اختبار انتخابي محلي هام لليمين المتطرف بعد مظاهرات واسعة ضده
في خضم موجة معارضة ضده غير مسبوقة تنعكس كمظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد، يخوض اليمين الألماني المتطرف اختبارا انتخابيا مهما الأحد لترسيخ نتائج استطلاعات الرأي المؤيدة له. ويزداد عدد المطالبين بقطع التمويل الرسمي عن “حزب البديل من أجل ألمانيا” خصوصا وأن الحزب بات مراقبا من أجهزة الاستخبارات.
نشرت في:
4 دقائق
يدخل اليمين المتطرف في ألمانيا اختبارا انتخابيا الأحد في وقت يواجه موجة معارضة غير مسبوقة تنعكس كمظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد.
ويأمل حزب “البديل من أجل ألمانيا” خلال هذه الانتخابات المحلية الفوز برئاسة منطقة زاليه-أورلا في مقاطعة تورينغن في شرق ألمانيا. وحصل مرشحه أوفيه ترومه على 45,7 % من الأصوات في الدورة الأولى أمام المرشح المسيحي الديمقراطي الذي حقق نسبة 33 %.
وسيتجاوز صدى النتيجة المستوى المحلي لأن الحركة تواجه تعبئة واسعة النطاق من المجتمع المدني الألماني منذ أسبوعين تقريبا.
ونزل السبت عشرات آلاف الأشخاص إلى الشارع للتنديد ببروز هذا الحزب والخطر الذي يمثله على النظام الديمقراطي. في دوسلدورف في غرب ألمانيا أحصت الشرطة مشاركة مئة ألف متظاهر، و25 ألفا في أوسنابروك شمالا.
تقام هذه التجمعات منذ كشفت وسائل إعلام معلومات أحدثت زلزالا في ألمانيا ومفادها أن أعضاء في حزب “البديل من أجل ألمانيا” ناقشوا نهاية العام الماضي خطة تشمل عمليات طرد جماعية لأجانب و”مواطنين لم يندمجوا” في المجتمع.
وفيما يستمر الحزب المناهض للهجرة وللنظام القائم في التقدم في نوايا التصويت منذ أشهر، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “إنسا” بعد التظاهرات الأولى المناهضة للحزب، أن النسبة تراجعت من 23 % إلى 21,5 %.
مظاهرات مؤثرة
واعتبر مدير “إنسا” هيرمان بينكيرت في صحيفة “بيلد” أن المظاهرات “لها تأثير”. لكن يبقى معرفة إن كان هذا التراجع سيتبلور في صناديق الاقتراع الأحد، إذ إن الانتخابات تقام في معاقل لحزب البديل من أجل ألمانيا. ويسجل الحزب عادة نتائج أفضل في مناطق شرق ألمانيا مثل تورينغن.
ويركب حزب “البديل من أجل ألمانيا” موجة يغذيها ارتفاع عدد المهاجرين وعدم شعبية حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس الحاكم منذ كانون الأول/ديسمبر 2021.
ويتولى هذا الحزب إدارة منطقة في ألمانيا منذ فوزه في حزيران/يونيو في سنوبرغ في مقاطعة تورينغن.
عدد متزايد من المنخرطين وشولتز يحذر من “العفريت”
وذكرت صحيفة “فرانكفورتر ألغمانييه تسايتونغ” أن 130 إلى 150 عضوا جديدا ينضمون يوميا إلى الحزب اليميني المتطرف الذي قد ينتقل عدد المنتسبين إليه من 40 إلى 50 ألفا بحلول نهاية السنة الحالية.
وقال أولاف شولتز لصحيفة “دي تسايت” خلال الأسبوع الراهن “يجب أن نعترف أن العفريت خرج من القمقم” فيما كان يسعى حتى الآن إلى التقليل من الحجم المتنامي لهذا الحزب.
وتحذر الأوساط الاقتصادية من المخاطر المرتبطة بانتشار نظريات حزب “البديل من أجل ألمانيا” مشددة على أنها بحاجة إلى يد عاملة أجنبية ومبادلات تجارية دولية. وأكد الحزب قبل فترة قصيرة أنه يريد طرح استفتاء حول خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال سيغفريد روسفورم رئيس اتحاد الصناعات الألمانية “يجب على الناخبين أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: هل يريدون العيش في بلد تناقش فيه كل هذه المسائل”.
ويقدر بيتر أدريان رئيس غرفة التجارة والصناعة في ألمانيا “لن يأتي الناس إلى بلدنا إلا إذا شعروا بالراحة فيه وهكذا يمكننا استقطابهم بشكل دائم”.
في ظل هذه الأجواء، يزداد عدد المطالبين بقطع التمويل الرسمي عن حزب البديل من أجل ألمانيا خصوصا وأن الحزب بات مراقبا من أجهزة الاستخبارات. فقد وضعت فروعه المحلية في تورينغن وساكسن انهالت تحت المراقبة بسبب مواقف اعتبرت راديكالية جدا.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.