مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
قتلت القوات الإسرائيلية الجمعة ثلاثة فلسطينيين اثنان منهم خلال مداهمة مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما لقي الشاب الثالث مصرعه في وقت لاحق من نفس اليوم خلال مظاهرة ضد الاستيطان في قرية أم صفا شمال رام الله. يأتي ذلك على خلفية التوتر بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة غداة هجوم لها في شمال الضفة الغربية أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.
نشرت في:
لقي ثلاثة فلسطينيين الجمعة في الضفة الغربية المحتلة مصرعهم برصاص الجيش الإسرائيلي، غداة دعوة الأمم المتحدة إلى “عملية سياسية جادة”.
وحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية، فقد قتل اثنان منهم خلال عملية اقتحام لمدينة نابلس شمال الضفة، إذ تحدثت وزارة الصحة الفلسطينية عن “شهيدين وثلاث إصابات جراء عدوان الاحتلال على نابلس”، موضحة أن “الشهيدين هما خيري محمد سري شاهين (34 عاماً) وحمزة مؤيد محمد مقبول (32 عاماً)”.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل الفلسطينيين “إثر تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن”.
وقال الجيش إن “عملية استباقية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام وشرطة حرس الحدود الإسرائيلية جرت في مدينة نابلس”.
ونعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من وصفتهما بـ “الشهيدين المقاتلين حمزة مقبول وخيري شاهين منفذي عملية جبل جرزيم قرب نابلس ” الأربعاء، مهددة “برد قادم ولن يتأخر”.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية “حاولت اعتقال خيري شاهين وحمزة مقبول من سكان نابلس للاشتباه بتنفيذهما عملية إطلاق نار باتجاه سيارة شرطة في عند مستوطنة هار براخاه في الخامس من تموز /يوليو 2023“.
ووفق الجانب الإسرائيلي “جرى تبادل إطلاق نار وقتلا”، مشيرا إلى أنه “صودرت أسلحتهم ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوفنا”.
وفي وقت لاحق الجمعة، قتل شاب فلسطيني ثالث (24 عاما) يدعى عبد الجواد حمدان صالح خلال مظاهرة ضد الاستيطان في قرية أم صفا شمال رام الله، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وشهدت القرية مؤخرا مواجهات بين سكانها والمستوطنين الإسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “مثيري شغب رشقوا القوات (الإسرائيلية) وطريقا رئيسية بالحجارة”.
وأضاف في بيان إن “القوات التي كانت في المكان ردت بوسائل مكافحة الشغب وإطلاق رصاص حي”، لافتا إلى أنه تم التعرف على شخص طاوله إطلاق النار.
“حل الدولتين”
يأتي ذلك على خلفية التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين غداة هجوم فلسطيني في شمال الضفة الغربية أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد جنوده شيلو يوسف أمير (22 عاما) قتل بالرصاص الخميس قرب مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية المحتلة.
وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الهجوم موضحة أن منفذه الذي قتل هو “المجاهد” أحمد ياسين غيظان (19 عاما) ويتحدر من قرية قبيا قرب رام الله.
وأكدت أن “هذه العملية البطولية تأتي كرد سريع على عدوان الاحتلال وتغوله على أهلنا وشعبنا في مخيم” جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة التي قتل فيها 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي.
وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت فجر الإثنين مخيم ومدينة جنين في أوسع عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ سنوات، شارك فيها عدد كبير من الجنود والمدرعات والجرافات العسكرية بمؤازرة مسيرات شنت هجمات جوية.
وأعلنت بعض الدول العربية عن مساعدات لمخيم جنين بعد العملية العسكرية الإسرائيلية.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أصدر قرارا بتقديم إعانة مالية قدرها 30 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار جنين.
وأعلنت الإمارات أيضا تقديم مبلغ 15 مليون دولار أمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، “لدعم عمليات الوكالة وخدماتها، ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، وخاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها”.
اقرأ أيضامدير مركز القدس للدراسات: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية أدى إلى تصاعد “المقاومة الفلسطينية”
والخميس، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن “التصعيد ليس الرد” على “مخاوف إسرائيل المشروعة بشأن أمنها”، منددا باستخدامها “المفرط للقوة” خلال العملية العسكرية التي نفذتها في الضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع.
وأضاف أن “إعادة الأمل للشعب الفلسطيني بعملية سياسية جادة، تقود إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، هي المساهمة الأساسية لإسرائيل في أمنها”.
والخميس أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف جنوب لبنان ردا على صاروخ مضاد للدبابات أُطلق منه، في تصعيد هو الثاني بين الطرفين خلال ثلاثة أشهر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا مضادا للدبابات “أطلق من الأراضي اللبنانية وانفجر على مقربة من الحدود في الأراضي الإسرائيلية”.
ووقع الانفجار في بلدة الغجر التي يقع جزء منها في لبنان والجزء الآخر في الجولان السوري المحتل. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه “ردا على ذلك، قام بقصف المنطقة التي أطلق منها الصاروخ”.
وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ العام الماضي، وخصوصا في ظل حكومة بنيامين نتانياهو وحلفائه من اليمين المتطرف.
وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير إلى 193 فلسطينيا، إضافة إلى 26 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصر من الجانب الفلسطيني.
أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.
فرانس24/ أ ف ب