السعودية تستضيف محادثات بشأن أوكرانيا في مسعى لإيجاد “حل يفضي إلى سلام دائم”
في مسعى سياسي جديد، تستضيف السعودية محادثات حول الحرب في أوكرانيا يومي السبت والأحد. وتواصل المملكة رغبتها في لعب دور دبلوماسي على الساحة الدولية، رغم عدم وجود توقعات بأن تحقق هذه الاجتماعات اختراقا في النزاع مع روسيا. فيما يرى خبراء أن الرياض تبنت “استراتيجية توازن كلاسيكية” يمكن أن تخفف من أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.
نشرت في:
4 دقائق
أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستستضيف محادثات بشأن أوكرانيا السبت والأحد. وأفادت الرياض مساء الجمعة عقد “اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول” السبت في جدة الساحلية من أجل بحث “الأزمة الأوكرانية”، بحسب ما جاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وأكد البيان “استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم“.
وقال دبلوماسيون في الرياض اطلعوا على الاستعدادات، لوكالة الأنباء الفرنسية إن الدعوات وجهت إلى حوالي 30 دولة، وروسيا ليست من بينها.
ويأتي ذلك في أعقاب المحادثات التي أجريت في حزيران/يونيو الماضي في كوبنهاغن والتي لم تسفر عن بيان رسمي.
وأوضح الدبلوماسيون أيضا أن هدف المحادثات هو إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول مسار السلام، ولا سيما أعضاء كتلة “بريكس” التي تضم إلى روسيا كلا من البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهي بلدان تبنت مواقف أكثر حيادية بشأن الحرب فامتنعت عن الوقوف بجانب أوكرانيا بدون دعم الغزو الروسي.
هذا، وتستند السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها مع الجانبين الأوكراني والروسي، للسعي إلى لعب دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف.
ويتماشى ذلك مع خطوات دبلوماسية إقليمية شهدت مؤخرا العمل على إصلاح الخلافات مع قطر وتركيا ثم إيران وسوريا.
ومن جهته، قال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “مجموعة الأزمات الدولية” جوست هيلترمان إنّه “من خلال استضافتها للاجتماع (حول أوكرانيا)، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات“.
كما اعتبر أن المملكة “تطلب منا نسيان بعض استراتيجياتها وأفعالها في الماضي، مثل تدخلها في اليمن، أو قتل جمال خاشقجي” عام 2018، في جريمة أضرّت بصورة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
استراتيجية متوازنة و”تأثير على المسرح العالمي”
أدت أزمة الطاقة التي تسبّبت فيها الحرب على أوكرانيا إلى تعزيز أهمية المملكة على الصعيد العالمي وساعدت في ترميم صورتها.
وفي السياق، قال هيلترمان إن الرياض “تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل، لأن هذه القوى المتوسطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة“.
والهند من الدول التي أكدت حضورها في جدة، واصفة ذلك بأنه يتماشى “مع موقفنا الراسخ” بأن “الحوار والدبلوماسية هما السبيل إلى الأمام“.
وإلى ذلك، تشارك الصين أيضا في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على “مواصلة لعب دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية“.كما أبلغت جنوب أفريقيا أيضا أنها ستشارك في الاجتماع.
وقد أيدت المملكة قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي وكذلك ضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا.
وعلى الرغم من ذلك، نددت واشنطن العام الماضي بتخفيضات إنتاج النفط التي قادتها الرياض وموسكو للمساعدة على رفع الأسعار والتي تمت الموافقة عليها في تشرين الأول/أكتوبر، ووصفتها بأنها ترقى إلى “التحالف مع روسيا” في الحرب.
هذا، ويرى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية عمر كريم أن الرياض تبنت “استراتيجية توازن كلاسيكية” يمكن أن تخفف من أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.مضيفا “هم يعملون مع الروس في عدة ملفات، لذا أعتقد أن روسيا لن تعتبر مثل هذه المبادرة (…) أمرا غير مقبول”.
ويذكر أن المملكة كانت قد استضافت في أيار/مايو الماضي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم بعض القادة العرب بـ”غض الطرف” عن أهوال الغزو الروسي.
فرانس24/أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.