في “يوم تاريخي”… مركبة الفضاء الهندية تشاندرايان-3 تهبط على سطح القمر
هبطت المركبة الهندية تشاندرايان-3 غير المأهولة الأربعاء على سطح القمر، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنه “يوم تاريخي”. وبهذا الإنجاز تنضم الهند إلى نادي الدول القليلة التي تمكنت من النزول على سطح القمر بعد أربع سنوات على محاولتها الفاشلة.
نشرت في:
5 دقائق
تمكنت المركبة الهندية تشاندريان-3من الهبوط على سطح القمر الأربعاء بسلام، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء الهندي بأنه “يوم تاريخي”.
ويعد هبوط هذه المركبة غير المأهولة على سطح القمر محطة تاريخية لأكثر بلدان العالم تعدادا للسكان، الذي يأمل في الانضمام إلى نادي الدول القليلة التي نجحت في الهبوط على القمر، بعد أربع سنوات على محاولة كانت فاشلة.
وكان من المتوقع أن تحط “تشاندريان-3” بعيد الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي الهندي (الساعة 12,30 ت غ) قرب القطب الجنوبي للقمر غير المستكشف كثيرا، ما سيشكل سابقة عالمية في برنامج فضائي.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة للبرنامج الفضائي الهندي الذي يشهد ازدهارا، بعد أربع سنوات على فشل كبير بعدما فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمركبة قبل وصولها إلى القمر.
للعلم، تضم تشاندريان-3 التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي (ISRO)، جهاز الهبوط “فيكرام” (الشجاعة باللغة السانسكريتية) والروبوت المتحرك “برغيان” (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.
يذكر أن هذه المهمة، تأتي بعد أيام قليلة على تحطم المسبار “لونا-25” وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ العام 1976.
تهنئة
وتعقيبا على الحدث الناجح، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الهندي بعد أيام من فشل مهمة روسية مماثلة.
وقال بوتين في رسالة نشر محتواها على الموقع الإلكتروني للكرملين: “إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في استكشاف الفضاء الخارجي، وبالطبع شهادة على التقدم المثير للإعجاب الذي حققته الهند في مجالات العلوم والتكنولوجيا”.
بدورها هنأت وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” الهند.
وقالت روسكوزموس في بيان إنها “تهنئ زملاءها الهنود على الهبوط الناجح للمركبة الفضائية تشاندرايان-3… استكشاف القمر مهم للبشرية جمعاء. وفي المستقبل، يمكن أن يصبح منصة لاستكشاف الفضاء السحيق”.
وأشادت الولايات المتحدة على لسان مستشار الأمن القومي جايك سوليفان بما وصفه بأنه “هبوط تاريخي على سطح القمر”.
ويأتي هذا النجاح للبرنامج الفضائي الهندي بعد 4 سنوات على فشل مهمة هندية سابقة فقد الفريق الأرضي الاتصال بها قبل وصولها إلى القمر.
وقال رئيس منظمة أبحاث الفضاء إس. سوماناث إن العديد من أولئك الذين عملوا في مهمة 2019 شاركوا في المهمة الحالية، والهبوط الناجح جاء ثمرة سنوات من جهودهم. وقال “لقد قاسوا الكثير من العذاب لمعرفة الخطأ الذي حدث. تحياتي لكل أولئك الأبطال المجهولين اليوم”.
واستحوذت مهمة شاندريان-3 على اهتمام الرأي العام منذ انطلاقها قبل 6 أسابيع تقريبا أمام آلاف المتفرجين. وأقام سياسيون طقوس صلاة هندوسية من أجل نجاح المهمة، وتابع أطفال المدارس اللحظات الأخيرة للهبوط عبر البث المباشر في الفصول الدراسية.
وقال أنيل كومار، المتعاقد مع منظمة أبحاث الفضاء الهندية لوكالة الأنباء الفرنسية بينما كان زملاؤه يحتفلون: “أنا سعيد جدا، لم أشعر بمثل هذه السعادة من قبل. كنت أصلي طوال الساعات الثماني والأربعين الماضية من أجل أن تهبط بسلام”.
مساهمة كبيرة
وقال الرئيس السابق لوكالة الفضاء الهندية ك. سيفان إن جهود الهند لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر ستشكل مساهمة “كبيرة جدا” في المعرفة العلمية.
وتضم المركبة التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي جهاز الهبوط “فيكرام” (الشجاعة باللغة السنسكريتية) والروبوت المتحرك “برغيان” (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.
وبمجرد هبوط المركبة، سيبدأ الروبوت، وهو مركبة جوالة تعمل بالطاقة الشمسية، باستكشاف السطح ونقل بيانات إلى الأرض لمدة أسبوعين.
وتعتبر مهمة شاندريان-3 أبطأ من مهمات “أبولو” الأمريكية المأهولة في الستينات والسبعينات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة.
فالصاروخ الهندي أقل قوة من صاروخ “ساترن 5” المستخدم في برنامج أبولو القمري الأمريكي. وقد اضطر إلى الدوران عدة مرات حول الأرض لزيادة سرعته قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر والذي استغرق شهرا.
وانفصل “فيكرام” عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي، وهو ينقل صورا عن سطح القمر منذ أن دخل مداره في الخامس من آب/أغسطس.
تبقى ميزانية البرنامج الفضائي الهندي متواضعة مع أنها زادت بشكل ملحوظ منذ المحاولة الأولى لوضع مسبار في مدار القمر في العام 2008.
وتبلغ كلفة المهمة الهندية هذه 74,6 مليون دولار على ما ذكرت وسائل الاعلام المحلية، وهي أقل بكثير مقارنة مع مهمات دول أخرى.
ويفيد خبراء في القطاع أن الهند تنجح في إبقاء الكلفة متدنية من خلال نسخ التكنولوجيا الفضائية المتوافرة وتكييفها لأغراضها الخاصة بفضل وفرة المهندسين المؤهلين الذين يتلقون أجورا أقل بكثير من نظرائهم الأجانب.
وكلفت محاولة الهبوط السابقة على سطح القمر في 2019 تزامنا مع الذكرى الخمسين لأول مهمة لرائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ، 140 مليون دولار أي تقريبا ضعف كلفة المهمة الحالية.
وكانت الهند أول بلد آسيوي يضع قمرا اصطناعيا في مدار المريخ في آذار/مارس. ويفترض أن ترسل مهمة مأهولة تستمر 3 أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة.
وانضمت الهند بذلك إلى 3 دول فقط سبقتها إلى هذا الإنجاز المتمثل بإنزال مركبات غير مأهولة على سطح القمر بنجاح، وهي روسيا والولايات المتحدة والصين.
فرانس24/ رويترز/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.