ساحل العاج تحقق “المعجزة” وتفوز على مالي بعشرة لاعبين لتتأهل إلى نصف النهائي
موفد فرانس 24 إلى ساحل العاج – تمكن منتخب ساحل العاج السبت من التأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بعد فوزه المثير على نظيره المالي بنتيجة 2-1 في الوقت الإضافي، بملعب السلام في مدينة بواكي وأمام نحو 40 ألف مشجع. ويواجه في دور الأربعة الكونغو الديمقراطية، الأربعاء المقبل عند الساعة التاسعة مساء (الثامنة بتوقيت غرينتش) في ملعب “الحسن واتارا” بأبيدجان.
نشرت في:
7 دقائق
وتحققت المعجزة مرة أخرى! كانت ساحل العاج على وشك الخروج من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بعد تخلفها أمام منتخب مالي في ربع النهائي، في مباراة مثيرة جرت السبت على ملعب السلام في بواكي، إلا أنها أدركت التعادل بعشرة لاعبين مقابل 11 ثم تمكنت من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي عن طريق البديل فوفانا.
وترشحت بالتالي لمواجهة الكونغو الديمقراطية، الأربعاء المقبل في أبيدجان.
وسجلت مالي هدف التقدم في الدقيقة 71 عن طريق دورجيليس قبل أن يدرك البديل أدينغرا التعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الرسمي.
جرت المباراة تحت إدارة الحكم المصري محمد عادل وأمام جمهور غفير قدر عدده بنحو 40 ألف شخص غالبيتهم الساحقة من مشجعي منتخب البلد المضيف من بينهم الرئيس الحسن واتارا.
اقرأ أيضاعودة على التغطية المباشرة للمباراة بين ساحل العاج ومالي
ضمت تشكيلة ساحل العاج التي أعدها المدرب (المؤقت) إيميرس فاي، الذي كان مساعدا للفرنسي جان-لوي غاسيه حتى الخسارة أمام غينيا الاستوائية 4-صفر في دور المجموعات، لاعب وسط نادي النصر السعودي سيكو فوفانا وزميله في نادي أهلي جدة فرانس كيسيه، فضلا عن مدافع فريق الفيحاء غيسلان كونان.
أما تشكيلة مالي، فضمت لاعبين ينشطون في الدوريات الأوروبية باستثناء الحارس ديارا الذي يلعب في نادي “يونغ أفريكانز” التنزاني، فيما جلس مهاجم الأهلي المصري ديانغ على دكة البدلاء. وكان المدرب إيريك شيل، وهو فرنسي مالي مولود في ساحل العاج، يعول على مهاجمه لاسين سينايوكو (أوكسير الفرنسي) صاحب ثلاثة أهداف في البطولة قبل المواجهة “العاطفية” بين الجارتين.
وكان مسؤولو منظمات المشجعين التابعة للبلدين أطلقوا عشية المباراة نداء للصداقة والروح الرياضية. فلدى عزف النشيدين الوطنيين أطلق الجمهور تصفيقات حارة وأخوية، ليستعد الجميع لمشاهدة لقاء رياضي يحصل فيها الفائز على تأشيرة المرور إلى الدور نصف النهائي. وعندما أطلق محمد عادل صافرة البداية بين “الأفيال” بزي برتقالي و”النسور” بزي أبيض، تفجر الملعب الذي تزين باللون البرتقالي الفاقع وسط حرارة بلغت 36 درجة مئوية.
عانى زملاء كيسيه الأمرين في البداية، وتدخل الحارس يحيى فوفنا عدة مرات لإبعاد الخطر عن مرماه، لاسيما في الدقيقة الثالثة والسابعة عن طريق نفس اللاعب سينايوكو وذلك بفضل تحركات زملائه في خط الهجوم. وطالب الماليون بركلة جزاء إثر لمس أحد مدافعي ساحل العاج الكرة بيده في منطقة العمليات لكن، وبعد استشارة الفيديو، قرر محمد عادل إعلان وضعية تسلل، مثيرا غضب “النسور” وفرحة الجمهور.
وظلت السيطرة والغلبة على الميدان بوضوح لمالي، والتي هاجمت بأربعة لاعبين على الأقل في كل مرة، حتى حصلت وبشكل منطقي على ركلة جزاء في الدقيقة 15 بعد خطأ فادح من المدافع كوسونو على سينايوكو، فتولى تنفيذها أداما تراوري هال سيتي الإنكليزي وأخفق في تحويلها لهدف التقدم بعد أن وفق الحارس في إيقافها. فبعد تأهلها العجيب لثمن النهائي وقد اقتربت من الخروج المبكر، وبعد فوزها على السنغال في ذات الدور وكانت متخلفة في النتيجة، ها هي “الأفيال” تفلت من عواقب غفلة دفاعها، وتستعيد آمالها وتعبئ نفسها لانتزاع الفوز من “النسور”.
وانتظر الفريق “البرتقالي” لغاية الدقيقة الثلاثين للحصول على أول فرصة له بتسديدة نيكولا بيبي مهاجم طرابزون سبور التركي إثر نشاط كبير لغراديل في الجهة اليسرى من الهجوم. واستمر في شن الهجمات حتى اقترب من هز شباك الحارس ديارا في الدقيقة 42 عندما سدد سيكو فوفانا فوق المرمى إثر تمريرة دقيقة من بيبي خلف الدفاع.
لكن رياح المباراة جرت بما لا تشتهي سفينة ساحل العاج، إذ حصل مدافعها كوسونو على بطاقة صفراء ثانية في الدقيقة 44 ليترك زملاءه بعشرة لاعبين مقابل 11، وأهدى مالي فرصة تسجيل الهدف الأول بضربة حرة مباشرة عند مشارف المنطقة إلا أن تراوري سدد خارج المرمى.
واضطر المدرب إيميرس فاي للقيام بتغيير في الدقيقة الموالية مع دخول المدافع ويلفريد سينغو في مكان المهاجم بيبي، ثم دخل (المهاجم) سيباستيان هالر في مكان زميله كوامي والمدافع ويلي بولي بدل أورييه. فكيف الفوز على مالي بعشرة لاعبين؟
تسبب التفوق العددي لدى لاعبي مالي بنوع من الإرباك الذهني، فصاروا متذبذبين بين الهجوم والدفاع، ولم يفلحوا في هذا وذاك، فيما عززت ساحل العاج خطوطها بالدفاع (حيث صاروا خمسة مدافعين) والوسط (ثلاثة) ساعية لمنع منافستها من خلق الثغرات التي ستسمح لها بتسجيل الأهداف.
اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية: الكونغو الديمقراطية تبلغ نصف النهائي إثر فوزها على غينيا 3-1
ويمكن القول إنها نجحت في حساباتها وتحسن وجهها، إذ تراجعت نسبة الفرص المالية، فقام المدرب إريك شيل بتغييرين بهدف تعزيز فريقه للفوز فدخل المهاجمان دياباتي ودورجيليس في مكان حيدرة وتراوري، وبدأت “النسور” تتحرك من جديد وفرضت حصارا على مرمى فوفانا حتى تمكن البديل دورجيليس لاعب ليبزيغ الألماني من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 71 بتسديدة رائعة عن بعد أسكنها في الزاوية اليمنى لمرمى ساحل العاج.
تسلح فريق “الأفيال” بالعزيمة واستفاد من دعم مشجعيه، فحاول إدراك التعادل في بعض المناسبات، لاسيما في الدقيقة 82 برأسية دياكيتي التي مرت قرب القائم. وفي الأخير، حدثت المعجزة (مرة أخرى) وتمكن البديل أدينغرا من هز شباك ديارا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الرسمي للمباراة إثر ضربة حرة أثارت حالة من التوتر في الدفاع المالي. فانفجر الملعب فرحة، وأعلن الحكم المصري سبع دقائق كوقت بدل الضائع، لتسير الأمور في النهاية إلى الوقت الإضافي.
اقرأ أيضاجدول مباريات نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024
تحولت معنويات لاعبي ساحل العاج وتجاهلوا نقصهم العددي وكادوا يسجلون الهدف الثاني في الدقيقة 96 برأسية هالر التي اصطدمت بالعارضة. وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي، سجل اللاعب البديل فوفانا هدف الفوز والتأهل لينفجر الملعب مرة ثانية ويحتفل مشجعو “الأفيال” بتأهل تاريخي نظرا لسيناريو اللقاء.
ويمكن القول “برافو” ساحل العاج!
علاوة مزياني