بعد اتهامات جديدة بعلاقته بروسيا… حزب التجمع الوطني بفرنسا ينفي ما جاء في تحقيق “واشنطن بوست”
نفى حزب التجمع الوطني في فرنسا الثلاثاء أي علاقة له مع دائرة الحكم بروسيا عقب تحقيق نشرته جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية العريقة نهاية 2023، كشفت فيه الاستراتيجية التي اتبعها الكرملين لإقناع مسؤولين في الحزب اليميني المتطرف باستخدام عبارات ومصطلحات موالية لروسيا في الإعلام الفرنسي، وأخرى متعلقة بملف الحرب في أوكرانيا.
نشرت في:
5 دقائق
نشر موقع “هافينغتون بوست” باللغة الفرنسية نقلا عن تحقيق أجرته ونشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية العريقة في 30 ديسمبر/كانون الأول 2023 كشفت فيه الاستراتيجيات والخطط التي استخدمها النظام الروسي من أجل إضعاف الدعم الذي تقدمه فرنسا لأوكرانيا.
وكتب موقع “هافينغتون بوست” نقلا عن الجريدة الأمريكية أن “الاستراتيجية الروسية الهادفة إلى التدخل في شؤون فرنسا يديرها سيرغي كريناكو، النائب الأول في مكتب الرئيس فلاديمير بوتين”.
وأضاف أن الخطة تكمن في “النشر عبر مصادر مجهولة الهوية تحليلات جيوسياسية تقوم بعد ذلك بعض قيادات حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) بمن فيهم مارين لوبان، رئيسة الكتلة البرلمانية لنفس الحزب، باستخدامها أو التطرق إليها في لقاءات صحفية أو خلال حوارات”.
شركة لصناعة “الحسابات المزيفة”
هذه التحليلات والعبارات معروفة لدى متتبعي الحرب في أوكرانيا. فبعضها تهدف إلى إقناع الرأي العام الفرنسي بأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو تضر في الحقيقة فرنسا أكثر من روسيا.
فيما تحليلات أخرى تريد أن تبين أن تقديم الأسلحة لكييف يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة أو أن ليس على الفرنسيين تمويل حرب يقوم بها آخرون.
اقرأ أيضافرنسا: مارين لوبان تدافع عن نفسها أمام لجنة تحقيق برلمانية بشأن قرض روسي
وحسب الجريدة الأمريكية، غالبا ما يستخدم مسؤولون في حزب التجمع الوطني المتطرف هذه “الحجج” في تحليلاتهم، بمن فيهم مارين لوبان، مشيرا إلى أنه لبلوغ هذه الأهداف، قامت روسيا بفتح عدة حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي لفرنسيين لنشر دعاياتهم على هذه المواقع.
وأضافت أن هذه الحسابات تنشط بقوة. فعلى سبيل المثال، كتبت يومية واشنطن بوست أن “من بين 30 بالمئة من التعليقات التي نشرت خلال أعمال العنف التي وقعت في شهر يونيو/تموز 2023 بنانتير بالضاحية الباريسية إثر مقتل الشاب نائل، 24.2 بالمئة منها كانت تتضمن تعليقات موالية ومساندة لروسيا”، منوهة في نفس الوقت أن غالبية الذين أنشأوا حسابات مزيفة يبينون أنفسهم على أنهم مساندين لمارين لوبان أو لإيريك زمور”.
“التصويت لصالح لوبان أو بارديلا يعني التصويت لصالح بوتين”
من جهته، سارع حزب “النهضة” الموالي للتحالف الرئاسي إلى نشر تغريدات على موقع إيكس (تويتر سابقا) لإظهار مدى تطابق العبارات والكلمات التي تستخدمها مارين لوبان في تحليلاتها في الإعلام مع تلك التي يستخدمها الكرملين”.
وقال النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية ستيفان فوجيتا التابع لحزب “النهضة” الموالي لماكرون “مقال واشنطن بوست حول محاولات روسيا التدخل في الشؤون الفرنسية وتواطؤ معسكر لوبان مع هذا الواقع، هو من بين إحدى النتائج التي توصل إليها التحقيق الذي قمنا به نحن في هذا الموضوع”.
مضيفا “التصويت لصالح جوردان بارديلا أو مارين لوبان يعني التصويت لصالح بوتين”.
اقرأ أيضاما الذي يربط بين روسيا وحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا؟
وجدير بالذكر أن الجمعية الوطنية قد وصفت حزب التجمع الوطني في أحد تقاريرها على أنه “همزة وصل” في فرنسا لخطاب الكرملين.
أما المتحدثة باسم الحزب الاشتراكي كلوييه ريدال فاعتبرت أن “حزب بارديلا يهدد أمن بلادنا”. نفس الشيء تقريبا صرحت به النائبة في البرلمان الأوروبي باسم حزب الخضر كريمة كيلي والتي قالت “الأخبار المزيفة التي يبثها الكرملين تهدد ديمقراطيتنا”.
وليست “واشنطن بوست” الأولى والوحيدة التي حققت في العلاقة الوطيدة بين حزب مارين لوبان وروسيا، بل جريدة لوموند وموقع ميديا بارت الفرنسيين إضافة إلى لجنة تحقيق في البرلمان تطرقوا هم أيضا إلى هذه المسألة.
ومن بين إحدى الأدلة التي تبين مدى تطابق خطاب حزب التجمع الوطني مع الكرملين حسب “واشنطن بوست” “هو عدم تطرق لوبان ولو بكلمة واحدة إلى أوكرانيا في الخطاب الذي ألقته بمناسبة حلول السنة الجديدة 2024 رغم الحصيلة الكبيرة للقتلى التي خلفتها هذه الحرب التي تدور رحاها على بعد 3000 كيلومتر فقط من فرنسا وتداعيات هذا الصراع على القدرة الشرائية للمواطنين الفرنسيين، لا سيما في مجال الطاقة”.
وإلى ذلك، فند الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني لوران جاكوبلي كل ما نشرته الجريدة الأمريكية قائلا إنه “حتى إن طلبت منا روسيا استخدام كلمات وعبارات أو القيام بتحليلات موالية لها، فلن نقوم بذلك”.
فيما أضاف على إذاعة “راديو الجنوب” “لا توجد أية علاقة بين التجمع الوطني وروسيا. كل هذا عبارة عن مؤامرة”. وأنهى “الهدف الأسمى هو عودة الأمن والسلام في أوكرانيا التي يجب أن تسترجع حريتها وسيادتها وحدودها”.