الفرق بين الحج والعمرة. أركان وواجبات العمرة
الحج والعمرة عبادتان عظيمتان، وهما من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى. ورغم التداخل بينهما إلا هنالك بعض الاختلافات الجوهرية. فما معنى الحج؟ وما معنى العمرة؟ وما الفرق بين الحج والعمرة؟ وهل هناك فرق بينهما في الركن أو في الحكم أو في الأداء؟ وما الواجبات في الحج والعمرة؟
يشترك الحج والعمرة في العديد من الأعمال، فكلاهما يستوجب الإحرام، وكذلك من أركانهما السعي والطواف، والحلق أو التقصير. ولأن العمرة تستوجب القيام بمناسك أقل من الحج، فيطلق عليها “الحج الأصغر”. وقبل معرفة الفرق بين الحج والعمرة، وجب أن نعرف أولا ماهو الحج وما هي العمرة؟
ما معنى الحج؟
قبل الحديث عن الفرق بين الحج والعمرة، وجب أن نعرف ماهو الحج أولا ؟
تعريف الحج في اللغة
الحج لغة هو القصد والزيارة والإتيان – الحج بفتح الحاء ويجوز كسرها – حج إلينا فلان أي قدم وحَجَّه يحجُّه حجًّا قصده، وقال جماعة من أهل اللغة: الحج القصد لمعظّم، قال سيبويه: حجَّه يحجُّه حِجًا كما قالوا: ذكره ذكرًا. والحجيج: جماعة الحاج. قال الأزهري: الحَجُّ قضاء نسك سنة و احدة، وبعض يكسر الحاء فيقول: الحِجُّ والحِجَّة. قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}. وقد عرفه الدردير بقوله:”وقوف بعرفة ليلة عاشر ذي الحجة، وطواف بالبيت سبعا، وسعي بين الصفا والمروة كذلك على وجه مخصوص بإحرام”.
تعريف الحج في الشرع
قصد بيت الله الحرام والمشاعر لأداء عبادة مخصوصة في زمن مخصوص بكيفية معينة.
ووردت في فضل الحج أحاديث كثيرة منها قوله ﷺ، بعد أن سئل أي الأعمال أفضل: “الإيمان بالله ورسوله”، ثم “جهاد في سبيل الله”، ثم “حج مبرور”، وقوله ﷺ: “من حج فلم يرفث ولم يسفق، رجع كيوم ولدته أمه”، وقوله ﷺ:”والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
ما معنى العمرة؟
ولمعرفة الفرق بين الحج والعمرة، نقول أن العمرة وجمعها عُمُرات و عُمْرات و عُمَر، هي القَصْدُ إِلَى مَكَانٍ عَامِرٍ، والعُمْرةُ : نُسُكٌ كالحج، ليس له وقتٌ معيَّن ولا وقوف بعرفة.
تعريف العمرة في لغة
والعُمرة لغة: هي الزيارة، والاعتمار لغة: الزيارة التي فيها عمارة الود، والمعتمر: الزائر، والقاصد للشيء.
تعريف العمرة في الشرع
زيارة بيت الله الحرام على وجه مخصوص، وهو النسك المعروف المتركِب من الإحرام والتلبية، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير.
وقد أجمَع أهل العلم على أن العُمرة مشروعة بأصل الإسلام، وأن فعلها في العمر مرة واحدة.
الفرق بين الحج والعمرة
ما الفرق بين الحج والعمرة؟سؤال قد يتبادر إلى أذهان الكثير من المسلمين. والجواب أن الحج والعمرة هما مناسك إسلامية مهمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أّن كلاهما يتضمن زيارة الكعبة في مكة المكرمة، إلا أّن هناك فروقا كبيرة بينهما.
فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر. يقام الحج مرة واحدة في العام في شهر ذي الحجة، وتستغرق مناسكه نحو 5 أيام. ويشترط الحج لمن استطاع السفر إلى مكة المكرمة وأداء الشعائر الدينية المحددة، بما في ذلك الطواف حول الكعبة، والصعود إلى جبل عرفة، ورمي الجمرات في ِمنى.
أما العمرة، فهي سنة نبوية مؤكدة، يمكن أداؤها في أّي وقت من العام، ويمكن تنفيذها في أيام الحج أو خارجها. وتتضمن العمرة الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، والتقرب إلى الله بالصلاة والدعاء.
وفي بيان الفرق بين الحج والعمرة جد أن العمرة القصد منها إعمار مكان، ويكون مستمر طوال السنة فيعمر بذلك بيت الله الحرام، وهي الزيارة المتاحة في أي يوم من أيام السنة.
وفي بيان الفرق بين الحج والعمرة، نجد أن الحج له وقت مخصوص في قصد مخصوص وفيه المكوث مدة أطول، و العمرة عبارة عن زيارة يمكن أن تتم في ساعتين، أما الحج فله مناسك مختلفة منه ما هو إفراد وتمتع وإقران، ويلزم الطواف والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمرات والوقوف بعرفة.
ما الفرق بين الحج والعمرة في الحكم؟
الفرق بين الحج والعمرة من جهة الحكم هو أن الحج ركن من أركان الإسلام بالإجماع، وهو واجب على الفور على المستطيع.
أما العمرة فهي سنة مؤكدة أو واجبة على خلاف بين العلماء في ذلك.
أما الفرق بينهما في الأعمال فكل منهما لا بد فيه من الإحرام وهو ركن من أركانهما وكذلك الطواف والسعي، والحلق أو التقصير، ويزيد الحج بالوقوف بعرفة ورمي الجمار.
أما مسألة أيهما يؤدى أولاً بعد الوصول إلى مكة، ولمعرفة الفرق بين الحج والعمرة في هذا الإطار، نجد أن هذا الأمر يتوقف على نية الشخص عند الإحرام فإن نوى عند الإحرام، أنه متمتع ففي هذه الحالة يعتمر أولا ثم يتحلل، فإذا جاء الحج أحرم من مكان سكنه بمكة وأدى حجه، وإن أحرم مفردا أي أحرم بالحج فقط فيؤدي حجه أولاً فإذا تم حجه خرج إلى أدنى الحل وأحرم من جديد واعتمر .
وإن كان أحرم قارنا بين الحج والعمرة فهنا تدخل أعمال العمرة في أعمال الحج، فإذا قدم مكة يطوف طواف القدوم ويسعى للحج والعمرة ويبقى على إحرامه إلى أن يتحلل منه يوم العيد ويلزمه الدم في هذه الحالة وفي حالة التمتع أيضا.
ما الفرق بين الحج والعمرة في الأركان
لتوضيح الفرق بين الحج والعمرة، نقول أن هناك عدد من الاختلافات تبين الفرق بين الحج والعمرة، بدءا من المعنى اللغوي مرورا بالتوقيت ووصولا إلى المناسك.
المفهوم اللغوي: يختلف معنى كلمة الحج عن معنى الُعمرة، فالحج في اللغة يعني القصد، والمقصود به قصد بيت الله الحرام في مكة ألداء فريضة الحج، أما كلمة العمرة في اللغة، فتعني الزيارة، والمقصود بها زيارة بيت الله الحرام في مكة للاعتمار.
التوقيت: يمكن أداء العمرة في أّي وقت من العام، بينما يتم أداء الحج مرة واحدة في العام في شهر ذي الحجة.
الإلزامية: الحج هو ركن من أركان الإسلام، وُيشترط على المسلمين الذين يستطيعون السفر إلى مكة المكرمة أداؤه، بينما العمرة سّنة مؤكدة، ويمكن أداؤها في أّي وقت.
المدة: يستغرق الحج لأداء جميع مناسكه وأركانه، فترة قد تمتد من أسبوع إلى 10 أيام، بينما يمكن أداء الُعمرة في يوم واحد فقط.
المناسك: يتم الحج في فترة محددة من العام، وهي فترة تشهد تدفًقا كبيًرا للحجاج من جميع أنحاء العالم، بينما يمكن أداء العمرة في أّي وقت خلال العام، وتشمل عددا أقل من المناسك.
ومثلما بينا الفرق بين الحج والعمرة، يجب أن نشير إلى أن مناسك الحج والعمرة المشتركة بينهما وهي:
- الإحرام: وفيه تلبس ملابس الإحرام، وُتعقد النّية على الحج أو الُعمرة.
- الطواف: ويعني الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، تبدأ وتنتهي من ناحية الحجر الأسود.
- السعي: وتعني السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
- الحلق أو التقصير: ويعني قّص الشعر أو حلقه كامًل
- طواف الوداع: إذا أراد الحاج أو المعتِمر مغادرة مكة والرجوع إلى بلده، فيجب عليه أداء طواف الوداع، ولا يجب هذا الطواف على الحجاج والمعتِمرين من أهل مكة.
أما عن الاختلاف في المناسك بين الحج والُعمرة، فيكون في زيادة الحج عن الُعمرة في بعض المناسك، وهي:
الوقوف بعرفة: ويكون في يوم 9 ذي الحجة، أي اليوم الذي يسبق عيد الأضحى المبارك، وهو الركن الأساسي في الحج، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفة في مشهد مهيب، يدعون الله ويذكرونه ويصلون له حتى غروب الشمس.
المبيت في المزدِلفة: فور نزول الحجاج من جبل عرفة، يتجهون إلى المزدِلفة ويبيتون هناك ليلة واحدة.
المبيت في منى: يبيت الحجاج في منى في أيام التشريق، وهي يوم 11 و12 و13 من شهر ذي الحجة.
رمي الجمرات: يرمي الحجاج الجمرة الكبرى والوسطى والصغرى.
ما الواجبات في الحج والعمرة؟
إذا كنا قد أخذنا فكرة عن الفرق بين الحج والعمرة، وجب أن نشير إلى واجبات كل منهما، فالحج له واجبات يجب على الحاج أن يعنى بها وأن يستوفيها، وأن يحرص في ذلك، يرجوا ثواب الله ويخشى عقاب الله، وعلى أهل العلم أن يبينوا ويوضحوا، هذا هو الواجب على هؤلاء والواجب على هؤلاء، على طلبة العلم أن يوضحوا أحكام الله لعباده، وعلى المسلم أن يتعلم ما أوجب الله عليه ولاسيما حجاج بيت الله الحرام، عليهم أن يتعلموا مناسكهم حتى يؤدوها على بصيرة.
7 واجبات للحج
- الإحرام من الميقات، يحرم من الميقات الذي يمر عليه، فإذا لم يحرم منه تجاوزه وأحرم دونه وجب عليه دم يذبحه في مكة جبرا لحجه، لأن الله جل وعلا أوجب على العباد أن يحرموا من الميقات.
- المبيت بمزدلفة ليلة النحر، إذا انصرف من عرفات يبيت في مزدلفة غالب الليل، هذا واجب وليس له أن يدع المبيت في مزدلفة لأن الرسول أمر بذلك عليه الصلاة والسلام وفعله، وقال: خذوا عني مناسككم.
- الوقوف بعرفة إلى الغروب، لا ينصرف قبل الغروب، فلو انصرف قبل الغروب ولم يرجع في الليل يكون عليه دم لأنه ترك ما وجب عليه، فإن رجع حتى غابت الشمس أو رجع بعد الغروب سقط عنه ذلك الدم.
- المبيت في منى ليلة إحدى عشرة وليلة ثنتي عشرة، إذا استطاع ووجد مكانا وجب عليه يبيت في منى لأن الرسول بات بها عليه الصلاة والسلام، وقال: خذوا عني مناسككم فعليه أن يلتمس مكانا ويجتهد، فإذا وجده وجب عليه المبيت في منى إلا أن يكون ذا عذر كالمريض الذي لا يستطيع البقاء في منى، قد يحتاج للذهاب إلى مستشفيات خارج منى، وكالسقاة سقاة الحجيج. وأما النزول في منى يوم الثامن والليلة التاسعة فهذا مستحب وليس بواجب عند أهل العلم.
- رمي الجمار، لا بدّ أن يرمي الجمار يوم العيد جمرة واحدة، جمرة العقبة يرميها الضعفة في نصف الليل ليلة النحر في النصف الأخير من ليلة النحر، وأما الأقوياء فالسنة لهم أن يرموها نهارا ضحى كما رماها النبي ﷺ.
- الحلق أو التقصير، السنة للحاج إذا رمى جمرة العقبة أن ينحر هديه إن كان عنده هدي، هذا هو الأفضل لأن النبي ﷺ رمى ثم نحر عليه الصلاة والسلام ثم حلق.
- السابع: طواف الوداع، إذا فرغ من أعمال الحج كلها فإنه يطوف للوداع قبل أن يسافر لقول النبي ﷺ: لا ينفر أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت رواه مسلم في الصحيح.
واجبات العمرة
أما واجبات العمرة فهي:
- الإحرام من الميقات.
- الحلق أو التقصير.
أما الأمور المستحبة في العمرة فهي كثيرة، فمما يستحب قبل الإحرام ما يلي:
- تقليم الأظافر وحلق شعر العانة.
- الاغتسال.
- التطيب في البدن.
ومما يستحب بعد الإحرام الآتي:
- التلبية ورفع الصوت بها بالنسبة للرجل.
- قول: لبيك اللهم عمرة.
ومما يستحب في الطواف ما يلي:
- تقبيل الحجر الأسود ما لم يؤد إلى زحام.
- الرمل: وهو الإسراع في المشي في الأشواط الثلاثة الأولى وهو في حق الرجال أيضا.
- الإكثار من الذكر والدعاء.
- صلاة ركعتين بعده.
ومما يستحب في السعي:
- الصعود على الصفا وقول: نبدأ بما بدأ الله به.
- الهرولة بين العلمين الأخضرين.
- الإكثار من الذكر.
وعلى العموم، نحتاج لمعرفة الفرق بين الحج والعمرة، حتى نؤدي مناسكنا بطريقة صحيحة لا يشوبها شائبة. فالحج فريضة مرة واحدة في العمر، أما العمرة فهي سنة مؤكدة، يمكن أداؤها أكثر من مرة..
ويختلف الحج والعمرة في بعض الأعمال، فالحاج يقوم بأداء مناسك الحج، مثل طواف الإفاضة، ورمي الجمرات، وأداء طواف الوداع. أما المعتمر فيقوم بأداء مناسك العمرة، مثل الطواف، والسعي، والسعي بين الصفا والمروة.
ومن ناحية الثواب، فإن الحج والعمرة من أعظم العبادات التي تقرب المسلم إلى الله تعالى، وهما من أعظم أسباب المغفرة والرحمة.
اكتشاف المزيد من ماسنجر المسلم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.