كتاب فن الاستمتاع في الأسفار والرحلات

مقدمة الكتاب

في مقدمة الكتاب يذكر المؤلف أن السفر والرحلات مصدر من مصادر السعادة والاستمتاع . ثم يضيف القصيّر : هناك تفاوت كبير في نظرة الناس إلى السفر ، فمنهم من ينظر إليه كقطعة من العذاب ، وهناك أناسٌ يمرّون بتجارب قاسية ومعاناة خلال أسفارهم نتيجة لعدم التخطيط الجيد والمبكر ، ومنهم من يعود من سفره مريضاً من كثرة السهر ، أو ممارسة عادات سيئة أو محرّمة ، كما أن هناك من ينظر إلى السفر على أنه فرصة ثمينة للشراء والتسوق ، ومنهم من ينظر إلى السفر على أنه شكل من أشكال المفاخرة والاستعراض .

ويُعدُّ هذا الكتاب محاولة من المؤلف لاستعراض ثقافة السفر ، وكيفية الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الفائدة والاستمتاع.

ثم يعرّف الكاتب السفر بقوله : السفر انتقال من مكان جغرافي إلى آخر باستخدام وسيلة أو أكثر من وسائل السفر المتوافرة والمريحة ، ويهدف السفر – عادة –  إلى تحقيق مكسب أو عائد علمي أو ثقافي أو صحي أو مادي أو ديني ، أو القيام بمهمة يتطلبها العمل أو التخصص ، أو للاسترخاء أو الراحة أو وسيلة للهروب من ضغوط العمل وتجديد الحيوية والنشاط .

والسفر – عند البعض – وسيلة للمتعة والثقافة والاكتشاف والتعلم واكتساب العادات الحسنة ، والتعرف على الطبيعة بجبالها وسهولها وأنهارها ووديانها وغاباتها الكثيفة وشلالاتها ، وحيواناتِها ، وللتعرف على ثقافات وحضارات الشعوب والأمم التي تقطن مواقع مختلفة من هذا الكوكب العجيب ـ وتنطق بلغات متفاوتة  ـ وتمارس عاداتٍ متوارثة .

وبِحَسَبِ أهداف وغايات السفر ، فإن الإنسان يقوم بتحديدِ وجهة السفر شرقاً أم غرباص ، شمالاً أم جنوباً ، وكذلك تحديد وقتهِ صيفاً أو شتاءاً ، وفترته أياماً أو أسابيعَ أو شهوراً ، وكذلك رفاق السفر ، منفرداً أو مع الأسرة ، أو مجموعة من الأصدقاء ، أو زملاء العمل ، وغير ذلك .

فصول كتاب فن الاستمتاع في الأسفار والرحلات

يتطرق الكتاب في الفصل الأول إلى ثقافة السفر ، بشيءٍ من الإيجاز ، وفي الفصل الثاني يتناول أهداف السفر المحتملة  وهي إما الدراسات العليا أو دراسة اللغات أو العمل الرسمي أو التجارة  أو للحصول على عمل في بلد آخر ، أو السفر للسياحة والاستكشاف والترفيه والتسلية أو السفر للعلاج والاستجمام  أو لحضور المؤتمرات العلمية  وزيارة المعارض الصناعية والتجارية وحضور معارض الكتب  أو المشاركة في الدوات التدريبية وكذلك السفر لأداء الفروض الدينية  فالمسلمون يحج منهم أعداد تزيد على المليونين سنوياً من كافة مناطق العالم لأداء شعيرة الحج.

وكذلك من أهداف السفر أعمال الخير  ولنأخذ مثالاً ما قام به الداعية الكويتي الدكتور عبدالرحمن السميط  – رحمه الله – في دول أفريقيا من بناء المستوصفات والمدارس والمساجد والإذاعات التعريفية بالإسلام وحفر الآباء وغيرها من الأعمال الخيرية المؤثرة وما ترتب عليه من دخول ملايين الأفارقة في دين الإسلام ونشر الوعي والتسامح ، وهذه الأعمال بجملتها تحدث في نفوس العاملين الكثير من المتعة والسعادة والثواب العظيم إن شاء الله .

أما الفصل الثالث من الكتاب فيثير تساؤلات عما إذا كان الإنسان بحاجة إلى السفر ؟ ويجيب المؤلف قائلاً : نعم ، الإنسان بحاجة إلى السفر ، ودون السفر إحداث الطفرة المطلوبة في الزمان والمكان والثقافة والطقس والبيئة واللغة السائدة.

التخطيط للسفر

ويتناول الفصل الرابع التخطيط للسفر الذي بدونه قد يكون السفر غير محقق للغايات المطلوبة ، ويتطرق الفصل الخامس إلى بعض المشاكل المحتملة خلال السفر وأسلوب معالجتها ، أو التخطيط والعمل المطلوب لتجنّب حدوثها ، ويقترح الفصل السادس جملة من الخطوات التي يمكن بها اختصار تكاليف السفر مع الحصول على نفس العائد والتمتع بنفس الميزات.

ميزانية السفر

وفي الفصل السابع من الكتاب يستطيع القارئ أن يحدد بصورة تقريبية مجموع التكاليف المحتملة لأي رحلة يهم بالقيام بها ، معتمداً على وسيلة السفر ، ووجهة السفر ومسافته ، وكذلك نوع السكن والمواصلات والجبات وبرامج الترفيه والسياحة والتسوق المحتملة ، وكذلك الفترة الكلية  للسفر ، وهذه خطوة مهمة  يترتب عليها رصد الميزانية اللازمة وكذلك مبالغ احتياطية للطوارئ .

وفي الفصل الثامن يتطرق الكتاب بالتحليل إلى مجموعة من الأسئلة التي تم طرحها على مجموعة متفاوتة من المواطنين حسب المستوى التعليمي والأعمار والجنس والعمل ، وتهدف إلى التعرف على ثقافة السفر لدى الناس بجيث يسعى الكتاب إلى ترسيخها وتنميتها بما يحقق غايات السعادة والاستمتاع المتوخاة من القيام بالرحلات والأسفار.

يقع فن(الاستمتاع في الأسفار والرحلات) من تأليف توفيق أحمد القصيّر على 167 صفحة من القطع الكبير وطبع لأول مرة في عام 2012م، ومن إصدار دار وهج الحياة للنشر‎.