فرق الإنقاذ تحاول الوصول لعشرات الأشخاص المحاصرين في أنفاق طرق سريعة
غداة أعنف زلزال تشهده الجزيرة منذ ربع قرن، يحاول عناصر الإنقاذ في تايوان الخميس الوصول إلى عشرات الأشخاص المحاصرين في أنفاق طرق سريعة فيما بدأ المهندسون عملية واسعة لإصلاح الأضرار. وتتواصل السلطات مع أكثر من 600 شخص محاصرين في أنفاق أو مناطق معزولة، لكنها فقدت الاتصال بـ38 شخصا يُعتقد أنهم سالمون.
نشرت في:
5 دقائق
يواصل عناصر الإنقاذ في تايوان الخميس البحث لإنقاذ عشرات الأشخاص العالقين في أنفاق الطرق السريعة، عقب الزلزال الذي ضرب البلاد الأربعاء بقوة 7,4 درجات، والذي أسفر هذا عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة أكثر من ألف بجروح.
ويُرجح أن معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة من مخاطر الكوارث ساهمت على ما يبدو في تفادي كارثة كبرى في الجزيرة.
وأمضى العشرات من سكان هوالين التي تعرضت لأسوأ الأضرار ليلتهم خارج شققهم التي كانت لا تزال تتعرض لهزات ارتدادية، فيما بدأت عملية هندسية كبيرة لإصلاح الطرق المتضررة وتدعيم المباني المائلة.
وفي مقاطع فيديو مسجلة الخميس نشرها مركز عمليات الطوارئ المركزي، ظهرت مروحية تقوم بطلعتين لانتشال ستة عمال مناجم علقوا في مقلع جبس بمقاطعة هوالين قرب مركز الزلزال.
هذا، ويعلم عناصر الإنقاذ أماكن وجود 12 شخصا آخرين عالقين في شبكة أنفاق قوية في المقاطعة، تنتشر في الطرق التي تعبر الجبال والهضاب الخلابة المؤدية إلى مدينة هوالين من ناحية الشمال والغرب.
أكثر من 300 هزة ارتدادية
وتقطعت السبل بمئات الأشخاص في فندق فخم ومركز لأنشطة الشباب قرب حديقة تاروكو الوطنية، بعد أن قُطعت الطرق المؤدية إليها جراء انزلاقات التربة.
وقال رئيس الوزراء تشين شين جين بعد اطلاعه على العمليات في مركز عمليات الطوارئ في هوالين “آمل أن نتمكن استخدام الوقت اليوم للعثور على جميع الأشخاص المحاصرين والمفقودين ومساعدتهم”.
وسجلت الجزيرة أكثر من 300 هزة ارتدادية بعد الزلزال الأول، وحذرت الحكومة السكان من خطر حدوث انزلاقات تربة أو سقوط صخور في حال خرجوا للأرياف للاحتفال بمهرجان تشينغ مينغ، وهو عيد رسمي بدأ الخميس ويستمر يومين. إذ تزور العائلات في هذه المناسبة تقليديا، مقابر الأجداد لتنظيفها وإضاءة الشموع.
ومن جهتها، حذرت الرئيسة تساي إينغ ون في رسالة ليلا “لا تذهبوا إلى الجبال إلا في حال الضرورة”..
وعند الساعة الرابعة بعد الظهر تم فتح طريق سريع يؤدي إلى حديقة تاروكو الوطنية. وتمكن عناصر الإنقاذ من الوصول إلى مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تقطعت بها السبل لحوالى 30 ساعة. وقدموا لهم الماء وطلبوا من البعض التوجه إلى خيم لتلقي الإسعافات الأولية.
وقال ديفيد تشين الذي يعمل في فندق سليكس بليس الفخم الواقع في عمق الجبال “من الجميل أن نكون على قيد الحياة”.
أما في هوالين فبات المبنى أوراناس ذو الواجهة الزجاجية والذي انحنى بزاوية 45 درجة بعد انهيار نصف طابقه الأول، بمثابة رمز للزلزال.
وقال وانغ تجونغ تشانع (55 عاما) مالك فندق هوالين هيرو المجاور لوكالة الأنباء الفرنسية “عندما وقع الزلزال قمنا على الفور بإجلاء الضيوف … وطلبنا منهم المغادرة”.
ويشار إلى أن أكثر من 100 شخص فضلوا النوم في خيم بمركز إيواء أقيم في مدرسة ابتدائية ليل الأربعاء فيما تواصلت الهزات الارتدادية.
وقال الأستاذ في جامعة دونغوا هندري سوتريستنو (30 عاما) وهو من إندونيسيا “نخشى أنه عندما تحدث هزات ارتدادية كبيرة قد يكون من الصعب كثيرا بالنسبة لنا الإجلاء مرة أخرة وخصوصا مع طفل”. كما شرح أنه اختبأ تحت طاولة مع زوجته وطفليهما عندما وقع الزلزال قبل أن يغادروا شقتهم.
وأضاف “لدينا كل الأشياء الضرورية، بطانيات، مرحاض ومكان للراحة”.
الصين “تتابع عن كثب”
وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور من كافة أنحاء الجزيرة بثها أشخاص تعرضوا للزلزال.
ونرى في أحد المقاطع رجلا يواجه صعوبة في الخروج من بركة سباحة على السطح فيما كانت المياه تموج بقوة. وفي مشاهد أخرى تلتقط كاميرا ويبكام ثلاث قطط تركض مسعورة في شقة كانت تهتز من جانب لآخر.
ومن جانبهم، لم يعلن المسؤولون بعد عن تقديرات للفاتورة الوطنية لأعمال التصليح، لكن العمليات في مسابك صناعة الرقائق المهمة تأثرت بشكل طفيف.
وقالت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، الأكبر في العالم لصناعة الرقائق “استأنفت مرافق التصنيع لدينا العمل بنسبة 70 بالمئة خلال 10 ساعات من وقوع الزلزال، مع وصول مصانع جديدة مثل فاب 18 إلى أكثر من 80 بالمئة”.
أما الصين التي تقول إن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي تابعة لها فقالت إنها “تتابع عن كثب” تداعيات الزلزال مؤكدة “استعدادها لتقديم مساعدات إغاثة من الكوارث”.
وبدوره، أعلن البيت الأبيض في واشنطن استعداد الولايات المتحدة لتقديم “أي مساعدة ضرورية”.
ووفق أحدث بيانات المركز الوطني لإدارة الكوارث بلغت حصيلة الزلزال عشرة قتلى و1067 جريحا.
وتتواصل السلطات مع أكثر من 600 شخص محاصرين في أنفاق أو مناطق معزولة، لكنها فقدت الاتصال بـ38 شخصا يُعتقد أنهم سالمون.
ويعتبر هذا الزلزال الأعنف منذ ذلك الذي ضرب تايوان في 1999 بقوة 7,6 درجات موديا بحياة 2400 شخص في أسوأ كارثة طبيعية عرفتها الجزيرة.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.