ما يهم المسلم

كتاب نقض الاستعمار المعرفي وكسر الهيمنة الثقافية


غلاف كتاب

يسعى كتاب نقض الاستعمار المعرفي للباحث دان وود إلى كسر أسر الهيمنة الفكرية التي نسجها الاستعمار الغربي، متتبعاً آلياتها منذ بنائها وحتى استمرارها بعد انتهاء السيطرة السياسية. يطرح وود سؤالاً محوريّاً: هل يمكن للمعرفة أن تُستعمر؟ ويقدّم نقداً دقيقاً لجهود مقاومة هذه الهيمنة، مقترحاً بدائل فلسفية وعملية تنهض بمشروع تحرري شامل.

صدرت النسخة الأصلية من الكتاب باللغة الإنجليزية بعنوان :

( Epistemic Decolonization: A Critical Investigation into the Anticolonial Politics of Knowledge ) عن دار (Palgrave Macmillan) عام 2020 م بينما صدر النسخة العربية عام 2024 م عن طريق منشورات نادي الكتاب وقام بالترجمة أحمد محمد السيد.

ويعرف مؤلف الكتاب دان وود بأنه أستاذ الفلسفة السياسية ونظرية المعرفة في جامعتي ديلارد وزافيير بنيو أورلينز بالولايات المتحدة الأمريكية نشر دراسات متعددة وأجرى مقابلات دولية حول الفلسفة الاجتماعية والسياسية.

الإطار الفكري لكتاب نقض الاستعمار المعرفي

ينطلق العمل من مفترق حقل ما بعد الاستعمار حيث انتقل البحث من تشخيص الهيمنة الفكرية إلى استكشاف آليات تفكيكها. ركز الكتاب على تحليل أبحاث الحداثة-الاستعمارية، سعيا لتوضيح المقاربات الناجحة في تحرير المعرفة وتعزيز الوعي النقدي.

بنية الكتاب

يتوزع الكتاب على ستة فصول رئيسية وملحق يختص بتعريف المفاهيم :

  1. مقدمة تمهيدية
  2. الجغرافية المعرفية للاستعمار : تحليل الخرائط المعرفية التي رسمها الاستعمار الغربي، وكيف بُنيت مراكز ومعايير المعرفة العالمية.
  3. مأزق المنهج المختلف: نقد الثنائية الحادة بين «المعرفة الغربية» و«المعرفة المضادة»، مع طرح مقاربة جدلية تتبنّى التهجين والتداخلات دون إقصاء مسبق.
  4. تشكيل التحالفات المعرفية : بحث إمكانيات ربط فكر فانون الكفاحي بفكر كابرال «الأرضي» وأدبيات النسوية المعرفية، لنهج تقاطعي يعالج الاستعمار والطبقية والأبوية.
  5. الانتماء إلى الجذور: إعادة الاعتبار إلى المعرفة المحلية والجذور الثقافية كأساس لإنتاج معرفة بديلة تنبع من تجارب الشعوب المستعمَرة.
  6. التطبيقات المعاصرة: دراسات حالة توضّح استمرار الهيمنة المعرفية في الجامعات والإعلام والمؤسسات البحثية، مع نماذج مجتمعية لتحرير المعرفة.

وملحق أطروحات تحديد ماهية المستعمر يشرح مصطلحات مثل (التعتيم المثالي) و(العالمية) و (الأيديولوجيا الاستعمارية) بمراجع فقهية وفلسفية.

تشريح الاستعمار المعرفي

يعرف وود الاستعمار المعرفي بأنه فرض السردية الغربية كحقائق عالمية، مع إخفاء جذورها المادية عبر التعتيم المثالي، ما يجعل الأفكار الغربية تبدو محايدة وموضوعية، في حين هي نتاج علاقات قوة تاريخية. يمتد هذا التأثير إلى المؤسسات الأكاديمية وتخصصات مثل الاستشراق والأنثروبولوجيا، حيث أعيد إنتاج صورة الآخر لخدمة مصالح الغرب.

نقد المنهج المختلف

يتصدى الكتاب لثنائية المعرفة الغربية والمعرفة المضادة، معتبرة أنها تبسط التعقيد الثقافي وتؤدي إلى عزلة فكرية. يقترح وود نهجا جدليا أكثر مرونة يتعامل مع الهويات المعرفية الهجينة دون إقصاء مسبق، معتمداً على فهم التداخلات الثقافية كجزء من صناعة المعرفة.

خلاصة

يقدم كتاب نقض الاستعمار المعرفي إطارا تحليليا لدراسات مابعد الاستعمار ويفتح الباب لاستكمال الحوار وتكييف النظرية في سياقات ثقافية وتاريخية مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى