هذه الفيديوهات لا تظهر تدخلات عسكرية أجنبية في النيجر
أدت نهاية المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” للعودة إلى النظام الدستوري بعد الانقلاب العسكري في النيجر، إلى مخاوف من تدخل غرب-أفريقي ضد الانقلابيين العسكريين. وفي هذا السياق، تم تداول مقاطع فيديو مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أنه تم إرسال قوات أجنبية إلى النيجر، بالرغم من أنه لا توجد أية مؤشرات عن تدخل عسكري قريب إلى حد الآن.
نشرت في:
6 دقائق
عملية التحقق في سطور
- مع انتهاء المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” للعودة إلى النظام الدستوري أو اللجوء لـ”استخدام القوة” والتي انقضت مساء أول أمس (الأحد)، توجد حالة ترقب حول قرار “إيكواس” بشأن التدخل عسكريا في النيجر من عدمه.
- يزعم فيديو أول أنه يظهر طائرة روسية تنقل الأسلحة إلى العسكريين الانقلابيين ولكن هذا المقطع المصور التقط في الحقيقة سنة 2006 في السودان.
- يدعي ناشرو مقطع فيديو ثان أنه يظهر انتشار قوات الجيش الجزائري في النيجر. ولكن هذه الصورة التقطت خلال عرض عسكري في الجزائر العاصمة سنة 2022.
- يحاول مستخدمون آخرون لوسائل التواصل الاجتماعي إيهام متابعيهم بنشر قوات من جيش نيجيريا على الحدود مع النيجر. ولكن هذا المقطع المصور مضلل لأنه التقط قبل حدوث الانقلاب العسكري. وفي الوقت الحاضر، لا توجد أية مؤشرات عن هجوم عسكري قريب ضد الانقلابيين في النيجر.
عملية التحقق بالتفصيل
يؤكد صاحب هذا الحساب على تويتر في تغريدة تضمنت مقطع فيديو لطائرة نقل بيضاء تحلق فوق مبان قائلا: “تم رصد طائرة شحن روسية تهبط في مطار عاصمة النيجر”. وحصد مقطع الفيديو أكثر من 39 ألف مشاهدة على تويتر وأكثر من 4800 مشاهدة عبر فيسبوك منذ يوم 5 آب/ أغسطس الجاري.
وتم تداول الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي فيما طلب النيجر المساعدة من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية في 2 آب/أغسطس الجاري.
وسيصل فريق من المجموعة شبه العسكرية في البلاد قريبا أو ربما أنه في عين المكان فعلا، وفق عدة خبراء في استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT)، لكن وجودهم في البلاد ما يزال غير مؤكد إلى حد الآن.
مقطع فيديو التقط في السودان سنة 2006
يتيح بحث بسيط عكسي عن الصور (انظر هنا كيف يمكن القيام به) العثور على التسجيل المصور الأصلي. ويتعلق الأمر بطائرة “إليوشين إل-76 (Iliouchine Il-76) وهي طائرة نقل عسكري روسية كانت تحلق فوق العاصمة السودانية الخرطوم خلال سنة 2006، وبالتالي فإن المشهد لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالوضع الحالي في النيجر.
مقطع فيديو لعرض عسكري بالجزائر العاصمة في سنة 2022
أكدت حسابات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي أن الجيش الجزائري قام بإرسال عدد من جنوده ردا على الانقلاب العسكري في النيجر. ولتأكيد مزاعمهم، قام هؤلاء بنشر مقطع فيديو يظهر نحو عشر دبابات تتقدم ببطء على طريق معبد. وحصد التسجيل المصور الذي نشر في 6 آب/ أغسطس على فيسبوك وتويتر أكثر من 3 آلاف مشاهدة.
كانت هناك لافتات تم إلصاقها على العربات العسكرية ويمكن أن نقرأ عليها باللغة العربية “60 عاما” و”عيد الاستقلال”.
ومن خلال القيام ببحث عن الصور للعرض العسكري خلال الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر، الذي جرى في 5 تموز/ يوليو 2022 على منتزه الصابلات في العاصمة الجزائر، نتعرف على المكان الذي التقط فيه التسجيل المصور. وتتطابق عناصر مرئية في التسجيلين على غرار عمود كهربائي و اللافتة المعلقة.
وبالتالي، فإن مقطع الفيديو لا يتعلق بقوات من الجيش الجزائري موجودة في النيجر بل بعرض عسكري في الجزائر العاصمة في سنة 2022.
في 5 آب/ أغسطس الجاري، ذكر أحمد عطاف وزير الشؤون الخارجية الجزائري أن بلاده ترفض أي تدخل عسكري في النيجر في الوقت الحاضر.
صور قوات تابعة لجيش نيجريا تسبق الانقلاب العسكري في النيجر
يزعم مقطع فيديو آخر نشر على تويتر في 4 آب/ أغسطس الجاري أنه يظهر قوات تابعة لجيش الجو في نيجيريا تتوجه إلى الحدود بين نيجيريا والنيجر في خطوة يمكن أن تدل على تدخل عسكري وشيك، يمكن لنا أن نرى ما لا يقل عن ثماني عربات عسكرية وعشر جنود على الأقل ينتظرون في مربض.
ومن خلال القيام ببحث عكسي عن الصور باستخدام الكلمات المفاتيح التالية “جيش الجو” و”نيجيريا” و”تيك توك”، يمكننا العثور على مقطع الفيديو الأصلي الذي نشر في 23 تموز/ يوليو 2023 أي قبل ثلاثة أيام من الانقلاب العسكري في النيجر.
ولم تقدم القناة على تطبيق تيك توك التي تنشر باستمرار مقاطع فيديو تتعلق بجيش نيجيريا أي معلومات إضافية عن سياق تصوير الفيديو.
وبالتالي، فإن الأمر لا يتعلق بقوات عسكرية من نيجيريا تمت تعبئتها استعدادا لتدخل عسكري في النيجر.
في نيجيريا، رفض مجلس الشيوخ طلبا من الرئيس بولا تينوبو لتقديم ترخيص يسمح بإرسال قوات عسكرية إلى النيجر.
وتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التحقق من عدة أخبار زائفة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الانقلاب العسكري في النيجر الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، على غرار هذا الفيديو الخادع الذي زُعم أنه يظهر تعرض وزير سابق في النيجر للاعتداء في الشارع.
اقرأ أيضامن هو هذا الرجل الذي تعرض للضرب المبرح في شوارع نيامي بعد الانقلاب في النيجر؟
ومن المزمع أن يجتمع قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” الخميس المقبل في عاصمة نيجيريا أبوجا للبحث في خيارات حل الأزمة في النيجر بعد تلويح المجموعة بالتدخل العسكري لإعادة “النظام الدستوري” في النيجر.
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.