منظمات المجتمع المدني وحماية الأسرة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي
إن العالم اليوم ماض نحو التغير التكنولوجي بوتيرة مدهشة، لم نشهدها منذ انتشار استخدام المطبعة منذ ستة قرون مضت. حيث تعيد هذه التكنولوجيات ذات الأغراض العامة تشكيل الطريقة التي نعمل ونتفاعل ونعيش بها. الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم حديث العالم. فماهو هذا الذكاء الاصطناعي؟ ماهي مميزاته الإيجابية وماهي سلبياته وأخطاره؟ ومن ثم هل سيكون له تأثيرات على الإنسان كفرد وكأسرة ومجتمع؟ وما هي العلاقة بين المجتمع المدني الأسرة والذكاء الاصطناعي، وفيما إذا كان تأثير هذا النوع من الذكاء خطرا على البشر، مادور منظمات المجتمع المدني لحماية الأسرة من الذكاء الاصطناعي؟ وماهي انعكاسات هذه الثورة التكنولوجية على عقول البشر وعائلاتهم وأطفالهم وأسرهم ووظائفهم؟
لا شك أن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي تعود بفوائد كبيرة في العديد من المجالات. لكن يُخشى في ظل غياب الضوابط الأخلاقية أن تؤدي إلى ظهور مظاهر لا تحمد عقباها من الانسلاخ الأخلاقي والفراغ الديني والروحي وكذا التحيز والتمييز على أرض الواقع وتأجيج الانقسامات وتهديد حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. فما من مجال آخر اليوم أحوج إلى وجود نبراس أخلاقي أكثر من الذكاء الاصطناعي.
وبين من يرى أن تفوق الآلة على الإنسان شيء مستحيل، وبين من يعتقد أن هذا الاختراع يمكنه محاكاة الذكاء البشري، وأن عرقلته ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد، يستمر الجدل حول موضوع الذكاء الاصطناعي وكيفيه التعامل معه كواقع حتمي ومفروض على الإنسانية.
في هذه الورقة سنحاول شرح العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والأسرة والذكاء الاصطناعي، من خلال فك رموز كل طرف وتبيان دوره ووظيفته. فموضوع الذكاء الاصطناعي موضوع جديد وواسع وشائك وغير معروف النوايا. ونحن كمجتمع مسلم بحاجة إلى محاولة غربلة كل ما يأتي إلينا “عنوة” من وراء البحار. فالسؤال الذي يطرح اليوم، ليس هل نقبل بالذكاء الاصطناعي أم لا؟ وإنما كيف نتعامل مع هذا الذكاء الاصطناعي كواقع مفروض على نمط حياتنا الحالي والمستقبلي.
تُعتبر منظمات المجتمع المدني أحد أهم أركان المجتمع المدني، وهي الهيئات والمؤسسات غير الحكومية التي تنشط في الساحة العامة لتحقيق أهداف اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية معينة. تتنوع وظائفها وأنشطتها بين مجالات متعددة، بدءًا من المساهمة في التنمية المستدامة وحقوق الإنسان إلى دورها في تعزيز الديمقراطية ورصد أداء الحكومات. يمكن أن يكون لهذه المنظمات تأثير كبير على السياسات والقوانين في المجتمعات التي تعمل فيها.
منظمات المجتمع المدني تشكل جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والسياسي في العديد من البلدان. يتراوح نطاقها بين الجمعيات الخيرية الصغيرة والمنظمات الكبيرة ذات النطاق الوطني والدولي. تُعتبر هذه المنظمات مؤسسات مستقلة غير حكومية، تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها الرامية إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يتنوع دورها وتأثيرها وفقًا للسياق الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمع الذي تنشط فيه.
تعريف منظمات المجتمع المدني
منظمات المجتمع المدني هي مجموعة من المؤسسات والهيئات غير الحكومية التي تعمل في المجتمع بصورة مستقلة عن الحكومة، وتسعى إلى تحقيق الأهداف الاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية. تنشط هذه المنظمات في مختلف المجالات وتتنوع بين المؤسسات الصغيرة المحلية والجمعيات الخيرية والمنظمات الكبيرة ذات النطاق الوطني أو الدولي.
تشمل منظمات المجتمع المدني مجموعة واسعة من الهيئات، مثل الجمعيات الخيرية، والمؤسسات الثقافية، والمنظمات البيئية، ومنظمات حقوق الإنسان، والنقابات العمالية، والمنظمات التطوعية، وغيرها الكثير. تهدف هذه المنظمات إلى تحقيق الفائدة العامة وتلبية احتياجات المجتمعات وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
على الرغم من أن منظمات المجتمع المدني ليست جزءًا من الحكومة، إلا أنها تسعى إلى تعزيز الديمقراطية، وتعزيز المشاركة المدنية، ورصد أداء الحكومات والمساهمة في صنع القرار. كما تعمل على تعزيز الوعي والتغيير الاجتماعي والثقافي من خلال البرامج والمشاريع التي تنفذها.
وتعود جذور منظمات المجتمع المدني إلى فترات تاريخية مختلفة. في العصور القديمة، كانت الجمعيات والنقابات المهنية تلعب دورًا في تعزيز مصالح الفئات المختلفة في المجتمع. تطورت هذه المنظمات لتشمل في وقتنا الحالي مجموعة متنوعة من الهيئات غير الربحية التي تنشط في مختلف المجالات.
أهداف وأنشطة منظمات المجتمع المدني
تسعى منظمات المجتمع المدني لتحقيق العديد من الأهداف التي تخدم المجتمعات التي تعمل فيها. وتشمل هذه الأهداف:
- تقديم الخدمات الاجتماعية: من خلال برامج تعليمية، وصحية، وإنسانية.
- تعزيز حقوق الإنسان: من خلال العمل على حقوق المرأة، وحقوق الطفل، والحريات الفردية.
- دعم التنمية المستدامة: عبر العمل في مجالات البيئة، والتنمية الاقتصادية المستدامة.
- تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية: من خلال التدريب والتوعية ودعم العملية الديمقراطية.
- العمل الإنساني: في الكوارث والأزمات الإنسانية.
تأثير منظمات المجتمع المدني على القوانين:
الرصد والمراقبة: تلعب المنظمات دورًا مهمًا في رصد أداء الحكومات ومراقبة سياساتها وتوجيه الانتباه إلى القضايا المهمة.
الضغط والتأثير: تسعى هذه المنظمات للتأثير على عمل الحكومة وصنع القرار من خلال الحملات والضغوط السياسية والاجتماعية.
التوعية والتثقيف: تعمل على توعية الجمهور ورفع مستوى الوعي بقضايا محددة لدعم تشريعات أو سياسات تخدم مصالح الأسرة والمجتمع.
الشراكات والتعاون: تتعاون مع الحكومات والمؤسسات الأخرى لتطوير وتنفيذ سياسات وبرامج تلبي احتياجات السوق والمجتمع.
وتعتبر منظمات المجتمع المدني عاملًا أساسيًا في تحقيق التوازن بين الحكومة والمواطن، وتعزيز المشاركة الديمقراطية والتنمية المستدامة. تعكس تأثيراتها وأنشطتها في السياسات والقوانين استجابتها لاحتياجات وتطلعات المجتمع.
ماهي الأسرة؟
الأسرة هي مجموعة من الأفراد الذين يرتبطون ببعضهم البعض بصلة قرابة وعلاقات شخصية، وغالبًا ما يشتركون في الإقامة في مكان واحد ويشكلون وحدة اجتماعية واحدة. الأسرة تُعتبر الوحدة الأساسية في المجتمع وهي المكان الذي يتم فيه تكوين الأفراد وتنمية شخصياتهم وتعلمهم للقيم والعادات والسلوكيات الاجتماعية.
والأسرة هي المكان الخاص لنقل الثقافة والقيم والتقاليد، وتوفير الدعم الاجتماعي والعاطفي لأفرادها. كما تعد الأسرة محركا رئيسيا لتكوين الشخصية وتأسيس الهوية الفردية والاجتماعية للأفراد. وتتأثر هيكلة ووظيفة الأسرة بالثقافة والتقاليد والظروف الاجتماعية والاقتصادية في كل مجتمع.
ماذا عن الأسرة المسلمة؟
الأسرة المسلمة هي الوحدة الأساسية في المجتمع الإسلامي، وهي تتألف من أفراد يدينون بالإسلام ويعيشون حياتهم وفقًا لتعاليمه. وتعتبر الأسرة في الإسلام المنظومة الأساسية لتربية الأجيال وتشكيل القيم والسلوكيات الاجتماعية. وتتباين تركيبة الأسرة المسلمة حول العالم وفقا للثقافات والتقاليد المحلية، ولكنها عموما تتجلى في الاحترام والرعاية المتبادلة بين أفرادها، وتعزيز القيم الإيمانية والثقافية التي تميز الإسلام كدين.
ومن أساسيات الأسرة المسلمة مايلي:
الإيمان والعبادة: تتميز الأسرة المسلمة بممارسة العبادات الإسلامية، وتعليم الأخلاق والقيم الدينية لأفرادها.
الوحدة والتعاون: تشجع الأسرة المسلمة على الوحدة والتعاون بين أفرادها، وتعزز التفاهم والاحترام المتبادل.
التربية والتعليم: تعتبر الأسرة المسلمة مكانا مهمًا لتعليم الأطفال القيم الدينية الصحيحة ووإيصال لهم المعرفة والثقافة الإسلامية وكذا المهارات الضرورية لحياتهم.
المسؤولية والرعاية: يحمل كل فرد دورا مسؤولا داخل الأسرة، وتهتم الأسرة المسلمة برعاية أفرادها وتلبية احتياجاتهم الروحية والمادية.
التواصل والتفاهم: تشجع الأسرة المسلمة على التواصل الفعّال والتفاهم بين أفرادها وحل النزاعات بطرق سلمية ووفقًا للقيم الدينية الإسلامية.
ما هو الذكاء الاصطناعي وكيف يتطور؟
يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى قدرة الأنظمة الكمبيوترية على أداء مهام تتطلب عادة الذكاء البشري. ويتضمن الذكاء الاصطناعي العديد من التقنيات والمفاهيم التي تهدف إلى إنشاء أنظمة تكنولوجية قادرة على التعلم والتفكير واتخاذ القرارات بناءً على البيانات والتجارب.
ويتطور الذكاء الاصطناعي بصورة مذهلة وواضحة تتخذ العديد من الطرق و الأشكال يمكن تلخيصها فيما يلي:
التعلم الآلي (Machine Learning): و هي عملية تمكين الأنظمة الكمبيوترية من تعلم وتطوير مهاراتها بدون تدخل بشري مباشر. تعتمد على تحليل البيانات واستخلاص الأنماط لتحسين الأداء مع الوقت.
الشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks): وهي نماذج مستوحاة من عملية التفكير في الدماغ البشري. تستخدم هذه الشبكات في فهم البيانات المعقدة وحل المشاكل التي يصعب حلها بشكل تقليدي.
معالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing): وتركز على تفاعل الكمبيوتر مع اللغة البشرية بطريقة طبيعية وفهمها وإنتاجها.
الروبوتات والذكاء الصناعي العام (General AI): تستهدف إنشاء أنظمة قادرة على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام المتعددة بمستوى من التفكير والتكيف مشابه للبشر.
عوامل تطور الذكاء الاصطناعي
تتطور التقنيات والمفاهيم في مجال الذكاء الاصطناعي بسرعة، وهذا التطور يمتد ليشمل مجموعة واسعة من التطبيقات والصناعات، ويحمل إمكانيات كبيرة في تغيير شكل الحياة والعمل في المستقبل. وهذه هي العوامل التي تساعد في تطور الذكاء الاصطناعي:
تقدم التكنولوجيا: تطور المعالجات والتخزين والبيانات الكبيرة وتقنيات الشبكات العصبية ساهمت في تطور الذكاء الاصطناعي.
البيانات الضخمة: كميات كبيرة من البيانات المتاحة أصبحت مصدرًا هامًا لتدريب النماذج وتحسين أداء الذكاء الاصطناعي.
البحث والابتكار: الاستثمار في البحث والابتكار في هذا المجال دفع بتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التطبيقات الواسعة: استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الطب، والتسويق، والسيارات الذاتية القيادة تعزز من تطوره.
ثورة ChatGPT
الأكيد أن الجميع شاهدو أو استخدموا أو على الاقل سمعوا سمعت عن ChatGPT ، الذكاء الاصطناعي chatbot تم تطويره بواسطة OpenAI ، والذي كان يأخذ وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق العاصفة. ولكن ما هو بالضبط ChatGPT ، ولماذا يتحدث الجميع عنه؟ لقد طلبنا ذلك مباشرة ، وهذه إجابة مفهومة للأشخاص غير التقنيين:
ChatGPT هو برنامج كمبيوتر مصمم لفهم اللغة البشرية والاستجابة لها بطريقة طبيعية وشبيهة بالإنسان. يفكر في الأمر مثل مساعد افتراضي أو روبوت محادثة يمكنه فهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة والاستجابة لها. لقد تم تدريبه على مجموعة بيانات كبيرة من النص من الإنترنت ويمكن استخدامه لمجموعة متنوعة من المهام مثل الإجابة على الأسئلة وترجمة اللغات وحتى كتابة نص إبداعي وحل الواجبات المنزلية!! وأيضا إنجاز بحوث مدعمة بمراجع وأشرطة وثائقية تتضمن فيدوهات لشخصيات معروفة أو تاريخية . كما يمكن استخدامه في التعليم لإنشاء نظام تعليمي ذكي يمكنه فهم استفسارات الطلاب والرد عليها، أو في خدمة العملاء لمساعدة الأشخاص في أسئلتهم.
إن العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والأسرة والذكاء الاصطناعي ترتكز على مجموعة من التفاعلات والتأثيرات المحتملة، ولكن عندما تدخل كلمة “حماية” على هذه العلاقة فإن الأمر يُنذر بوجود “خطر”، فماهو الخطر الذي يحدق بالأسرة من الذكاء الاصطناعي؟ وما درجته ووتيرته؟ وماهي نتائجه على المدى القريب والبعيد والمتوسط؟ وماهي المؤسسات التي تضطلع بمواجهة هذا الخطر؟ وما هو دور منظمات المجتمع المدني في عملية الحماية هذه؟
إن منظمات المجتمع المدني قد تعمل على تطوير وتقديم التقنيات الذكية والحلول الرقمية التي تدعم الأسر وتحسن جودة حياتها، سواء كان ذلك من خلال توفير موارد تعليمية أو صحية أو اجتماعية تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كما يمكنمنظمات المجتمع المدني أن تستخدم التكنولوجيا لتوفير الخدمات والدعم المباشر للأسر، مثل الدعم النفسي والتعليم والرعاية الصحية والمساعدة في تطوير المهارات الحياتية. كما يمكنها أيضا استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في توفير موارد تعليمية وتثقيفية للأسر، مما يعزز الوعي ويساعد في فهم أفضل لتأثيرات التكنولوجيا على الحياة الأسرية. ولكن هل للذكاء الاصطناعي تأثيرات على الإنسان كفرد وكأسرة وكمجتمع؟ وفيما إذا كان تأثيره خطرا على البشر، كيف ستكون العلاقة بين منظمات المجتمع المدني الأسرة والذكاء الاصطناعي؟؟ وكيف ستعمل منظمات المدني على حماية الأسرة من الذكاء الاصطناعي؟ وماهي انعكاسات هذه الثورة التكنولوجية على عقول البشر وعائلاتهم وأطفالهم وأسرهم ووظائفهم؟
مميزات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي
التكنولوجيا شيء مهمم جدًا في مجال التنمية و الإزدهار للبشر. الذكاء الأصطناعي هو جانب فقط من التكنولوجيا التي يكثر الكلام حولها في السنوات الأخيرة. ولأن مسألة التعامل مع التكنولوجيا أصبحت جزء من حياتنا اليومية، فموضوع الذكاء الأصطناعي لم يعد يطرح شكل هل نعتمده أم لا؟ وإنما كيف نتعامل مع أمر واقع وموجود؟ وذلك بغض النظر عن أن بعض الناس يعتبرونه ميزة كبيرة و البعض الآخر يرون أنه كارثة.
انطلاقا من هذا الأمر، لا يجب أن نشك بأن الذكاء الاصطناعي يحمل مجموعة كبيرة من الإيجابيات التي يمكن أن تؤثر على المجتمعات والأسر في كل العالم سواء كانت في العالم الإسلامي أو العالم الغربي، وهذه الإيجابيات يمكن إيجازها فيما يلي:
تحسين الرعاية الصحية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية للأسرة المسلمة، مثل تشخيص الأمراض بدقة وتوفير خدمات صحية مخصصة.
تعليم محسّن: يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير منصات التعليم الإلكتروني وتوفير فرص تعليمية متطورة للأسر المسلمة.
تطوير الاقتصاد: يمكن استخدام التحليلات الضخمة والذكاء الاصطناعي في تطوير المالية وتقديم خدمات مالية أفضل وأكثر شمولاً.
تحسين جودة الحياة: يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة بتوفير حلول تقنية ذكية للمنازل والمجتمعات.
مساحة أقل للغلط: نظرًا لأن القرارات التي يتخذها الجهاز تستند لسجلات سابقة للبيانات ومجموعة لوغرتميات تقلل فرصة حدوث أي خطأ. هذا في حد ذاته إنجاز، حيث سيصبح من الممكن حل المشكلات المعقدة التي تتطلب حسابات صعبة، مع تقليل مجال الخطأ إلى الصفر أحيانا.
إتخاذ قرارات صحيحة: الغياب التام لمشاعر الآلة يجعلها أكتر فاعلية وقدرة على إتخاذ القرارات الصحيحة بدون عاطفة أو سلطة أو وساطة وفي فترة زمنية قصيرة. وربما أفضل مثال على ذلك مسألة التوظيف واختيار الأنسب، وأيضا الرعاية الصحية بتحسين كفاءة العلاج من خلال تقليل خطر التشخيص الخطأ.
المواقف الخطرة: توظيفالذكاء الاصطناعي فيبعض المواقف التي لها علاقة مباشرة بسلامة الإنسان، من خلال استخدام الآلات مثلا أماكن يصعب فيها تواجد البشر، كدراسة قاع المحيط أو فوهات البراكين أو تفكيك القنابل الموقوتة.
العمل دون انقطاع: الآلات تعمل بشكل مستمر على عكس البشر، لا تتعب ولا تمل ولا تمرض ولا تأخذ إجازة، وهذا من المؤكد أنه يعود على البشر بفائدة انتاجية كبيرة.
والحقيقة، هناك مميزات كثيرة للذكاء الاصطناعي، هي ليست مجالنا حاليا لتعدادها، ذلك أن الخطر الذي تشكله هو ما يهمنا في الوقت الراهن، لأنه يتعلق بأطفالنا وأسرنا وثقافتنا.
أخطار وسلبيات الذكاء الاصطناعي
أما أخطار الذكاء الاصطناعي وسلبياته، فسنأتي على ذكرها من خلال ربط تأثيراتها بالأسرة والفرد في المجتمع، فالذكاء الاصطناعي قد يسبب أزمة في المعتقد والقيم الأخلاقية، حيث أدى التطور السريع وتكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى استشراف تحولات مختلفة في حياة الإنسان كديناته ومعتقده. وقد اقترنت مخاطر أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي كالمعضلات الأخلاقية الناشئة عن قرارات يتخذها الذكاء الاصطناعي، وإمكانية حدوث مفاهيم دينية مشوهة. ففي اليابان وسنغافورة يقوم روبوت بمهمة الوعظ الديني وما يبدو أنه تحسين للإيمان بفعل التقنية قادر على التطور وأيضا قادر على التطرف.
ويجادل النقاد بأن إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة بذكاء شبيه بالإنسان يمكن اعتباره محاولة من قبل البشر لتولي قوة خارقة، مما قد يمثل تحديًا للسلطة الإلهية. وإذا اتخذت أنظمة الذكاء الاصطناعي قرارات مستقلة، فمن المحتمل أن تتعارض هذه القرارات مع بعض المبادئ الدينية وحتى الأخلاقية الشائعة.
تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات والأنماط النموذجية. ومع ذلك، قد لا تتوافق هذه القرارات دائمًا مع التعاليم أو المبادئ الأخلاقية والدينية. تثير هذه المعضلة الأخلاقية أسئلة حول المسؤولية الأخلاقية عن الإجراءات والقرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الاصطناعي خاصة في السياقات الدينية.
وبالإضافة إلى منصات الدردشة والتحليل التي تقودها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهي المنصات التي سيكون لها بالغ الأثر في المستقبل، هناك تطبيقات شائعة مثل “تيك توك” و”يوتيوب” وتطبيقات كثيرة أخرى تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي تلاقي رواجا كبيرا بين المستخدمين في العالم وخاصة في الشرق الأوسط والخليج. وقد حذرت العديد من الدراسات من أن الإفراط في استخدام هذه التطبيقات قد يؤدي الى زيادة تشخيص أعراض الإصابة بانفصام الشخصية والهلوسة بين المراهقين والأطفال. كما أن معتقدات المراهقين هي المتضرر الأكبر مستقبلا من جراء زيادة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في وسائل الاتصال والترفيه والتعليم.
بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي يستخدم على سبيل المثال “تيك توك” خوارزمية توصية غير شفافة ومسببة للإدمان توقع المستخدمين المراهقين في “تيار لا نهاية له” من المحتوى الضار المتعلق بالجنس والعري والرقص و الذي يسبب عادة الانحلال الأخلاقي والانتحار والقلق والاكتئاب. كثرة استخدام المحتويات الضارة في عمر مبكر وخاصة في فترة الطفولة قد يسبب اظطرابات عقلية مزمنة وخطيرة و أمراض نفسية واجتماعية جماعية باتت تتخذ سمة الوبائية. حيث يعاني ملايين المراهقين اليوم حول العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والخليج وشمال أفريقيا من تداعيات ادمان “تيك توك” والتطبيقات المماثلة.
الأسرة والتحديات الأخلاقية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي
للذكاء الاصطناعي العديد من السلبيات يؤثر من خلالها على أنماط الحياة الأسرية في المجتمعات الإسلامية، حيث تتعرض الأسر المسلمة لعدة تحديات أخلاقية واجتماعية ناجمة عن تقدم التكنولوجيا واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
هذه بعض التحديات المحتملة:
التمييز الاجتماعي والديني وانحياز التكنولوجيا: بعض التطبيقات أو الأدوات ذات انحياز ثقافي أو ديني يتعارض مع القيم الإسلامية ومعتقدات الأسر المسلمة.فقد تُظهر تقنيات الذكاء الاصطناعي انحيازًا مقصودا أو غير مقصود يؤثر على الأسر المسلمة، سواء في سوق العمل أو التقديم للخدمات.
انتهاك الخصوصية: تثير بعض التقنيات مخاوف كبيرة بشأن حماية الخصوصية واستخدام البيانات الشخصية بشكل غير مرغوب.تقنيات الذكاء الاصطناعي تستخدم كميات كبيرة من البيانات، مما يثير قضايا الخصوصية والأمان الشخصي للأسر المسلمة المعروفة بأنها أسر محافظة وفقا لتعاليم الدين الإسلامي.
تضارب الثقافات والقيم: بعض التطبيقات أو الخدمات المستعملة في وسائل الذكاء الاصطناعي تتعارض تماما مع القيم والتقاليد الدينية للأسر المسلمة، وهي بالتالي تدعو للانسلاخ عن التعاليم الدينية للمجتمع المسلم. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تغيير في القيم والثقافة العائلية السائدة في بعض المجتمعات الإسلامية، مما يسبب صداما ثقافيا.وقد يؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى تأثيرات اجتماعية وثقافية سلبية، مثل الانفصال الاجتماعي وضعف التواصل العائلي وغيرها.
تأثير التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية: الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يؤدي إلى فقدان بعض جوانب التواصل البشري والتلاحم الأسري الذي تتميز به الأسر المسلمة مقارنة بمجتمعات أخرى. وهو ما يقلل من جودة العلاقات الأسرية. أجهزة مثل المساعدين الشخصيين الصوتية (أمازون إكس أو غوغل هوم) تؤثر على طريقة التفاعل داخل المنزل وطريقة تواصل الأسرة. بالإضافة إلى تأثير الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة الفورية على الاتصال الأسري وطرق التفاعل بين أفراد الأسرة.
وسائل التواصل والترفيه وأنماط الاستهلاك: يؤثر الذكاء الاصطناعي في نمط التفاعل الاجتماعي ووسائل الترفيه، مما يمكن أن يؤثر على الوقت الذي يقضيه الأفراد مع أسرهم. الذكاء الاصطناعي يؤثر على تقديم المحتوى الترفيهي والثقافي عبر منصات البث والمحتوى الرقمي. كما أن توفير التوصيات الذكية للمشتريات والتسوق عبر الإنترنت يغير من أنماط الاستهلاك العائلي بصورة كبيرة.
المنازل الذكية والأجهزة الذكية: تقدم التقنيات الذكية والأجهزة المنزلية الذكية وسائل متطورة لإدارة المنزل والوقت، لكن هذا الأمر قد تكون له نتائج سلبية، لأنه يؤثر على طريقة تفاعل الأسرة مع بيئتها المنزلية.
تأثير التكنولوجيا على التربية والتعليم: تواجه الأسرة تحديات كبيرة في مجال تربية الأبناء بسبب الاستخدام المفرط وغير الصحيح للتكنولوجيا، وهذا ما من شأنه أن يؤثر على الأجيال. كما أن منصات التعلم عبر الإنترنت والتطبيقات التعليمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تؤثر بشكل ملفت ومباشر على تطور مهارات أفراد الأسرة. بل أن توفير النصائح والإرشادات الشخصية بناءً على تحليلات الذكاء الاصطناعي يؤثر على تطور الأفراد داخل الأسرة وعلى وجودهم من الأصل.
مسائل أخلاقية في استخدام التكنولوجيا: تطرح التقنيات الحديثة مسائل أخلاقية تتعلق بالتعلم الآلي واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات المختلفة.
فقدان بعض الوظائف: قد يتسبب تقدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في فقدان بعض الوظائف التقليدية المعروفة في المجتمعات الإسلامية، مما قد يؤثر على دخل العائلات.
التمييز والعدالة:يمكن أن يؤدي استخدام البيانات التاريخية المحملة بالتمييز إلى تعزيز التمييز الاجتماعي أو العرقي أو الجنسي أو الطبقي. كما يمكن أن يزيد الذكاء الاصطناعي من الفجوات الاجتماعية بين الطبقات والثقافات.
اللياقة البدنية وتقنيات الرعاية الصحية: استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية المنزلية يؤثر على كيفية إدارة الأمور الصحية داخل الأسرة. بل أن تقنيات مراقبة اللياقة البدنية والصحة التي تنتجها التكنولوجيا ويبثها الذكاء الاصطناعي تغير بشكل تام طرق العناية بالصحة داخل الأسرة.
كل هذا الكم من الأخطار والتحديات والتأثيرات تمثل مجرد جزء صغير من التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية والدينية والاقتصادية المحتملة للذكاء الاصطناعي، وهي قضايا تحتاج إلى النقاش المستمر وإطار أخلاقي واضح لتوجيه استخدامات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. إذ يبدو تأثير الذكاء الاصطناعي سلبيا على أنماط الحياة الأسرية في المجتمعات الإسلامية كبير للغاية. لكن يجب أن نعترف، أن هذه التأثيرات تظهر كنتيجة لاستخدامات التكنولوجيا الغير متوازنة أو الغير مدروسة، ولكنها يمكن أن تُعالج وتُحدد من خلال التوعية والتحكم الفعال في استخدامات التكنولوجيا للحفاظ على قيم وروحية الأسرة في المجتمعات الإسلامية.
إن إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي تعتمد أساسا على كيفية استخدام التكنولوجيا والوسائل المتحة لهذا النوع من الذكاء. من المهم أن تتبنى الأسر المسلمة استخدامات متوازنة للتكنولوجيا التي تدعم قيمها وتحافظ على توازنها الاجتماعي والثقافي والديني.
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على أنماط الحياة الأسرية في المجتمعات الإسلامية يعكس في الحقيقة التأثير الشامل للتكنولوجيا على العائلة والمجتمع بشكل عام. ولكن، بحكم أن المجتمعات الإسلامية لها خصوصية معينة، فإن التأثير يكون أعمق وأشد.
يحدث هذا في الوقت الذي تستمر فيه هذه التحديات في التطور مع التطور المستمر للتكنولوجيا واستخدامات الذكاء الاصطناعي. وبالتالي من المهم أن تُولى الأسر المسلمة اهتمامًا بتوازن استخدام التكنولوجيا مع الحفاظ على القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية التي تعكس هويتها وتقاليدها.
دور المجتمع المدني في حماية الأسرة من خطر الذكاء الاصطناعي
هناك عدة برامج ومبادرات ونشاطات يمكن من خلالها تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في حماية الأسرة في ظل تطور وتأثير الذكاء الاصطناعي، حيث تتعدد الطرق التي يمكن بها أن تتفاعل منظمات المجتمع المدني مع الأسر والذكاء الاصطناعي، وهذه العلاقة تعكس الجهود المشتركة لدعم وتحسين حياة الأسر واستخدام التكنولوجيا بشكل يخدم مصلحتها.
إن تعزيز دور منظمات المجتمع المدني يتطلب التركيز على التثقيف والرصد والتدخل الفعّال لحماية الأسرة من تأثيرات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ويبدو هامش حركة منظمات المجتمع المدني في هذا المجال واسع للغاية، بحكم التنوع الذي تتميز به هذه المنظمات، فهي منظمات ثقافية وعلمية وقانونية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية وتقنية وغيرها..
كيف يمكن تعزيز دور منظمات المجتمع المدني لحماية الأسرة من الذكاء الاصطناعي؟
فيما يلي هذه أهم الطرق والنشاطات التي يمكن لمنظمات المجتمع المدني القيام بها لحماية الأسرة من مخاطر وسلبيات الذكاء الاصطناعي:
التشجيع على الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا
إن العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والأسرة والذكاء الاصطناعي أصبعت علاقة معقدة ومفروضة، وعلى منظمات المجتمع المدني أن تلعب دورها المنوط بها، والمتمثل في توعية الأسر حول استخدامات التكنولوجيا الذكية بشكل آمن ومسؤول، وتشجيعهم على الاستفادة من فوائد التكنولوجيا مع الحفاظ على الخصوصية والأمان.
الضغط من أجل تشريعات وسياسات صديقة للأسر
يمكن أن تعمل منظمات المجتمع المدني على تشجيع وتأثير القرارات السياسية والتشريعات لتوفير بيئة تكنولوجية تحمي الأسر المحدقة بها، وتدعم استخدامات التكنولوجيا الذكية بشكل إيجابي، من خلال المشاركة في صياغة التشريعات والسياسات العامة التي تحدد استخدامات الذكاء الاصطناعي وتحمي حقوق وسلامة الأسرة. أو من خلال تطوير التشريعات الحكومية ومراجعتها وتكييفها والعمل على وضع أطر تنظم استخدامات الذكاء الاصطناعي لحماية الأسرة من الآثار السلبية المحتملة.
التثقيف والتوعية والدعم النفسي والاجتماعي
على منظمات المجتمع المدني أن تعمل على تقديم برامج تثقيفية وورش عمل لأفراد الأسرة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي وطرق الحماية والاستفادة الأمثل من التكنولوجيا في الحياة اليومية. كما يتعين على منظمات المجتمع المدني تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر لفهم ومواجهة التحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي.
في إطار توصيف العلاقة بين المجتمع المدني الأسرة والذكاء الاصطناعي، يبدو أن على منظمات المجتمع المدني القيام بمبادرات تعليمية وتوعوية وإنشاء برامج ودورات لتوعية الطلاب والأسر بشأن الذكاء الاصطناعي وتعزيز فهمهم لهذا المجال وكشف آثاره السلبية على الأسرة.
البحث وتوفير المعرفة والموارد التعليمية
دعم الأبحاث والدراسات حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الأسرة وتوفير المعرفة والتوصيات الضرورية للحماية، وكذا توفير الموارد التعليمية في صورة مواقع إلكترونية ومواد رقمية عبر الإنترنت لمساعدة الأسر في فهم وتدبير الذكاء الاصطناعي بشكل آمن. تقديم المعرفة والدعم الضروري للأسر يحمي هذه الأسر ويعزز فهمهم للذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل إيجابي وآمن. على مراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية تنفيذ دراسات وبحوث وتقارير حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الأسرة وتوفير التوصيات اللازمة.
تنمية التطبيقات الآمنة والتقنيات وتطوير الحلول الابتكارية
من شأن الشركات التكنولوجية القيام بمبادرات لتطوير تطبيقات وأدوات تحمي الخصوصية وتعزز الأمان للاستخدام العائلي للتكنولوجيا. كما على الجهات المختصة والمعنية دعم وتمويل المشاريع والمبادرات التكنولوجية التي تهدف إلى تطوير أدوات وحلول تحمي الأسرة من تأثيرات الذكاء الاصطناعي.
توفير الدعم القانوني والاستشاري
تقديم الدعم القانوني والاستشارات للأسر حول حقوقهم فيما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي والخصوصية.
المراقبة والإشراف
رصد ومراقبة استخدامات الذكاء الاصطناعي والتدخل في الحالات التي تؤثر سلباً على الأسرة، مع التعاون مع الجهات ذات الصلة.
التعاون وتعزيز الشراكات والحوار
على منظمات المجتمع المدني العمل على بناء شراكات مع القطاع الخاص والحكومي والمؤسسات الأكاديمية لتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز جهود حماية الأسرة. خاصة من خلال المنتديات والندوات العامة وتنظيم فعاليات ومناقشات لتعزيز الحوار وتشجيع التعاون لحماية الأسرة. بإمكان منظمات المجتمع المدني التواصل والتعاون مع الشركات والصناعات لتطوير سياسات وأدوات تحمي الأسرة من تأثيرات الذكاء الاصطناعي. مثل هذه المبادرات تعتبر جزءًا من الجهود المستمرة لفهم التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي وضمان استخدامه بشكل يحافظ على سلامة ورفاهية الأسرة.
كيف نحمي أطفالنا من خطر الذكاء الاصطناعي؟
لا شك أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لخطر الذكاء الاصطناعي من غيرهم، ويصبح هذا الأمر مخيفا عندما تتوقع مؤسسة عالمية مختصة مثل مايكروسوفت أنه بحلول أواخر عام 2024، ستصبح روبوتات الدردشة “مُعلمًا جيدًا مثل أي إنسان على الإطلاق” في موضوعات مثل القراءة والكتابة. فكيف ستكون طريقة تعليم أطفالنا؟ وما مصير المعلم “التقليدي”؟ هل سنتخلى عن المعلمين والمدراء والمدارس مادام لكل طفل معلم خاص به، هو عبارة عن روبوت؟ ماذا عن تعليم الأطفال الأخلاق والدين والمعاملة؟ ماذا عن عاطفة الطفل؟ خاصة في ظل الجهل التام بماهية وطبيعة المخزون الثقافي أو المعلوماتي الذي يحمله هذا المعلم الجديد (الروبوت)؟
في مسار ضبط العلاقة بين منظمات المجتمع المدني الأسرة والذكاء الاصطناعي، من الواضح أن الأسرة بمفهومها التقليدي ستعاني كثيرا في السنوات المقبلة، على الرغم من أن خبراء يحثون على توخي الحذر بشأن المخاطر المحتملة لتعريض الأطفال لتكنولوجيا غير مثبتة دون التفكير في كيفية تأثيرها على نموهم النفسي والمعرفي. في المرحلة المقبلة سيكون السؤال الذي لا مفر منه: كيف نحمي أطفالنا من الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بتربيتهم؟
أخصائية علم نفس الأطفال ومؤلفة كتاب “How Toddlers Thrive” الدكتورة الأمريكية توفاه كلاين، تقول أن الأطفال في سن الابتدائية وما قبل المدرسة بحاجة إلى مشاركة الكبار بحال استخدام عالم رقمي قد يحتوي على المزيد من المعلومات غير الدقيقة، وكشفت أن السماح لأطفالك باسخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يعد فكرة سيئة، وأنه حتى بدون القلق من المعلومات الخاطئة، لا يزال يتعين على الأولياء الإشراف التام على الاستخدام للذكاء الاصطناعي من قبل الأطفال.
وفي ظل عدم وجود أي توصيات بإبعاد الذكاء الاصطناعي عن الأطفال تماما، وكأن الأمر حتمي ولا يمكن تجاوزه أو اختيار بديلا عنه، تحاول العديد من المؤسسات التربوية ومنظمات ناشطة في المجتمعات المدنية التكفل بمجرد النصح كطرق للاستعداد للتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي كواقع مفروض، ومن هذه النصائح ما يلي:
- أولا وقبل أي شيء، يجب ترسيخ فكرة في ذهنية الطفل بأنه يتعامل مع آلة.
- يجب الانتباه للاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي، فكلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال مع الذكاء الاصطناعي، قل الوقت الذي يقضونه مع البشر.
- لا تدع أدوات الذكاء الاصطناعي تكون مصدر المعلومات الوحيد.
- التأكد من أن الإنسان يمكنه مساعدة الأطفال في التحدث عن كيفية وصولهم إلى إجابة.
- يجب مساعدتهم على فهمها تماما، حتى لا يفوتهم التطور المعرفي المهم.
- مراقبة مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، تماما كما نفعل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
إن انتشار التكنولوجيا والوصول إليها أصبح أمر سهلا للغاية، بغض النظر عن طبيعة هذه التكنولوجيا، لكن قد يكون هناك تحديات في بعض المجتمعات الإسلامية بسبب الفوارق الاقتصادية والتقنية في الوصول إلى التكنولوجيا.
المعضلة الرئيسية في مسألة التعامل مع التكنولوجيا هي في طبيعة التوازن بين الاستخدام الإيجابي والسلبي، فمن المهم العثور على التوازن بين استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي والحفاظ على التقاليد والقيم الأسرية في المجتمعات الإسلامية.
لا شك بأن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصا كبيرة لتحسين حياة الأسر المسلمة، ولكن يتطلب ذلك أيضًا الحذر والتفكير العميق في كيفية استخدامه بشكل يحافظ على القيم والمبادئ الثقافية والدينية لتلك الأسر. لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال تشجيع سلوكيات استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي وأخلاقي.
إن تحقيق هذه التوصيات يتطلب جهودا متعددة الأطراف وتعاونا فعالا بين المؤسسات والحكومات والمجتمعات المدنية للحفاظ على سلامة ورفاهية الأسر في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي.
ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي
في إطار الجهود الرامية إلى مواجهة أخطار الذكاء الاصطناعي، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في منصف شهر سبتمبر 2023 المرحلة الأولى لإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي، بهدف وضع نصوص تقدم نظرة مستقبلية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتساهم في تعزيز توظيف التكنولوجيا الحديثة في إطار احترام الأخلاقيات الإنسانية.
الاتفاق العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وضمن نفس الجهود، اعتمدت جميع الدول الأعضاء (193 دولة) في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) نصا تاريخيا بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي يحدد القيم والمبادئ المشتركة اللازمة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بصورة سليمة.
وأوضحت يونسكو في بيان لها “أننا نرى مجموعة من التحديات مثل تفاقم التحيز الجنساني والإثني، وتعرض الخصوصية والكرامة والأهلية لتهديدات جدية، وبروز خطر المراقبة الجماعية، وزيادة استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي غير الموثوق بها في مجال إنفاذ القانون. ولم يكن يوجد حتى الآن معايير عالمية تتصدَّى لهذه المسائل.” وحذرت المنظمة الأممية من أن التكنولوجيا “تولد تحديات غير مسبوقة”.
بالنظر إلى خطورة الذكاء الاصطناعي الشاملة على كل كوكب الأرض، لا يمكن الجزم أن العالم الإسلامي وحده المتضرر من هذا “الوباء التكنولوجي”، ولكنه قد يكون أكثر تضررا. لكن على العموم، يحتاج العالم بأسره إلى وضع قواعد للذكاء الاصطناعي تعود بالنفع على البشرية، من خلال تطوير مزاياه، مع تقليل المخاطر التي ينطوي عليها.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي يعيش مع عائلاتنا وأسرنا ويتغلغل في العديد من عاداتنا اليومية، لكن للذكاء الاصطناعي نتائج بارزة في التخصصات البالغة الدقة مثل الكشف عن أمراض السرطان وتهيئة بيئات تلائم الأشخاص ذوي الإعاقة، كما يساهم في حل مشكلات عالمية مثل تغير المناخ والجوع.
توصيات دولية لتشديد الحماية من الذكاء الاصطناعي
في الوقت الذي يزداد فيه الذكاء الاصطناعي تعقيدا وانتشارا، تزداد الأصوات التي تحذر من المخاطر المحتملة لهذا الذكاء الاصطناعي. يقول عالم الفيزياء ستيفن هوكينج: “إن تطور الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري”. بدوره يقول إيلون ماسك مؤسس شركة Tesla وSpaceX : “الذكاء الاصطناعي يخيفني بشدة”. ويقول جيفري هينتون، المعروف في الوسط التكنولوجي بـ “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” وهو باحث متقاعد في Google: “إن التكنولوجيا تتطور بمعدل مخيف و لا ينبغي أن تتوسع بما يتجاوز قدرتنا على السيطرة عليها”.
وفي أواخر شهر مارس من هذه السنة، وقعت مجموعة تضم أكثر من 1000 من قادة التكنولوجيا والباحثين وغيرهم من الخبراء العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي رسالة مفتوحة تحذر من تقنيات الذكاء الاصطناعي لما تحمله من “مخاطر جسيمة على المجتمع والإنسانية”. إلى جانب ذلك حذّرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السابقة ميشيل باشليت في سبتمبر 2021، من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تحمل “آثاراً سلبية كارثية إذا تم استخدامها دون أي اهتمام لكيفية تأثيرها على حقوق الإنسان”. بل أن البرلمان الأوروبي توصل إلى نتيجة هامة اعتمد من خلالها حظرا لتكنولوجيا التعرف على الوجه، لما فيها من انتهاك لحقوق الإنسان.
إن في تحرك هؤلاء الأشخاص والخبراء والمؤسسات وكذا منظمات عالمية مثل “اليونسكو” و “الإيسيسكو “، وكذلك منظمات المجتمع المدني في كل دولة من دول العالم..سعى من جهة إلى الاستفادة من المزايا التي يقدِّمها الذكاء الاصطناعي إلى المجتمع، وفي نفس الوقت الحدِّ من المخاطر المترتبة على استخدامه. وتقع توصيات هذه المؤسسات والمنظمات في مجال يكفل قيام التحولات الرقمية بتعزيز حقوق الإنسان والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتصدي لمسائل تتعلق بحماية الأسرة وسيادة القانون وبالشفافية والمساءلة والخصوصية، و ذلك بوضع سياسات عملية المنحى بشأن إدارة البيانات والتعليم والثقافة ووالأخلاق والعمل والرعاية الصحية والاقتصاد. وغيرها.
وعلى غرار العديد من منظمات المجتمع المدني، شددت “يونسكو” على جملة من التوصيات لحماية المجتمع من خطر الذكاء الاصطناعي:
1– حماية البيانات
دعت إلى عمل يتجاوز ما تقوم به الحكومات والشركات لضمان المزيد من الحماية للأفراد والأسر، من خلال تأمين الشفافية والأهلية والمراقبة في التعامل مع بياناتهم. وهي تنصُّ على أنَّه ينبغي أن يتمكَّن الأفراد من الحصول على سجلات بياناتهم الشخصية أو حتى حذفها. كما تتضمَّن إجراءات لحماية بيانات الأفراد ومعارفهم، وحقهم في التحكم ببياناتهم.
2– حظر وضع العلامات الاجتماعية وإجراء عمليات المراقبة الجماعية
تنص التوصية صراحة على حظر استخدام نظم الذكاء الاصطناعي لأغراض وضع العلامات الاجتماعية أو إجراء عمليات مراقبة جماعية. وتكتسي هذه الأنواع من التقنيات طابعاً شديد التوسع، إذ تنتهك حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتستخدم على نطاق واسع. وتشدد التوصية على أنّه ينبغي على الدول الأعضاء، عند إعداد الأطر التنظيمية، مراعاة وجوب اقتصار تحمّل المسؤولية النهائية والخضوع إلى المساءلة على البشر، وأنّه لا ينبغي منح تقنيات الذكاء الاصطناعي بحدّ ذاتها شخصية معنوية.
3– المساعدة في عمليات الرصد والتقييم
تحدد التوصية أيضاً الأساس لوضع الأدوات التي ستساعد في إنفاذها. ويتمثل الهدف من تقييم العواقب الأخلاقية في مساعدة البلدان والشركات في إعداد نظم الذكاء الاصطناعي ونشرها بغية تقييم تأثير هذه النظم في الأفراد والمجتمع والبيئة.
4– حماية البيئة
وتؤكد التوصية أنّه يجب على الجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي تفضيل اختيار وسائل الذكاء الاصطناعي التي تتسم بالكفاءة في استخدام البيانات والطاقة والموارد، كي تسهم هذه الوسائل في ضمان توطيد دور الذكاء الاصطناعي البارز باعتباره إحدى أدوات التصدي لتغير المناخ ومعالجة القضايا البيئية.
عشر مبادئ أساسية لوثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
الحقيقة أن الوثيقة التي أعدتها اليونسكو وثيقة تقنينية عالمية هي الأولى من نوعها في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والركيزة الأساسية لهذه الوثيقة هي الذود عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، استناداً إلى النهوض بالمبادئ الأساسية المتمثلة في الشفافية والإنصاف مع التذكير الدائم بضرورة الإشراف البشري على نظم الذكاء الاصطناعي.
وتمتاز هذه التوصية بقابلية استثنائية للتنفيذ نظراً إلى مجالات عملها الواسعة، التي تتيح لصناع القرار ترجمة القيم والمبادئ الأساسية إلى أفعال مع احترام حوكمة البيانات والبيئة والنوع الاجتماعي والتربية والثقافة والعادات والتقليد والأخلاق والبحوث والصحة والرفاه الاجتماعي، وغيرها الكثير من مختلف مناحي الحياة.
وهي أي الوثيقة تصب في أربع قيم أساسية:
تتمحور الاتفاقية حول أربع قيم أساسية تُرسي الأسس لنظم الذكاء الاصطناعي التي تصب في خير البشرية والأفراد والأسر والمجتمعات والبيئة:
- احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والكرامة الإنسانية، وحمايتها، وتعزيزها.
- العيش في مجتمعات سلمية وعادلة ومترابطة.
- ضمان التنوع والشمولية
- ازدهار البيئة والنظم البيئية
وثمّة عشرة مبادئ أساسية لإرساء أسس نهج قوامه حقوق الإنسان إزاء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي:
1– التناسب وعدم إلحاق الأذى
يجب ألا يتجاوز استخدام نظم الذكاء الاصطناعي حدود ما هو ضروري لتحقيق غايات مشروعة. ولا بدَّ من تقييم المخاطر للحيلولة دون إلحاق أضرار من جرّاء هذه الاستخدامات.
2– السلامة والأمن
لا بدَّ من الحيلولة دون تكبّد الأضرار غير المرغوبة (مخاطر السلامة) وتقويض مواطن الضعف إزاء الهجمات (مخاطر أمنية)، ومعالجتها من قبل الجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي.
3– الحق في الخصوصية وحماية البيانات
يجب حماية الخصوصية وتوطيدها من خلال دورة حياة نظم الذكاء الاصطناعي. ولا بدَّ من وضع أطر ملائمة لحماية البيانات.
4– الجهات المعنية المتعددة، والحوكمة والتعاون القادران على التكيف
يجب احترام القانون الدولي والسيادة الوطنية خلال استخدام البيانات، ولا بدَّ من إشراك مختلف الجهات المعنية لاتباع نهوج شاملة إزاء حوكمة نظم الذكاء الاصطناعي.
5– المسؤولية والمساءلة
يجب أن تكون نظم الذكاء الاصطناعي قابلة للمراجعة ومتفق عليها. ولا بدّ من وجود إشراف وتقييم الآثار وتنفيذ آليات غايتها بذل العناية الواجبة والمراجعة والتدقيق، وذلك لتجنب التعارض مع حقوق الإنسان والمخاطر التي تهدد الأفراد والأسر ئفي مجالات عدة.
6– الشفافية والقابلية للشرح
يعتمد نشر نظم الذكاء الاصطناعي بطريقة تتسم بالالتزام الأخلاقي على الشفافية والقابلية للشرح. ولا بدّ من تكييف درجة الشفافية والقابلية للقياس استناداً إلى السياق، إذ قد تنشب أوضاع متوترة بين الشفافية والقابلية للقياس، من جهة، وغيرها من مبادئ الخصوصية والأمن والسلامة من جهة أخرى.
7– الرقابة البشرية والحزم
ينبغي للدول الأعضاء ضمان ألا تحل نظم الذكاء الاصطناعي مكان المسؤولية والمساءلة البشرية المطلقة.
8– الاستدامة
يجب تقييم تقنيات الذكاء الاصطناعي استناداً إلى آثارها على “الاستدامة” وفهمها كطيف من الأهداف المتغيرة باستمرار، بما في ذلك أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
9– الوعي ومحو الأمية
يجب تعزيز فهم الجمهور للذكاء الاصطناعي والبيانات من خلال التعليم المفتوح والمتاح للجميع، والمشاركة المدنية، والمهارات الرقمية، والتدريب في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية.
10– الإنصاف وعدم التمييز
ينبغي للجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي تعزيز العدالة الاجتماعية، والإنصاف وعدم التمييز، واتباع نهج شامل لضمان أن تعم فوائد الذكاء الاصطناعي على الجميع.
خاتمة
في الأخير، لا يجب أن نطرح السؤال التقليدي المعروف: هل الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟ فبقدر ما للذكاء الاصطناعي من فوائد في الارتقاء بمستوى حياة البشر، فإن له بالمثل مضار ومخاطر جمّة إذا لم يُحسن استخدامه، ومن ثمّ لا بد من وضع لوائح وضوابط لكبح جماحه لتجنب وقوع كارثة بسببه.
فعلى منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والحكومات أن تعمل على سن لوائح وقوانين كفيلة بضمان تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لاستخدامها بمسؤولية، بصورة لا تسبب أي نمط من أنماط الضرر سواء للفرد أو للمجتمع. وبالتالي على هذه الجهات أن تمنع من أن تصبح أخطر أنظمة الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع على نطاق واسع، بحيث لا يمكن التحكم فيها فيما بعد.
على هذه المؤسسات استغلال الوقت لتحصين الأسرة والمجتمع ضد مخاطر الذكاء الاصطناعي العديدة، إذ يتعين عليها توظيف مجموعة واسعة من إجراءات الحماية، ومد يد العون للعلماء وذلك بالكشف عن اختراق المختبرات والحد منها، وتطوير أدوات الأمن السيبراني التي تجعل البنيات التحتية الحساسة تحت الإدارة المناسبة.
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.