بحضور الرئيس الفرنسي… مراسم رسمية لنقل رفات المقاوم ميساك مانوشيان إلى “مقبرة العظماء”
في مراسم رسمية تكريما له ولكل مقاتلي المقاومة الأجانب في فرنسا، وبحضور الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، دخل الأربعاء المقاوم الشيوعي من أصول أرمنية ميساك مانوشيان “مقبرة العظماء” (البانتيون) في باريس برفقة زوجته ميليني سوكميان، وذلك بعد 80 عاما من إعدامه بالرصاص على يد النازيين في “مون فالريان” بالضاحية الباريسية. ويأتي التكريم في إطار سلسلة أنشطة تذكارية طويلة ستتواصل عام 2024 قبل الذكرى السنوية الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
نشرت في:
5 دقائق
دخل مساء الأربعاء جثمان المقاوم الشيوعي من أصل أرمني ميساك مانوشيان إلى “مقبرة العظماء” البانتيون بباريس ليرقد فيها إلى الأبد. وبحضور الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان وضع جثمان مانوشيان، أحد الأسماء البارزة في الكفاح ضد الاحتلال النازي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية عند النصب التذكاري “مون فالريان” بالضاحية الباريسية. وهو المكان الذي قتل فيه يوم 21 فبراير/شباط 1944 على يد النازيين مع عدد من المقاومين الشيوعيين الآخرين.
اقرأ أيضادخول ميساك مانوشيان “مقبرة العظماء” بفرنسا تكريما له ولجميع المقاومين الأجانب ضد النازية
خلال كلمة له بالمناسبة، ذكر ماكرون بـ “شجاعته” و”بطولته الهادئة” وقال إنه يجسد “القيم العالمية للحرية والمساواة والأخوة التي دافع باسمها عن الجمهورية” الفرنسية.
من آلام الإبادة إلى سجون القوات النازية المحتلة
ولد ميساك مانوشيان في الأول من سبتمبر/أيلول 1906 في كنف عائلة مزارعة فقيرة بمدينة “أديمان” في جنوب شرق ما يعرف الآن بتركيا، أما زوجته ميليني سوكميان فلقد رأت النور في 1913. كلاهما ذاقا مرارة العذاب والقتل في الصغر. إذ فقد كل منهما عائلته أثناء الإبادة الجماعية للأرمن. ما جعل مانوشيان يغادر إلى لبنان وميليني إلى اليونان قبل أن ينتقلا إلى فرنسا.
اقرأ أيضاالمقاوم الشيوعي ميساك مانوشيان سيدخل “مقبرة العظماء” البانتيون في باريس
بعد وصوله إلى باريس في 1924، التحق مانوشيان، الذي كان يتمتع بموهبة شعرية كبيرة، بما يسمى بـ”الأممية الشيوعية” (وهي رابطة للأحزاب السياسية الشيوعية من جميع أنحاء العالم تأسست في 1919 مكرسة للأممية البروليتارية وهدفها الإطاحة الثورية بالبرجوازية العالمية) قبل أن يشغل منصب مدير جريدة “زانغو”، وهي صحيفة تهتم بيوميات الأرمن في فرنسا وأرمينيا وتسعى إلى بناء جسور بين الجاليتين. تعرف مانوشيان على زوجته ميليني في هذه الجريدة حيث كانت تعمل كمحاسبة وكاتبة على آلة الطباعة.
دخول ميساك مانوشيان “مقبرة العظماء”
قصة مزجت بين الحب العميق والمقاومة السياسية
من هذا اللقاء بين الشخصيتين من بلد واحد ولدت قصة حب عميقة ورغبة في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي.
بدأ ميساك مانوشيان عمله السري من خلال المشاركة في الاجتماعات المناهضة للفاشية والنازية. فيما أظهر حماسا وانضباطا كبيرين، ما جعله يتولى بسرعة منصب مندوب في الحزب الشيوعي الفرنسي.
ورغم الحيطة والحذر، إلا أن الشرطة الألمانية ألقت القبض عليه للمرة الأولى في العام 1939، وذلك قبل أيام قليلة من إصدار الإدارة النازية مرسوم 26 سبتمبر/أيلول 1939 القرار الذي يقضي بحل جميع المنظمات الشيوعية التي كانت تنشط في فرنسا.
ولحسن حظه، تم إطلاق سراحه بسبب غياب الأدلة ليستمر بعد ذلك في عمله النضالي بالمقاومة الفرنسية لكن ليس لوقت طويل. إذ تم توقيفه مرة ثانية في العام 1941 حيث زج به في سجن “روياليو” بمدينة كمباينين بمنطقة “لواز” شمال فرنسا. وهو معسكر انتقال نازي افتتح من 1941 لغاية 1944 لإيواء سجناء سياسيين روس وأمريكيين فضلا عن اليهود.
مقتل مانوشيان و21 من زملائه رميا بالرصاص في “مون فالريان”
وبعد قضائه عدة أسابيع في هذا السجن، تم إطلاق سراحه مرة أخرى. ورغم المراقبة التي فرضت عليه، إلا أنه واصل عمله في المقاومة وانخرط في جمعية تدعى “العمل الألماني” وهي جمعية معادية للفاشية كان دورها إقناع الجنود الألمان بالوقوف ضد النازية. وشاركت زوجة مانوشيان في هذا العمل السري بالتوازي مع عملها ككاتبة على آلة الطباعة.
انضم بعد ذلك إلى صفوف المقاومة المسلحة الشيوعية التي كانت تضم عددا كبيرا من المقاومين الشيوعيين من فرنسا ويهود من أوروبا الشرقية. تقلد عدة مناصب في هذه الحركة التي تضم قناصين ومناضلين أجانب إلى غاية شهر نوفمبر/ كانون الثاني 1943 وهو تاريخ توقيف 23 من أعضاء هذه الحركة من قبل الشرطة الألمانية النازية، من بينهم ميساك مانوشيان شخصيا. كان عمره 37 عاما.
وإثر محاكمة سريعة نظمت في مبنى كان يدعى بـ “المحكمة العسكرية الألمانية في باريس”، تم الحكم بالإعدام على 22 من المقاومين، ضمنهم مانوشيان وقتلوا رميا بالرصاص في 21 فبراير/شباط 1944 في موقع “مون فالريان” بالضاحية الباريسية.
وتعد أولغا بانشيس، المرأة الوحيدة التي كانت تنتمي إلى المنظمة والتي لم تعدم بالرصاص بل قطع رأسها بالمقصلة في 10 مايو/أيار 1944 بمدينة شتوتغارت الألمانية.
فرانس24
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.