بطلب موسكو… مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة بشأن تحطّم طائرة عسكرية روسية
سيقوم مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة الخميس بناء على طلب من موسكو التي تتهم كييف بإسقاط طائرة عسكرية روسية وقتل جميع ركابها وبينهم 65 أسير حرب أوكراني كانت موسكو تنقلهم بهدف تبادلهم وفق قولها. يأتي هذا وسط شكوك حول ملابسات الحادثة. إذ دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي، مشيرا إلى أنه أصدر تعليماته لمختلف وكالات الدولة للتحقيق في الواقعة.
نشرت في:
5 دقائق
بناء على طلب قدمه الأربعاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته نيويورك، سيتم عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الخميس عند الساعة 17:00 (22:00 بتوقيت غرينتش)، بشأن تحطم طائرة عسكرية روسية، على ما أعلنت فرنسا التي ترأس المجلس.
هذا، ودعا أمين المظالم لحقوق الإنسان في أوكرانيا دميترو لوبينيتس وهو أحد المسؤولين عن عمليات تبادل الأسرى، الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس إلى “تفقّد موقع” تحطم الطائرة.
وقال إنه “مقتنع” بأن موسكو لن تسمح “لأي شخص (…) برؤية الموقع”.
ومن جانبها، قالت موسكو إن 74 شخصا بينهم 65 أسير حرب أوكرانيون لقوا حتفهم الأربعاء عندما أسقطت طائرة نقل عسكرية بصواريخ أكدت أنها أوكرانية في منطقة بيلغورود قرب الحدود مع أوكرانيا.
أما الاستخبارات الأوكرانية فقالت: “كان من المفترض أن تجري عملية تبادل سجناء” الأربعاء وإن موسكو لم تبلغها بأي خطط لنقل أي جنود أسرى في منطقة بيلغورود حيث أُسقطت الطائرة. واعتبرت كييف كذلك أن روسيا تتحمل مسؤولية حماية أسرى الحرب الأوكرانيين المحتجزين لديها.
واعتبر لوبينيتس أن “لا شيء يشير إلى وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص على متن الطائرة”. وتابع “بالنسبة لي، إنه مثال واضح على تخطيط روسيا لحملة دعائية ضد أوكرانيا”.
الجيش الأوكراني “على دراية تامة”
وتحطمت الطائرة الأربعاء قرب بلدة يابلونوفو على بعد 45 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا، في منطقة بيلغورود الروسية.
ووفق مشاهد تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت طائرة تسقط قبل حدوث انفجار كبير على الأرض وسط ألسنة النار والدخان الأسود.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، كان الجيش الأوكراني “على دراية تامة” بأن الروس ينقلون أسرى حرب بالطائرة إلى بيلغورود قبل اقتيادهم إلى نقطة تلاقي عند الحدود.
كما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الأوكرانيين أطلقوا من منطقة خاركيف (شمال شرق) “صاروخين” من “منظومة دفاع جوية” لإسقاط طائرة النقل العسكرية من طراز “آي ال-76″ و”اتهام روسيا” لاحقا بارتكاب هذا العمل.
وقضى كل ركاب الطائرة، وهم 65 أسير حرب وطاقم من ستة أفراد وثلاثة عسكريين روس، وفق ما أعلنت الوزارة.
هذا، وتعهد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بـ”الكشف” عن ملابسات الحادثة، فيما وجه رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أصابع الاتهام على الفور لأوكرانيا التي استخدمت “صواريخ أمريكية وألمانية” على حد قوله، لإسقاط الطائرة.
اقرأ أيضابوساطة إماراتية… روسيا وأوكرانيا تتبادلان أكثر من 230 أسير حرب في أول عملية بينهما منذ عدة أشهر
وقال بيسكوف الخميس حسبما نقلت وكالات أنباء روسية إن “قتل الأوكرانيين لسجنائهم وهم مواطنوهم الذين كان من المفترض أن يعودوا إلى منازلهم خلال 24 ساعة تقريبا، هو بالطبع عمل وحشي”.
ومن جهتها، أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الخميس فتح تحقيق في تحطم الطائرة بموجب مادة جنائية تشمل “انتهاك قوانين وأعراف الحرب”. لكن يبقى إجراء تحقيق يبدو صعبا نظرا لسقوط الطائرة في الأراضي الروسية.
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي في سقوط الطائرة العسكرية الروسية، مشيرا إلى أنه أصدر تعليماته لمختلف وكالات الدولة للتحقيق في الواقعة.
وقال زيلينسكي مساء الأربعاء في كلمته اليومية “يجب إثبات كل الوقائع بوضوح وقدر الإمكان، على اعتبار أن الطائرة أُسقطت على الأراضي الروسية الواقعة خارج سيطرتنا”.
ولم يؤكد ما إذا كان الأسرى الأوكرانيون بين القتلى، مكتفيا بالقول إنه كان “يوما صعبا للغاية”.
تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف
وفي بيان نشر بعد ساعات من الحادث لكن بدون الإشارة إليه، توعد الجيش الأوكراني بمواصلة “تدمير طائرات النقل والسيطرة على المجال الجوي من أجل القضاء على التهديد الإرهابي بما في ذلك في منطقة بيلغورود-خاركيف” للتصدي للضربات الروسية في أوكرانيا.
وميدانيا، أعلنت أوكرانيا الخميس أنها أسقطت 11 مسيرة من أصل 14 أطلقتها روسيا خلال الليل وتسببت في إصابة عدد من الأشخاص بجروح في مناطق بجنوب البلد.
وتتركز المعارك الكبرى حول أفدييفكا، المدينة الصناعية في منطقة دونباس (شرق) التي يشن الجيش الروسي عليها هجمات متتالية محاولا تطويقها.
ومن جهته، أعلن رئيس بلدية المدينة فيتالي باراباتش الأربعاء لوكالة الأنباء الفرنسية إن “مجموعات تخريب واستطلاع روسية دخلت الجزء الجنوبي من أفدييفكا، لكن تم صدها”، مضيفا أن الوضع “يبقى صعبا لكن تحت السيطرة”.
وتفيد كييف بأن الروس أسروا أكثر من 8 آلاف أوكراني، من بينهم أكثر من 1600 مدني.
وفي تموز/يوليو 2022، تبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأن قصف سجن في أولينيفكا، وهي بلدة في شرق أوكرانيا محتلة من الروس، ما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين أسير حرب أوكرانيا كانوا محتجزين فيه.
ويذكر أنه غالبا ما تتعرض منطقة بيلغورود لضربات بصواريخ ومسيرات أوكرانية نظرا لقربها من الحدود. وبالمقابل، تواصل روسيا قصفها لأوكرانيا منذ إطلاق هجومها العسكري في شباط/فبراير 2022.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.