استنكار واسع عقب استقالة مدير مؤسسة تعليمية تلقى تهديدات بالقتل بسبب خلاف حول الحجاب
“فشل جماعي”، “هزيمة للدولة”، وغيرها من عبارات السخط والتنديد في فرنسا، تستنكر استقالة مدير مدرسة ثانوية من منصبه بسبب تهديدات بالقتل، تعرض لها بعد خلاف مع طالبة طالبها بنزع حجابها وفق ما تنص عليه القوانين. وعلى خلفية ذلك، نددت الطبقة السياسية من اليسار إلى أقصى اليمين بـ”الفشل” في مواجهة “التيار الإسلامي”.
نشرت في:
4 دقائق
ووجه تخلي مدير مدرسة ثانوية في باريس عن منصبه جراء تلقيه تهديدات بالقتل عقب خلاف مع طالبة لكي تخلع حجابها، بموجة استنكار واسعة في فرنسا، في ما وصف بأنه “فشل جماعي” و”هزيمة للدولة”.
وتلقى مدير المدرسة تهديدات بالقتل عبر الإنترنت دفعت إلى فتح تحقيق في باريس بتهمة مضايقات إلكترونية.
كذلك، رفعت شكويان، واحدة من التلميذة بسبب “عنف لم يؤد إلى عجز عن ممارسة العمل” وأخرى من جانب مدير المدرسة بسبب “عمل تخويف حيال شخص يشارك في تنفيذ مهمة خدمة عامة للحصول على إعفاء من القواعد المنظمة لهذه الخدمة”.
وقالت نيابة باريس العامة الأربعاء إن شكوى التلميذة حفظت بسبب “مخالفة غير موصوفة بشكل كاف”.
وأوقف شاب يبلغ 26 عاما من منطقة باريس ويرتقب أن يحاكم في 23 نيسان/أبريل في العاصمة الفرنسية بتهمة تهديد مدير المدرسة بالقتل، عبر الإنترنت.
“أسباب أمنية”
بعد شهر من الأحداث، ترك مدير المدرسة منصبه “لأسباب أمنية”، بحسب رسالة وجهها الثلاثاء المدير الجديد للمؤسسة التعليمية إلى المعلمين والتلاميذ والأهالي.
من جهتها، أشارت مديرية التربية الوطنية إلى “أسباب شخصية” و”تقاعد مبكر قبل بضعة أشهر” من موعده، “نظرا للأحداث التي شهدتها الأسابيع الماضية والتغطية الإعلامية الواسعة التي حظيت بها والأثر الذي قد تكون تركته عليه”.
ومن المقرر أن يستقبل رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال ووزيرة التربية الوطنية نيكول بيلوبيه، مدير المدرسة الأربعاء.
وكانت الوزيرة قد زارت مدرسة موريس رافيل الثانوية في شرق باريس في مطلع آذار/مارس الماضي لتقديم “دعمها” لمدير المدرسة، معبرة عن أسفها “للهجمات المرفوضة” التي تعرض لها على شبكات التواصل الاجتماعي منذ تشاجر في 28 شباط/فبراير مع تلميذة طلب منها نزع حجابها.
“فشل جماعي”
وأثارت هذه المغادرة المبكرة في وجه التهديدات، موجة من السخط في صفوف الطبقة السياسية الفرنسية. ومن اليسار إلى أقصى اليمين، استهجن مسؤولون “الفشل” في مواجهة “التيار الإسلامي”.
وقال رئيس أعضاء مجلس الشيوخ من حزب الجمهوريين اليميني برونو ريتاييو “هذا ما يؤدي إليه ’عدم اتخاذ موقف‘ هذا ما يقودنا إليه الجبن والتنازلات الكبرى”.
من جهته قال رئيس كتلة النواب الاشتراكيين بوريس فالو “لا يمكننا قبول ذلك”، معتبرا ذلك “فشلا جماعيا”.
واعتبرت رئيسة كتلة اليمين المتشدد في الانتخابات الأوروبية ماريون ماريشال “إنها قبل كل شيء هزيمة للدولة” في مواجهة “التغلغل الإسلامي الذي يتزايد”.
وعبرت رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن هيدالغو التي تحدثت إلى مدير المدرسة عبر الهاتف “لتأكيد دعمها الكامل وتضامنها”، عن “قلقها وذهولها” قائلة إنها “تتفهم أيضا قراره بحماية نفسه” بحسب مكتبها.
كما عبرت فاليري بيكريس رئيسة منطقة باريس عن “دعمها” لمدير المدرسة. وكتبت على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “يجب حرمان مهاجميه من القدرة على إلحاق الأذى”.
أوضح المدير الجديد للمدرسة الذي تولى مهامه الإثنين في رسالة موجهة إلى الجسم التعليمي أنه “كلف من قبل مديرية التعليم” بتأمين “الفترة الانتقالية حتى شهر تموز/يوليو”.
وخلال زيارتها في مطلع آذار/مارس إلى المدرسة، أكدت بيلوبيه اتخاذ “سلسلة من الإجراءات” لحماية المدير. وأكدت وزارة التربية الوطنية الأربعاء أنها “لن تتخلى أبدا عن موظفيها” في مواجهة التهديدات.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.