Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ما يهم المسلم

إكرام النبي ﷺ بباهر الكرامات وعجائب المعجزات في ليلة الإسراء والمعراج


قمر هلال مضيء في سماء مظلمة مغطاة بالسحب، مع نجوم متلألئة في الخلفية، مما يخلق مشهدًا ساحرًا ليليًا.

هذا الحديث الشريف يروي تفاصيل عجائب المعجزات في ليلة الإسراء والمعراج، وهي من أعظم ما أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمد . في هذه الليلة، أُسري بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلى، حيث التقى بالأنبياء وتلقى الأمر بفرض الصلاة.

حديث الإسراء والمعراج

عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن النبي حدثهم ليلة أسري به قال: “بينما أنا في الحطيم (2) -وربما قال في الحجر- مضطجعًا، إذ أتاني آت، فقدّ (2) قال: وسمعته يقول: فشقَّ -ما بين هذه إلى هذه- فقلت للجارود (3) وهو إلى جنبي: ما يعني به؟

قال: من ثغرة نحره إلى شعرته ـ(4)وسمعته يقول من قصته إلى شعرته ـ فاستخرج قلبي، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءَة إيمانًا (5)، ففُل قلبي، ثم حُشي ثم أُعيد، ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض –

فقال الجارود: هو البُراق (6) يا أبا حمزة؟

قال أنس: نعم – يضع خطوة عند أقصى طرْفه (7)، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح (8)، فقيل: من هذا؟

قال: جبريل، قيل: ومن معك؟

قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه (9)،

قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم (11)، فقال هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، (12)

ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت، فردَّا، ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد ، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال، مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال، مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي،

ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا إبراهيم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال، مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح،

ثم رفعت لي سدرة المنتهى (10)، فإذا نبقها مثل قلال هَجَر (11)، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة (12)، قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، (13) وأما الظاهران، فالنيل والفرات، (14)

ثم رُفع لي البيت المعمور (15)، ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن، وإناء من عسل، فأخذت اللبن، فقال: هي الفطرة (16) التي أُتيت عليها وأمتك،

ثم فرضت عليَّ الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت، فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: بخمس صلوات كل يوم،

قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأُسلم، قال: فلما جاوزت ناداني منادٍ: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي”.

(رواه البخاري ومسلم وهذا اللفظ للبخاري).


(1) الحطيم: هو الحجر على الصحيح، والراوي لمّا لم يتأكد من اللفظ الذي سمعه ذكرهما على صيغة الشك، وهي أمانة في النقل من المحدّثين مشكورة.

(2) القد: هو القطع.

(3) لعله الجارود بن أبي سبرة البصري صاحب أنس وأحد الرواة عنه.

(4) الثغرة: المكان المنخفض بين الترقوتين، والثنة بضم الثاء وتشديد النون: ما تحت السرة.

(5) يعني مملوءة بشيء يترتب على الغسل به زيادة الإيمان، وكمال الحكمة.

(6) بضم الباء، وتخفيف الراء مشتق من البرق، لأن سرعته في سيره مثل سرعة البرق في لمعانه.

(7) يعني عند منتهى بصره، وما أشد سرعة من كان على هذا الحال.

(8) طلب الفتح، ولله ملائكة موكلون بكل ما خلق، وله الحكمة البالغة.

(9) قال العلماء: يعني أنه قد أرسل إليه للعروج إلى السماء، وأما أصل بعثته فمشهورة عند الملأ الأعلى معروفة لهم.

(10) سميت بذلك لأنها ينتهي إليها علم كل نبي مرسل، وكل ملك مقرّب، ولم يجاوزها أحد إلا نبينا صلّى الله عليه وسلّم.

(11) جمع قلة وهي الجرة، والنبق الثمر يعني أن ثمرها في الكبر مثل القلال، وكانت قلال هجر معروفة عند المخاطبين، وهجر: بفتح الهاء والجيم: بلد بقرب المدينة.

(12) يعني في الشكل والكبر.

(13) هما: الكوثر والسلسبيل.

(14) أي مثالهما أو عنصرهما وإلا فهما ينبعان من الأرض، وقد فهم النبي من تمثيلهما له أن دينه سيبلغ هذين النهرين المشهورين وما وراءهما، وهذا ما كان، وبهذا التفسير يظهر لك أن الحديث لا يخالف المشاهدة كما أرجف المرجفون.

(15) البيت المعمور هو بيت في السماء السابعة، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض.

(16) عبر عن اللبن بالفطرة؛ لأنه أول ما يدخل بطن المولود ويشق أمعاءه، وهو الغذاء الذي لم يكن يصنعه صانع غير الله، والغذاء الكامل المستوفي للعناصر التي يحتاج إليها الجسم في بنائه ونموه، مع كونه طيبا سائغا للشاربين، وقد تكرر هذا العرض مرتين، مرة بعد الصلاة في بيت المقدس- كما في صحيح مسلم- ومرة في السماء كما في هذا الحديث المتفق عليه.

هل انتفعت بهذا المحتوى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى