النقد المستمر بين الزوجين
قبل التطرق إلى النقد المستمر بين الزوجين نعلم أن النقد السلبي هو وضعُ الإصبع على الخطأ والإشارة إليه بكل جرأة، والبحثُ في أسبابه وإلقاء اللوم على المسبب، وهنا يكون النقد هدامًا؛ لأنه غير ذي فائدة؛ لأن هدفه التشهير والبحث عمَّن نُحمِّله المسؤولية تجاه الحدث، وغالبًا ما يأتي ذلك من شخصٍ متشدِّد في آرائه وعديم الخبرة والمعرفة، وأحيانًا كثيرة يكون النقد ردَّ فعلٍ عاطفية ومنحازة.
ويكون هدفُ المنتقد الظهور أمام الآخرين بمظهر الغيور على المصلحة العامة أو العارف بكل شيء، وتراه دائمًا يغض الطرف عن كل ما هو جميل، ويحوِّل الحدث إلى موضوع سلبي مهما كان يحمل من إيجابية، وذلك بالبحث عن أي ثغرة أو جزئية بسيطة أو نقطة ضعف في الحدث، ويبني آراؤه حولها، ويأخذ بذلك دور الناصح والمهتم أحيانًا.
وفي الحياة الزوجية قد يلجأ بعض الأزواج لنقد الآخر، من أجل ابتغاء تصحيح مسار أحدهما، أو تغييره للأفضل، لكنه قد يسلُك للطريق الخطأ عندما يلجأ إلى النقد اللاذع، وتعمُّده لجرح الآخر، وهنا تبدأ المشاعر بالتغير وتنشأ الخلافات، وتكون حياتهما في مهب الريح.
تقول فتاة: نقد زوجي الدائم لي بسبب وبدون سبب، ونعته لي بالغبية، يجعلني أفقد الثقة في نفسي، كما أني أشعر بالكره تُجاهه.
ورجل يشتكي من نقد زوجته المتكرر واللاذع له كلما رأته زوجتُه؛ مما جعله ينفر منها لإحساسه أن زوجته لا تقدِّره ولا تحترمه؛ مما يهدِّد حياتهما الزوجية.
أسباب النقد المستمر بين الزوجين
ولعل من أهم الأسباب التي تجعل أحد الزوجين ينتقد الآخر:
- أن يكون أحدهما متسلِّطًا وصاحب شخصية قوية، فيلجأ للنقد ليلفت نظر الآخر إلى عيوبه؛ حتى يُضعف من شخصيته.
- أن يكون أحدهما أذكى من الآخر، أو أكثر تعليمًا، أو لديه القدرة على التصرف بحكمة أفضل منه.
- أن يكون أغنى منه مالًا، أو مستوى اجتماعيًّا أو ثقافيًّا، فعندما ينفق ماله على البيت، يبدأ بالمن والأذى، ودائمًا يذكره بما أنفقه واشتراه للبيت والأولاد.
- أن يكون النقد صفة سلبية متأصلة في الزوج أو الزوجة، وهو ما يحتاج إلى تهذيب وتدريب للتخلص من هذه الصفة السيئة.
ما الحل ؟
والحل المقترح لهذه المشكلة:
- عدم انتقاد الشريك الآخر أمام الناس وخاصة الأولاد مهما كانت المشكلة.
- استخدام التلميح لتوصيل المعلومة، وعدم النقد الواضح؛ مثل طهي الطعام، سياقة السيارة، طريقة الكلام، لُبس الثياب وغيرها.
- عدم مقارنة الزوجة بأمه أو أخته، أو بأي امرأة أخرى، خاصة في بعض أعمال النساء، وعدم مقارنة الزوج بوالدها أو أخيها، أو أي رجل خاصة في أعمال الرجال.
- الابتعاد عن نقد عواطف المرأة وجمالها أو رجولة الرجل.
- نسيان الماضي والاهتمام بالحاضر والمستقبل، وإغلاق ملفات الماضي ومشاكلها، وعدم استرجاعها عند أي مشكلة.
- الاعتذار عند ارتكاب الخطأ من قول أو فعلٍ، مع مجاهدة النفس لعدم تَكرار النقد السلبي للطرف الآخر.
- أن يكون الحوار بينهما بأدب واحترام، وألا يكون في وقت الغضب والانفعال، وتذكر دائمًا محاسن الطرف الآخر، مع الحفاظ على العلاقة الزوجية بينهما.
- غض الطرف عن الأخطاء البسيطة وخاصة المتكررة، ومحاولة التكيف معها، خاصة إذا كانت تخرج من غير قصدٍ.
- تذكَّر دائمًا أن النقد المستمر طريق إلى هدم الحياة الزوجية، وتشتيت الأولاد، وزرع البغضاء والكره والانتقام بينهما.
أسأل الله العظيم أن يُصلح لنا ولكم الذريةَ، هذا وصلى الله على سيدنا محمد.
هل انتفعت بهذا المحتوى؟
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.