صور مذهلة للدمار الذي طال مدينة درنة بعد عاصفة “دانيال”
صور مذهلة ومؤثرة لمدينة درنة، شرق ليبيا، تبين آثار الخراب الذي حل بها بعد مرور عاصفة “دانيال” التي تسببت في انهيار سدّين غمرا المدينة بأكملها ودمرا بنيتها التحتية. هذه الصور التي التقطت بواسطة تقنية “الدرون” من قبل مصور ليبي تكشف حجم الدمار الذي تسببت به الفيضانات وانجراف التربة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 3000 شخص وفقدان الآلاف.
نشرت في: آخر تحديث:
4 دقائق
الوضع الإنساني لا يزال صعبا في مدينة درنة شرق ليبيا بعد مرور نحو أسبوع على الفيضانات التي دمرت أجزاء كبيرة من المدينة، مخلفة أكثر من 3338 قتيل وفق آخر حصيلة رسمية أعلنها وزير الصحة في الشرق الليبي عثمان عبد الجلي إضافة إلى عدد لم يحصى لغاية الآن من المفقودين.
وجاء ذلك بعد انهيار سدّين ليل الأحد الإثنين 11 أيلول/سبتمبر. حيث جرفت المياه التي ارتفعت أمتارا عدة، أجزاء من المدينة الساحلية فيما وصفه البعض بأنه “تسونامي”. ولا يزال المسعفون وفرق الإنقاذ ينتشلون عشرات الجثث المطمورة تحت أنقاض الأحياء المدمرة في مشهد مروع.
وتبين الصور التي التقطها مواطن ليبي من مصراتة يدعى وليد الطالب بتقنية “الدرون” وسمح لموقع فرانس24 بنشرها، الخراب الهائل الذي لحق بالمدينة التي لم ينجو أي حي من أحيائها من الفيضانات. فيما تبين بعض الصور كيف قسمت المياه المدينة إلى قسمين ودمرت المباني والجسور قبل أن تصب في المتوسط.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة الاثنين عبر وكالاتها، وخصوصا منظمة الصحة العالمية أنها تحاول “منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة”. أما منظمة اليونيسف، فلقد حذرت من تأثر حوالي 300 ألف طفل من الفيضانات.
وفي بيان صحافي تلقت فرانس24 نسخة منه، قالت المنظمة “نعتقد أن أكثر من 300 ألف طفل في الشرق الليبي تعرضوا بشكل قوي إلى عاصفة دانيال وأن غالبيتهم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وطبية عاجلة”.
وقالت ميشال سارفيداي ممثلة اليونيسف في ليبيا: “أطفال ليبيا يعيشون مأساة ثانية بعد سنين عديدة من العنف والاقتتال الداخلي، مشيرة إلى أن “أولويتنا هي رفع مستوى المساعدات، لا سيما في المجالات الطبية وفتح مراكز للاستشارة النفسية والبحث عن العائلات المفقودة”.
وتوقعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومسؤولون ليبيون ارتفاع حصيلة القتلى بشكل كبير. وقال الهلال الأحمر الليبي إنه أنشأ منصة لتسجيل المفقودين، داعيا السكان في درنة إلى تقديم معلومات عمن فقد أثرهم.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين في بيان عن مساعدات إنسانية لليبيا بـ11 مليون دولار. كذلك، أعلنت فرنسا التي نشرت مستشفى ميدانيا وأرسلت عمال إنقاذ إلى درنة، أنها ستخصص أيضا “4 ملايين يورو للأمم المتحدة للمساعدات الطارئة وإعادة الإعمار في ليبيا”. من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي صرف 5,2 ملايين يورو للمساعدات الإنسانية.
ويعيش هذا البلد الغني بالنفط منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 في دوامة من العنف والفوضى. فيما تتنافس على السلطة فيها حكومتان. الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة. وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حماد، وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.
فرانس24/ طاهر هاني