى المستشفى وسيارات محترفة وعشرات الجثث
وتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التحقق من أربعة تسجيلات مصورة في ساحة المستشفى مساء 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بعد الانفجار.
وتظهر مقاطع فيديو حرائق كبيرة في بهو المستشفى. ويظهر أحدها بالخصوص اشتعال النيران في عدة سيارات في ساحة المستشفى (انظر إلى الصورة أسفله).
ويظهر مقطع فيديو ثالث جثة في رواق قرب مرأب السيارات الذي ما زال مشتعلا. ويظهر تسجيل رابع التقط في ليلة الانفجار عشرات الجثث الهامدة ملقاة على العشب وقد احترق بعضها أو تشوهت. سيارات متفحمة وبنايات لم تتهدم وحفرة صغيرة.
وغداة الانفجار، سارعت عدة وكالات أنباء عالمية على غرار وكالة رويترز إلى نشر مقاطع فيديو وصور لمكان الانفجار تحت وضح النهار.
ونرى من خلال هذه الصور، سيارات محترقة وأنقاض وملابس ملقاة على الأرض وحواجز حديدية طوقت مرأب السيارات الذي تضرر من الانفجار. ولكن بخلاف الزجاج المتناثر هنا وهناك، لا يبدو أن أيا من أجزاء مبنى المستشفى قد تضرر بشكل كبير، وهو ما تؤكده عدة صور نشرتها وكالة رويترز.
وتظهر إحدى الصورة أيضا وجود حفرة صغيرة لا يتجاوز قطرها المتر الواحد.
وبالنظر إلى حجم الحفرة، أكد عدة خبراء أنه في كل الأحوال لا يتعلق الأمر بضربة جوية، وهو رأي مارك غارلاسكو المستشار العسكري لمنظمة PAX Protection of Civilians.
على منصة إكس (تويتر سابقا)، أكد الخبير أن أضرار ضربة جوية مثل تلك التي تنفذها إسرائيل على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري لا يمكن أن تسبب فقط “أضرار سطحية فقط” مثل تلك الظاهرة في الصور وغيابا كاملا للحفر الكبيرة.
وهي فرضية تبناها أيضا ثلاثة خبراء آخرين اتصل بهم فريق التحقق في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فيرفاي BBC Verify.
في المقابل، رفض عدة خبراء تواصلت معهم فرانس24 التعليق على الوضع مؤكدين أنه من المستحيل في الوقت الحاضر تحديد أسباب الانفجار بالاعتماد على هذه الصور فقط.
غموض بشأن عدد الضحايا
تخيم شكوك أيضا بشأن حصيلة ضحايا الانفجار. وفيما تؤكد وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل 470 شخصا، لا يزال من غير الممكن إلى حد الآن التثبت من العدد الدقيق للقتلى ولكن بضعة مصادر شككت في حقيقة الحصيلة التي أعلنت في غزة.
وفي كل الأحوال، ليست هذه المرة التي يتعرض لها هذا المستشفى لضربات. ففي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من الانفجار، تعرض المستشفى الأهلي العربي إلى أضرار بسبب ضربة صاروخية نددت بها عدة منظمات مسيحية متحدثة عن وقوع أربعة جرحى.
وفي بيان نشر في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نددت منظمة الصحة العالمية بعمليات إخلاء شمال غزة بسبب الضربات الإسرائيلية فيما يتولى “22 مستشفى يعالج أكثر من 2000 شخص” في هذه المنطقة.
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.