معارك محتدمة بين قوات الدعم السريع والجيش في ظل كارثة إنسانية في الأفق
احتدمت المعارك بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني الجمعة بالقرب من ود مدني، وهي مدينة كبيرة في منطقة كانت في مأمن من القتال واستوعبت مئات الآلاف من المدنيين الفارين خلال ثمانية أشهر من الحرب. فيما تهدد الاشتباكات في المنطقة التي تبعد نحو 170 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من الخرطوم بفتح جبهة جديدة في صراع أدى إلى نزوح سبعة ملايين تقريبا وحوّل العاصمة إلى أنقاض وأثار موجات قتل بدوافع عرقية في دارفور.
نشرت في:
3 دقائق
لاتزال المعارك بين قوات الدعم السريع الشبه عسكرية والجيش السوداني على أشدها في منطقة ود مدني التي تبعد نحو 170 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم.
وقد يتسبب الاستيلاء على ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وإحدى مراكز عمليات الإغاثة، في نزوح كبير وتعميق لأزمة إنسانية تحذر الأمم المتحدة من أنها ستسفر عن ظروف تكون أشبه بالمجاعة في المناطق المتأثرة بشكل مباشر بالصراع.
هذا، وقالت الأمم المتحدة إن جميع المهام الإنسانية الميدانية في ولاية الجزيرة عُلّقت حتى إشعار آخر. علما أن ولاية الجزيرة منطقة زراعية مهمة.
وإلى ذلك، شارك البعض على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لأشخاص يحزمون أمتعتهم وآخرين يسألون عن طرق آمنة للخروج من ود مدني التي يُقدّر عدد سكانها بنحو 700 ألف نسمة منهم أكثر من 270 ألفا بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
كما أفاد سكان في الخرطوم ومدن أخرى بارتكاب قوات الدعم السريع جرائم اغتصاب ونهب وقتل تعسفي واعتقال.
ومن جانبها، تقول قوات الدعم السريع التي اكتسبت زخما مؤخرا باستيلائها على مدن رئيسية إنها تحاول حماية المدنيين. وذكرت في بيان الجمعة أنها تسعى إلى تدمير معاقل الجيش وأن المدنيين في ود مدني وولاية الجزيرة ينبغي أن يشعروا بالاطمئنان.
مستودعات وقود قد تساعد قوات الدعم السريع…
وقال شهود لرويترز إن جنود قوات الدعم السريع وصلوا إلى أم عليلة التي تبعد 15 كيلومترا عن ود مدني، لكن الجيش أقام جسرا يفصل المنطقتين وشوهدت طائراته تحلق في الأجواء. وذكر شهود في ود مدني أنهم سمعوا دوي انفجارات دون وقوع قتال داخل المدينة.
هذا، وتوجد ببلدة أم عليلة مستودعات وقود يمكن أن تساعد قوات الدعم السريع في حملتها.
وذكر مصدر بالجيش السوداني أن سلاح الجو والمدفعية كبدا قوات الدعم السريع خسائر فادحة ومنعا توغلا نحو المدينة.
وعلى الصعيد الدولي، لم تثمر حتى الآن أي محاولات تحظى بدعم للتوسط بين الطرفين اللذين يقولان إن بوسعهما تحقيق انتصار تام.
ومن جانبها، تقول الأمم المتحدة إن ما يزيد على 12 ألفا قُتلوا، إلا أن خبراء يقولون إن من المرجح أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن قرابة 1,5 مليون فروا من السودان فيما نزح أكثر من 5,4 مليون داخليا، مما يجعل السودان البلد الذي يضم أكبر عددا من النازحين في العالم.
هذا، وكان نحو 500 ألف من إجمالي النازحين قد فروا إلى ولاية الجزيرة، بما في ذلك نحو 86400 في ود مدني.
ويذكر أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في الخرطوم في 15 نيسان/أبريل الماضي. وكان الطرفان يتشاركان السلطة مع المدنيين عقب انتفاضة شعبية في 2019 ثم استحوذا عليها بعد انقلاب في 2021 حتى اختلفا أخيرا بسبب خطط تتعلق بانتقال سياسي جديد.
فرانس24/ رويترز
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.