فرح ودموع.. الفلسطينيون يستقبلون الأسرى المفرج عنهم بالأحضان والألعاب النارية
اختلطت الابتسامات ودموع الفرح والعناق والتأثر بينما كانت عائلات فلسطينية تستقبل أبناءها الذين أطلقت إسرائيل سراحهم بموجب الهدنة مع حماس. لحظات من المشاعر المفعمة بحرارة اللقاءات التي طال انتظارها. ملأت الألعاب النارية السماء وطردت أضواء شاشات الهواتف الظلام عن البيوت، كما طرد لقاء الأحبة ما كان في القلوب من ظلمة الفراق. وتجمعت الحشود لاستقبال الأسرى والأسيرات من الفتيان والنساء الفلسطينيات القادمات من خلف قضبان السجون الإسرائيلية.
نشرت في:
4 دقائق
أجواء من الفرح والبهجة عاشتها عائلات الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم بموجب هدنة مع حماس. ووصل 39 سجينا فلسطينيا الجمعة إلى منازلهم قادمين من السجون الإسرائيلية. واحتضن الأقارب والأصدقاء الأسرى المحررين الذين التحفوا بالكوفيات الفلسطينية، فيما بكى كثر وظهر عليهم تأثر غامر، وسط هتافات وطنية وإطلاق ألعاب نارية.
وتجمعت حشود في الضفة الغربية لاستقبال الأسرى والأسيرات. واحتفى مئات الفلسطينيين في بيتونيا بـ”الأبطال” الذين اعتقلوا “من أجل حرية جميع الفلسطينيين”، وفق عبارة أحد الخطباء عبر مكبر الصوت.
وأطلق سراح الأسرى بموجب هدنة من أربعة أيام بين حماس وإسرائيل هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في السابع من الشهر الماضي.
وحمل المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم، فيما لوح آخرون بالأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس وفتح، وفق لقطات فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقبل وصول المفرج عنهم إلى بيتونيا، أطلق جنود الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع أمام سجن معسكر عوفر المقام على أراضي المنطقة، وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني 31 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي.
وفي مخيم بلاطة بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ابتهجت الحشود لتحرير “الأبطال”.
وقال أحد الخطباء “لا أحد ينسى إخواننا الذين يقاومون ويصمدون في غزة وفي جنين”.
وشهدت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر مقتل 14 فلسطينيا، وهو اليوم الأكثر دموية منذ عام 2005 على الأقل، وفق الأمم المتحدة التي تسجل عمليات القتل في المنطقة منذ ذلك التاريخ.
وتقول منظمات غير حكومية فلسطينية إن حوالى 3000 فلسطيني اعتقلوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ بداية الحرب.
ووفق منظمات حقوقية غير حكومية، خاض تجربة الاعتقال أكثر من مليون فلسطيني في السجون الإسرائيلية منذ الحرب الإسرائيلية العربية في حزيران/يونيو 1967 وبدء احتلال الأراضي الفلسطينية.
ويقول نادي الأسير الفلسطيني إن 200 طفل و84 امرأة يقبعون في السجون الإسرائيلية، من بين أكثر من 7000 معتقل فلسطيني.
أفراح تحت المراقبة
على بعد بضعة كيلومترات من الضفة الغربية، عاشت القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، أمسية مختلفة حيث جرى التعبير عن الفرح بهدوء تحت أنظار الشرطة الإسرائيلية.
وقالت فاتنة سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية “الشرطة موجودة في منزلنا وتمنع الناس من القدوم لرؤيتنا لأن أي احتفال بشأن الأسرى المحررين ممنوع في القدس”.
واعتقلت ابنتها ملك (23 عاما) شباط/فبراير 2016 وهي في طريقها إلى المدرسة قبل سبع سنوات بتهمة محاولتها طعن شرطي في القدس.
ولم يكن مقررا إطلاق سراح ملك قبل عام 2025، لكنها ستنام هذا المساء في منزلها في حي بيت صفافا.
وأضافت الأم “أحضرتها الشرطة إلى بيتنا في سيارة، الشرطة تجلس في بيتي وتمنع الناس من السلام عليها، هي متعبة وجائعة لم تأكل منذ أمس”.
لكنها أضافت “لا تسعني الفرحة بوجودها، أنا سعيدة جدا، قمت بتحضير الأكل لها وسأقدمه لها”.
أما مرح باكير البالغة 24 عاما والتي قبعت في السجن ثمانية أعوام، فقالت “أنا سعيدة، لكن تحريري جاء على حساب دماء الشهداء”.
وأضافت “الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة. لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي، كانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا”.
وتابعت مرح “قضيت نهاية طفولتي ومراهقتي في السجن، بعيدا عن والدي وعن حضنهما، ولكن هكذا هو الحال مع دولة تضطهدنا ولا تترك أحدا منا بخير”.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.