“صفحة جديدة” تفتحها أنقرة والقاهرة بعد قطيعة دامت أكثر من عقد كامل
اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على فتح “صفحة جديدة” في العلاقات بين بلديهما خلال مؤتمر صحافي في القاهرة التي يزورها أردوغان لأول مرة بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد. وعلى الرغم من تأزم العلاقات السياسية لفترة طويلة بين البلدين – إذ تدعم مصر وتركيا حكومتين متنافستين في ليبيا – بقيت التجارة جيدة بينهما، فأنقرة هي الشريك التجاري الخامس للقاهرة.
نشرت في:
5 دقائق
يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القاهرة بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات. واستهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المؤتمر الصحافي الذي أعقب محادثاته مع نظيره التركي رجب طيب أرودغان مؤكدا الرغبة في “فتح صفحة جديدة بين بلدينا”.
وبدوره، أكد الرئيس التركي أن زيارته تمثل تدشين “مرحلة جديدة في العلاقات” مع مصر. وأعلن الرئيس المصري أنه قبِل دعوة نظيره لزيارة تركيا في نيسان/أبريل المقبل.
هذا، وأوضح أردوغان أن الحرب في غزة تصدرت المحادثات مع السيسي. واتهم الرئيس التركي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها “تتبنى سياسة القتل والمجازر”. وقال إن قصف غزة “تصرف جنوني من نتانياهو”.
وأكد السيسي اتفاقه مع الرئيس التركي على ضرورة “وقف إطلاق النار” في غزة.
“سياسات الاحتلال.. والمجازر”
وقال أردوغان “إدارة نتانياهو تواصل سياسات الاحتلال والتدمير والمجازر”، وطالبها “بالامتناع عن نقل المذابح إلى رفح، المكان الأخير الذي لجأ إليه المدنيون في غزة”، في إشارة إلى المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر.
وأضاف “العالم الإسلامي ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي يجب ألا يسمحوا بمثل هذا الجنون الذي قد يؤدي إلى إبادة جماعية” للفلسطينيين.
كما أكد “تقدير” تركيا و”دعمها لموقف مصر الرافض لمحاولات تهجير الفلسطينيين في غزة من أراضيهم”.
وكان أردوغان قد أعلن الإثنين أنه سيتوجه إلى الإمارات ثم إلى مصر “لرؤية ما يمكن القيام به من أجل إخواننا في غزة” التي تتعرض لحملة قصف مركزة ومدمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وأضاف أن أنقرة تفعل “كل ما في وسعها لوقف إراقة الدماء”، بينما قُتل أكثر من 28 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة في غزة، في القصف والغارات الإسرائيلية التي بدأت بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويذكر أن هجوم حماس غير المسبوق أدى إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا من الجانب الإسرائيلي غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ويشار إلى أن آخر زيارة لأردوغان لمصر تمت في العام 2012 عندما كان رئيسا للوزراء. وكان يرأس مصر حينها الإسلامي الراحل محمد مرسي حليف أنقرة.
تعزيز العلاقات في ظل تقارب المصالح
وإلى ذلك، شدد السيسي وأردوغان على أن مباحثاتهما تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وخصوصا التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.
وقال أردوغان إنهما اتفقا على رفع حجم “التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار في أقرب وقت ممكن” في حين بلغ في العام 2020 قرابة 11 مليار دولار.
كما عبّر الرئيس التركي أيضا على رغبته في التعاون في مجال “الصناعات الدفاعية والطاقة” مع مصر.
وقد تدهورت العلاقات الثنائية منذ العام 2013 بعد إطاحة السيسي الذي كان حينها وزيرا للدفاع، بالرئيس مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. ومنذ ذلك الحين كرر أردوغان أنه “لن يتحدث إطلاقا” مع “شخص مثله”، في إشارة إلى الرئيس المصري الحالي. ثم تحسنت العلاقات بين الرجلين، مع تقارب مصالحهما في العديد من النزاعات الإقليمية بما في ذلك السودان أو قطاع غزة.
وتصافحا لأول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، الدولة الأخرى التي عاودت مصر التواصل معها مؤخرا بعد اتهامها بالتقرب من جماعة الإخوان المسلمين.
هذا، وتحادث السيسي وأردوغان أيضا غداة وقوع زلزال السادس من شباط/فبراير 2023 الذي خلف أكثر من 50 ألف قتيل بتركيا. وفي تموز/يوليو الماضي، تم تعيين سفراء من الجانبين.
وفي أيلول/سبتمبر، تحدث المسؤولان للمرة الأولى وجها لوجه على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
وعلى الرغم من تأزم العلاقات السياسية لفترة طويلة – إذ تدعم مصر وتركيا حكومتين متنافستين في ليبيا – بقيت العلاقات التجارية جيدة بين البلدين، فأنقرة هي الشريك التجاري الخامس للقاهرة.
وقد أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مطلع شباط/فبراير، موافقة أنقرة على بيع طائرات مسيّرة هجومية لمصر.
أما في سياق الحرب في غزة، فقد استدعى أردوغان الذي وصف إسرائيل بـ “دولة إرهابية” وحماس بأنها “حركة تحرر”، السفير التركي في تل أبيب مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، رغم استبعاده “القطيعة التامة” مع إسرائيل.
وقبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان العديد من قادة حماس السياسيين يقيمون في إسطنبول، وطلب منهم بعد ذلك مغادرة البلاد.
ولدى اندلاع الحرب في غزة، اقترح أردوغان وساطته لكن المفاوضات للتوصل إلى هدنة قادتها حتى الآن قطر ومصر.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.